معضلة سفينة ثيسيوس

هناك معضلة فلسفية قديمة لم تُحل بعد حتى اليوم، تُعرف بمعضلة سفينة ثيسيوس. بإيجاز: ثيسيوس كان ملكًا إغريقيًا أخذ سفينته وذهب لمحاربة أعدائه وانتصر عليهم. عندما عاد، احتفل الناس به وقرروا تخليد سفينته الأسطورية. مع مرور الوقت، كانت ألواح السفينة تتآكل، فكان الناس يستبدلون الألواح التالفة بأخرى جديدة كل عام. وهكذا، سنة بعد سنة، حتى لم يبق في النهاية أي خشب أصلي في السفينة. وهنا تظهر المعضلة: هل السفينة لا تزال هي نفس سفينة ثيسيوس التي انتصر بها؟ هل ما زالت تحتفظ بنفس أسطورتها الأصلية؟ إذا كانت الإجابة نعم، فكيف يكون ذلك والخشب الأصلي لم يعد موجودًا؟ وإذا كانت الإجابة لا، ففي أي مرحلة فقدت السفينة هويتها؟ هل كان ذلك بعد تغيير اللوح الأول؟ أم الثاني؟ أم الألف؟ أم الأخير؟ من هنا، نصطدم بسؤال: هل للأشياء جوهر تتعرف به حتى لو تغيرت من الخارج؟ أم أنه لا يوجد شيء يُدعى الجوهر، وأن الأشياء ليست إلا مجموع عناصرها وخصائصها الخارجية؟ تم ربط هذه المعضلة بسؤال الهوية الإنسانية. ليس فقط التغيرات البيولوجية التي تحدث لنا مع مرور الوقت من موت وتجديد الخلايا وما إلى ذلك، ولكن على مستوى الذات والشخصي...