الغاية من الوجود: خلق الإنسان والحياة في الأديان
الغاية من الوجود: رؤية إسلامية تحليلية مقارنة بين التفسير الكلاسيكي والمعاصر
المقدمة: إشكالية الوجود وغائيته في الفكر الإنساني
يُعَدُّ سؤال الوجود وغايته أحد أعمق التساؤلات الفلسفية والدينية التي شغلت الفكر الإنساني على مر العصور. فهل وُجِدَ الإنسان والكون عبثاً، أم أن وراء هذا الخلق هدفاً وحكمة؟. في حين قد تعتبر بعض التصورات المادية أن الوجود مجرد صدفة أو نتيجة لعمليات طبيعية عشوائية، تقدم الأديان الإبراهيمية إجابات واضحة ومحددة، مؤكدةً على أن الوجود ليس عبثاً بل له خالق عالم حكيم مدبر.
للإجابة على هذا السؤال الجوهري، تستعرض الأديان الإبراهيمية قصصاً للخلق، تختلف في تفاصيلها ولكنها تتفق في إقرارها بوجود خالق. ففي الرؤية اليهودية والمسيحية، كما هو مذكور في سفر التكوين، يُقدَّم الخلق على أنه عملية تمت في ستة أيام حرفية، مع راحة الخالق في اليوم السابع. ويشير سفر التكوين إلى ترتيب دقيق لمراحل الخلق: في اليوم الأول خُلِق النور وانفصل عن الظلمة، وفي اليوم الثاني خُلِق الجلد أو ما يُسمى بالسماء ليفصل بين المياه، وفي اليوم الثالث ظهرت اليابسة والنباتات، وفي اليوم الرابع خُلِقت الأنوار السماوية من شمس وقمر ونجوم، وفي اليوم الخامس خُلِقت مخلوقات البحر والطيور، وأخيراً في اليوم السادس خُلِقت حيوانات اليابسة والإنسان.
تتضمن الرواية التوراتية إشكالية زمنية عند التفسير الحرفي لها، حيث تُحَدِّد النصوص المقدسة عمر الإنسان منذ خلقه وحتى الآن بأقل من 6000 سنة، مما يجعل عمر الأرض حوالي 11616 سنة بناءً على الحسابات الزمنية. هذا التفسير الحرفي لـ "اليوم" يصطدم مباشرةً مع التقديرات العلمية الحديثة التي تُقدِّر عمر الأرض بالمليارات من السنين، مما يثير تساؤلات جدية لدى بعض الباحثين حول دقة النصوص المقدسة.
على النقيض، يقدم المنظور الإسلامي رؤيةً تتجنب هذا التناقض. فالقرآن يذكر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في "ستة أيام". لكن المفهوم القرآني لكلمة "يوم" ليس مقيداً بالضرورة باليوم الشمسي المألوف. فقد وردت الكلمة في القرآن بمعانٍ زمنية مختلفة، مثل "يوم مقداره ألف سنة" أو "يوم مقداره خمسين ألف سنة". هذه المرونة في فهم "اليوم" كحقبة أو زمن طويل (عصر) تمكن القصة القرآنية للخلق من الانسجام مع النظريات العلمية المعاصرة التي تتحدث عن نشأة الكون على مدى بلايين السنين. كما يؤكد القرآن على أن الله لم يمسه أي تعب أو إعياء بعد الخلق، وذلك رداً على التصور الكتابي لـ "يوم الراحة". هذا الاختلاف الجذري في التفسير يبرز قدرة النص القرآني على استيعاب المعرفة المتجددة، مما يمنحه ميزة في الحوار الفكري مع العقل المعاصر.
الرؤيتين التوراتية والقرآنية للخلق:
الميزة الرؤية التوراتية (سفر التكوين) الرؤية القرآنية (الإسلام)
عدد أيام الخلق
ستة أيام حرفية، مع راحة في اليوم السابع.
ستة أيام (حقبات زمنية)، دون راحة أو نصب.
المادة الأولية للخلق
روايتان: الأولى من الماء والثانية من الطين.
