المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

هذا هو كل شيء \ قصائد من برشت

صورة
  عن مودَّة العالم ١ إلى الأرض المَقرُورة بالرِّيح الباردة، جئتُم جميعًا أطفالًا عُراة. كنتُم تَرتجِفون من البرد، ولا شيء تَملكون، عندما لفَّتكُم امرأةٌ في قماط. ٢ لم يهتِف أحدٌ مُرحِّبًا بكم، لم يَشتَقْ أحدٌ إليكم، ولم يُحضِركم أحدٌ في عربةٍ مُطهَّمة. هنا على الأرض كُنتُم مجهولين، عندما امتدَّت يدُ إنسانٍ فأخذَتْكم من أيديكم. ٣ عن الأرضِ المقرورة بالرِّيح البارِدة، تَذهبون جميعًا، يُغطِّيكم القَشَف والقُشور. ويُوشِك كلُّ إنسانٍ أن يكون قد أحبَّ العالم، حين يُلقي عليه أحدٌ حِفنَتَي تُراب.

العلاقة الخفية بين الخوف و الأمراض \ د. سيرغيه لازاريف

صورة
  برأيي أن مفهوم الصحة وثيق الإرتباط بمقدار الطاقة العليا الموجودة في الجسم. قام عدد من العلماء لمعرفة العلاقة الخفية بين الأمراض والخوف بتجربة على القرود: لقد أفزعوا القرود أثناء التجربة وأوصلوها إلى حالة التوتر. تصرفت بعض القرود بعدوانية ودافعت عن نفسها في الرد على الإزعاج بكل الوسائل، هذه القرود تحملت بسهولة حالة الضغط النفسي وحافظت على صحتها. أما الحيوانات التي توقفت عن الدفاع عن نفسها وسلكت سلوكاً سلبياً خاملاً، فقد أصيبت لاحقاً بمرض ثقيل. عندها قرر العلماء أن العدوانية تدعم الصحة. هذا الإستنتاج سطحي وخاطئ بالكامل، فالأمر لا يكمن في العدوانية بل في اتقان بذل الطاقة. الطاقة إن الطاقة التي تتوفر خلال الضغط النفسي مخصصة لحماية الكائن الحي. العدوان هو أحد أكثر أشكال الحماية بدائية، فإذا شعر الإنسان بالخوف ولم يدافع عن نفسه ولم يصرف الطاقة الفائضة داخله. فإن هذه الطاقة سوف تذهب لتدمير الذات، لهذا فهو محكوم بالإصابة بمشكلات في الصحة. يختلف الأمر عندما يقوم الإنسان بإجراءات فعالة ليس فقط على المستوى الظاهر، بل وعلى المستوى الباطن أيضاً. عند ذلك تتحول الحماية إلى سيطرة. الأمراض أصيب ي...

الفهم الفلسفي للساعة والقيامة

صورة
  يُعد مفهوم "الساعة" و"القيامة" من المفاهيم التي شغلت الفلاسفة والمفكرين على مر العصور، حيث تتجاوز دلالتهما البعد الديني لتلامس أسئلة فلسفية عميقة حول الزمن والوجود والمصير. الفهم الفلسفي للساعة: الزمن الخطي مقابل الزمن الدوري: في العديد من الفلسفات الشرقية القديمة، كان يُنظر إلى الزمن على أنه دوري، أي أنه يتكرر في دورات لا نهائية. أما في الفلسفات الغربية، وخاصةً في الفكر المسيحي والإسلامي، فيُنظر إلى الزمن على أنه خطي، أي أنه يسير في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل، وأن للساعة نهاية لهذا الزمن الخطي. الساعة، في هذا السياق، تُمثل نقطة النهاية لهذا الزمن الخطي، وهي لحظة فاصلة بين عالمين. معنى النهاية: يطرح مفهوم الساعة أسئلة حول معنى النهاية، سواء كانت نهاية العالم أو نهاية حياة الإنسان. هل النهاية هي فناء مطلق، أم هي تحول إلى شكل آخر من الوجود؟ هل النهاية هي عدل مطلق، أم هي عبثية مطلقة؟ الوجود والعدم: تُثير الساعة تساؤلات حول العلاقة بين الوجود والعدم. هل العدم هو مجرد غياب الوجود، أم هو قوة فاعلة؟ هل يمكن للوجود أن ينشأ من العدم، أو أن يعود إليه؟ الفهم الفلسفي ل...

