المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ٢, ٢٠٢١

إميل سيوران فيلسوف السخرية يسائل فعل الولادة

صورة
  إميل سيوران، رسول العدم أو فيلسوف الخواء كما يحلو للبعض تسميته، هو الابن الشرعي لانهيار البنى التقليدية للفكر الغربي، وتفكك عصر الحكايات الكبرى، وربما هو الوارث شبه الوحيد لـ «فيلسوف المطرقة» فريدرك نيتشه. وخيراً فعل الشاعر والمترجم التونسي آدم فتحي إذ أضاف إلى المكتبة العربية كتاباً ثالثاً لسيوران، نقله عن الفرنسية بعنوان «مثالب الولادة» (دار الجمل)، إضافةً، إلى كتابين آخرين كان فتحي نقلهما إلى العربية وهما: المياه كلها بلون الغرق، وتاريخ ويوتوبيا. ربما أصبحوا قلّة أولئك الكتّاب، الذين تنطبق عليهم مقولة نيتشه الشهيرة: أحلم أن أقول بجملة واحدة، ما يقوله غيري في كتاب. كاتب الشذرات أو الأفوريزمات الفلسفية الروماني المولد – الفرنسي الثقافة واللغة، اميل سيوران (1911- 1995)، ربما هو واحد من هؤلاء القلّة الذين ساروا على هدى نيتشه في القرن العشرين، من دون أن يعفي هذا صاحب «الإنسان الأعلى» من تهكم سيوران وسخريته اللاذعة. للتو، وعند أول مطالعة لهذا الكتاب الجديد، تكتشف أنك أمام نصوص من نوع خاص، فالولادة، أو قل: كارثة الولادة، والتي هي التيمة الأساسية لهذا الكتاب، هي مغامرة عبثية لا جدوى منها،

لوحة حبٌ من القدر1928

صورة
  للرسام البلجيكي رينيه ماغريت (1898-1967). لا شيء يضاهي تقبيل رأس عائم بلا جسد. في بعض الأحيان يكون محكوماً على المرأة أن تشعر بأن رأس الرجل محبوب أفضل من جسده. يمكن أن تكون لمسة وجه الرجل موسيقى بدون صوت. و بالنسبة لبعض النساء ، فإن عيون الرجل التي تغطيها جفونه فجأة هي أجمل عيون في العالم. إنه يترك المرأة حرة في حركاتها وانطباعاتها الذاتية و عشقها لذاتها و حريتها في الحب ... رجلاً على حسب شروطها. هذا أقصى ما استطعتُ التعبير عنه في هذه اللوحة ، و السبب هي غرابة لوحات "رينيه ماغريت". و صعوبة تفسيرها. وصف رينيه ماغريت لوحاته قائلاً: "رسومي هي صور مرئية لا تخفي شيئًا ؛ إنها تثير الغموض ، وفي الواقع ، عندما يرى المرء إحدى صوري ، يسأل المرء هذا السؤال البسيط ، "ماذا يعني ذلك؟" لا يعني أي شيء ، لأن الغموض لا يعني شيئًا ، فهو غير معروف".

مشهد من التحفة الإيطالية الخالدة Cinema Paradiso (1988)

صورة
  ألفريدو: في قديم الزمان كان هناك ملكًا قد أقام وليمة حضرتها أجمل الأميرات فى المملكة. و بينما كان هناك أحد الجنود واقفًا للحراسة، رأى ذلك الجندي ابنة الملك والتي كانت أكثر الأميرات جمالًا، وفوراً وقع فى حبها. ولكن، ماذا يمكن أن يفعل هذا الجندى المسكين عندما يتعلق الأمر بابنة ملك! وأخيرًا، في أحد الأيام تمكن من مقابلتها، وأخبرها أنه لم يعُد بإمكانه العيش بدونها. فأُعجبت الأميرة بشجاعته وقوة مشاعره ثم قالت له: " إذا استطعت الانتظار تحت شرفتي مائة يوم وليلة، عندها سأكون معك للأبد." فذهب الجندي على الفور إلى هناك. وانتظر يومًا ثم يومين ثم عشرة، ثم عشرين.. وفى كل مساء كانت الأميرة تنظر إليه من نافذتها، لكنه لم يتحرك من مكانه أبدًا. ولا حتى أثناء المطر أو الرياح أو الثلوج. كان هناك دائمًا. و بعد تسعين ليلة.. كان قد أنهكه الجفاف، وأصبح شاحبًا، وتدفقت الدموع من عينيه. لم يستطع أن يوقفها.. لم يعد لديه القدرة  حتى على النوم. وطوال كل هذا الوقت كانت الأميرة تراقبه من شرفتها. وفي الليلة التاسعة والتسعين وقف الجندي، وأخذ مقعده وذهب بعيدًا.. لا تسألنى لماذا ذهب .. عندما تدرك السبب .. أخب

أوجه الشر \ أوندريه كانت سبونفيل

صورة
  يُحكى أن أحدهم اشتكى لابكتيتوس أن أحدهم سرق معطفه.  فسأله ابكتيتوس : " هل تعتقد بأن امتلاك معطف يُعَدُّ خيرا؟". الآخر هز رأسه بالإيجاب دون تردد. فما كان على ابكتيتوس إلا أن أجابه : " طيب، أترى، سارقك كان يعتقد نفس الشيء !".  أحب هذه القصة.  ليس فقط بسبب الابتسامة التي ترسمها (تبدو متأرجحة بين الفكاهة والرحمة)، ولكن لأنها تخبرنا بشيء مهم حول الشر: بأننا لا نرتكبه إلا في سبيل خير ما، أو من المُفترض أنه كذلك. لذلك "فلا أحد شرير بمحض إرادته"، كما يقول القدماء، أو بالأحرى، وكما سيقول كانط لاحقا، لذلك فلا أحد شرير، إذا كنا نعني بهذه الكلمة الأخيرة ذلك الشخص الذي قد يرتكب الشر من أجل الشر. لأنه سيكون بذلك شيطانيا، يشرح كانط، ولن يعود أبدا آدميا. وبالتالي فلا وجود للأشرار. يُوجد فقط أوغاد، منحرفون ووُضعاء. إنها الأوجه البشرية الثلاث للشر، باعتبار أن الشيطانية هي وجهه اللاإنساني، وهي لا تملك سوى حقيقة استيهامية أو خارقة للعادة. من يكون الوغد؟ هو ذلك الشخص الذي يرتكب الشر للآخرين بدافع خَيْرِهِ الذاتي. من يكون  المنحرف؟ هو ذلك الشخص الذي يرتكب الشر، ليس من أجل الش