تربية المقهورين \ باولو فريري

زوجة تقتل زوجها، آباء يعاقبون أبناءهم بالضرب حتى الموت، وطالب يقتل معلّمته... هذا العنف المتزايد في مجتمعاتنا ليس عفويًا؛ بل هو نتاج واقع اجتماعي عنيف وظالم، يدعمه أولئك الذين يتحكمون بالسياسة المحلية والعالمية. في كتابه "تربية المقهورين"، يقول باولو فريري: "يُمارس العنف في المقام الأول من يضطهد ويستغل ولا يعترف بالآخرين كأشخاص، وليس من يُضطهد ويُستغل ويُنكَر. ليس تمرّد هؤلاء على القمع هو ما يجعلهم عنيفين، بل كونهم ضحايا عنفٍ هيكلي يجعلهم في دائرة العنف". ينفجر العنف، عندما تتخلى الدولة عن واجباتها في خلق فرص تضمن كرامة المواطنين، بدلًا من ابتكار أساليب لمعاقبتهم، وعندما تصبح المدارس أسواقًا تجارية والمعلمون مجرّد مندوبي مبيعات، وعندما تتحوّل منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات صراعٍ مليئة بمشاهد دموية، تنشر الكراهية، وتحرّض على القتل بلا رقيب ولا حسيب. نعيش في عالمٍ يُمجّد المجرمين ويُجرّم القتلة. وتتشفّى فيه الشعوب بمصائب غيرها، ولم تعد مشاهد الموت وسفك الدماء يثير تعاطفهم مع من يُعانون خارج حدود أوطانهم. "عنف الظالمين يمنع المظلومين من أن يكونوا بشرًا كاملي...