المرأة في مهب الحداثة: إعادة تعريف أم تفكيك للدور؟

وهم الاختيار الكامل طُرحت الحداثة على المرأة كوعد بالتحرر والانطلاق، ووُصِف دورها التقليدي كقيد يجب كسره. تم تسويق فكرة أن قيمتها تكمن في قدرتها على منافسة الرجل في سوق العمل وتحقيق الاستقلال المادي، وأن السعادة الحقيقية هي في تحقيق "الذات" خارج جدران المنزل. لكن بعد عقود من هذه التجربة الاجتماعية الضخمة، بدأت الأصوات تتعالى من مختلف التخصصات، ليس لإنكار حقوق المرأة، بل لتسليط الضوء على التكاليف الباهظة وغير المتوقعة لهذا التحول الجذري. وجهة نظر علم الاجتماع: تفكك الوظيفة الأسرية يرى علماء اجتماع، خصوصًا من المدرسة الوظيفية (Functionalism)، أن المجتمع يشبه كائنًا حيًا لكل جزء فيه وظيفة حيوية. بالنسبة للأسرة، كانت الأدوار متكاملة وليست متنافسة. عالم الاجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز (Talcott Parsons) وصف دور الرجل بأنه "الدور الأدائي" (Instrumental Role)، أي المسؤول عن الإعالة والحماية وربط الأسرة بالعالم الخارجي. بينما وصف دور المرأة بأنه "الدور التعبيري" (Expressive Role)، أي المسؤولة عن الرعاية العاطفية، التنشئة، وخلق الاستقرار الداخلي للأسرة. عندما خر...