نشيد الثمل / هكذا تكلم زرادشت
أيها الرجال الراقون ما تراكم تحسبونني؟ أنبيٌّ أنا أم متوهم أم ثامل أم معبر أحلام أم جرس يدوي في نصف الليل؟ أأنا ندى أم بخور من الأبدية؟ أفما سمعتم؟ أفما شعرتم بأن عالمي قد اكتمل؟ إن نصف الليل هو الظهيرة أيضًا. إن الألم لذة واللعنة بركة والليل شمس مشرقة. ابتعدوا كيلا يقال عنكم أيضًا إن الحكيم مجنون. إذا كنتم أحسستم بفرح فقد أحسستم أيضًا بجميع الأتراح، فجميع الأشياء متسلسلة متداخلة متعاشقة. أفما اشتهيتم أن تعود المرة مرتين فهتفتم ارتياحًا للذة لحين من الدهر ولطرفة عين؟ إنكم بهذا التمني وددتم لو تعود الأشياء جميعها متسلسلة متداخلة متعاشقة، وهكذا أحببتم العالم، أيها الخالدون، فكان حبكم أبديًّا لا نهاية له. قلتم للآلام أن تنقضي ولكنكم دعوتموها لتعود؛ لأن كل لذة تطلب الخلود.