معضلة القطار...علم الأخلاق

صورة
  المسألة الأخلاقية القديمة  معضلة القطار أو مفارقة القطار هي تجربة فكرية في علم الأخلاق والشكل العام للمشكلة هو : هنالك عربة قطار تسير باتجاه خمسة أشخاص مقيدين أو عاجزين عن الحركة ممددين على السكة يعنى مسار القطار أنت تقف بالقرب من العتلة التي تتحكم بمحولة السكة الحديدية إذا سحبت العتلة، ستتابع العربة سيرها في المسار الثانوي الآخر وسيتم إنقاذ خمسة أشخاص على المسار الرئيسي لكن يوجد شخص واحد ممدد على المسار الثانوي أنت أمام خيارين : الخيار الأول هو ألا تفعل شيئا وتسمح للعربة بقتل خمسة أشخاص على المسار الرئيسي . الخيار الثاني هو سحب العتلة، وتحويل العربة إلى المسار الثانوي وسوف تقتل شخص واحد . س/ ترى أي الخيارين هو أكثر أخلاقية مع التعليل لاختيارك ..؟ معضلة القطار هي تجربة فكرية شهيرة في مجال الأخلاق، تهدف إلى استكشاف المفاهيم الأخلاقية المتعلقة بالخير العام والتضحية. تتنوع معضلة القطار في تفاصيلها: السيناريو الأساسي: تخيل أنك تقف بجانب رافعة تحويل مسار قطار. يسير قطار خارج عن السيطرة على مسار يؤدي إلى قتل خمسة أشخاص. يمكنك سحب الرافعة لتحويل مسار القطار إلى مسار آخر يؤدي إلى قت...

الحياة \ فريدريك نيتشه

صورة
  رسلت نظراتي إلى أعماق عينيك الساهدتين، أيتها الحياة، فوقف نبضان قلبي؛ إذ رأيت الذهب متوهجًا فيهما ورأيت مركبًا ذهبيًّا يشع على بحر الظلام يشدُّ بمهدٍ مذهَّب مشرف على الغرق. ورشقتِ قدميَّ المصابتين بجنون الرقص بنظرة مسكرة مذيبة ضاحكة مستفهمة، وما قرعت يداك الصغيرتان ضربتين على دفِّك حتى تحفزت قدماي للوثوب وتنصَّت عقب كل منهما لأوزانك، وأُذن كل راقص مفتوحة في عقب قدمه. وثبتُ إليك، أيتها الحياة، ولكنك تراجعت عني وتوليت، فإذا بغدائر شعرك المتطاير تسمعني فحيح الأفاعي وتريني من ألسنتها نصالًا. قفزت متراجعًا عنك وعن أفاعيك، فإذا بك متعالية تتحولين مقبلة عليَّ، وقد تدفقت بالشهوات عيناك، مشيرتين إليَّ بنظراتهما المنحرفة أن أتبع السبل الملتوية، وهكذا تعلمت قدماي المراوغة على منعرجات الطريق. إنني أخشاك قريبةً وأحبك بعيدة، أيتها الحياة، فيجذبني إعراضك عني ويوقفني إقبالك نحوي، فأنا معذب بك وأي عذاب لا أتحمله من أجلك، أنت المحرقة ببردك، الساحرة بكيدك، الجاذبة بإدبارك المحيرة بسخريتك. أي إنسان لا يكرهك، أيتها الآسرة الغامرة الساحرة التي لا يفوتها مقصد تتجه إليه، ومن لا يحبك وأنت البريئة الرَّعْ...

هل نحن أحياء حقًا، أم أننا فقط نمرّ بالحياة كما يمرّ الظل على الجدران؟

صورة
  أتعلمين، يا صوفيا، ما هو أكثر ما يُرعبني في هذه الحياة؟ ليس المرض، ولا الوحدة، ولا حتى الموت نفسه... بل فكرة أن يمرّ العمر كله دون أن أشعر للحظة واحدة أنني كنتُ حيًا حقًا. أن أستيقظ يومًا وأجد أنني لم أضحك من القلب، لم أحب بجنون، لم أصرخ من الألم، لم أبكِ بحرقة... أن يكون كل ما عشته مجرد سلسلة من الأيام المتشابهة، حيث لا شيء يُدهش، ولا شيء يُوجِع، ولا شيء يَبعث الحياة في العروق. أليس ذلك هو الموت الحقيقي؟. السياق: يتحدث بطل القصة مع صوفيا عن خوفه العميق من حياة بلا معنى، بلا شغف، بلا لحظات حقيقية تُشعِره بأنه كان موجودًا. تشيخوف هنا يطرح سؤالًا وجوديًا مؤلمًا عن معنى الحياة، ويضع القارئ أمام تأمل عميق في كيفية عيشها. السؤال الذي يطرحه الاقتباس: هل نحن أحياء حقًا، أم أننا فقط نمرّ بالحياة كما يمرّ الظل على الجدران؟ اقتباس من قصة الراهبة   أنطون تشيخوف