من الطين (آدم) ، ومن الماء (كل شيء حي).
غاية الخلق
سيادة الإنسان على المخلوقات.
العبادة والاستخلاف (إعمار الأرض).
مفهوم "اليوم"
يوم شمسي (24 ساعة).
حقبة زمنية غير محددة (قد تصل إلى ألف أو خمسين ألف سنة).
التوافق مع العلم
يتناقض التفسير الحرفي مع التقديرات العلمية الحديثة لعمر الأرض.
يتوافق مفهوم "اليوم" كحقبة زمنية مع نظريات نشأة الكون.
القسم الأول: سبب الوجود في المنظور الإسلامي
يُعدُّ الوجود الإنساني في الإسلام وجوداً ذا غاية محددة، وليس محض صدفة أو عبثاً. فالقرآن الكريم يرفض هذا الافتراض بشكل قاطع. يقول الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾. هذا الرفض للعبثية يضع إطاراً أساسياً لفهم الغاية من الخلق.
تتلخص هذه الغاية في هدفين رئيسيين متكاملين: العبادة والاستخلاف.
1. العبادة: الغاية الأولى من الخلق
إن الغاية النهائية من خلق الإنسان والجن هي العبادة، كما نص على ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. يوضح علماء الدين أن هذه العبادة ليست حاجة إلهية، فالله غني عن العالمين، ولا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين. بل إن هذه العبادة هي رحمة من الله بالإنسان لتهذيب نفسه، وإرشاده إلى الطريق الذي يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة.
يشمل مفهوم العبادة في الإسلام كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فهي ليست محصورة في الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام فحسب، بل تمتد لتشمل كل جوانب الحياة، من طلب العلم والعمل الصالح إلى إعمار الأرض والتفاعل الإيجابي مع المخلوقات.
2. الاستخلاف: التكليف الإلهي بالإعمار
إلى جانب العبادة، يأتي الاستخلاف كهدف وجودي ثانٍ، وهو التكليف الذي منحه الله للإنسان لإعمار الأرض وإدارة شؤونها. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾.
يوجد ترابط وثيق بين العبادة والاستخلاف. فالاستخلاف لا يمكن أن يتم بنجاح إلا إذا كان مبنياً على العبادة الخالصة لله. فالعبودية لله هي التي تمنح الإنسان المنهج السليم، وتضمن له ألا يفسد في الأرض ويسفك الدماء. وقد أوضح الشيخ الشعراوي أن الخلل في الكون لا يأتي إلا من الإنسان الذي ينحرف عن المنهج الإلهي. فإذا اتبع الإنسان منهج الله، فإنه ينسجم مع الوجود كله، لأن كل المخلوقات الأخرى تؤدي مهمتها الموكلة إليها من الله بلا تمرد أو شذوذ. هذا الربط بين العبادة والاستخلاف يؤكد أن السيادة على الكون ليست امتيازاً مطلقاً، بل مسؤولية مشروطة بعبودية تامة للخالق.
تتفق الأديان الإبراهيمية على أن الإنسان كُلِّفَ بدورٍ ما في الأرض. لكن التفسير الإسلامي يربط بين العبادة (الانقياد التام للخالق) والاستخلاف (السيادة على المخلوقات) بشكل عضوي. وهذا الربط يوضح أن الخلل في الأرض هو نتيجة مباشرة لعدم اتباع الإنسان للتعليمات الإلهية، مما يجعله المسؤول الأول عن الفساد، خلافاً للمخلوقات الأخرى التي تتبع نظاماً إلهياً دقيقاً.
القسم الثاني: التفسير الأصولي الكلاسيكي للإمام ابن كثير
يُعَدُّ الإمام الحافظ ابن كثير أحد أبرز علماء التفسير في التاريخ الإسلامي، ويشتهر منهجه بدقته واعتماده على الأصول الشرعية. فقد اعتمد في تفسيره على "تفسير القرآن بالقرآن، والسنة، وأقوال الصحابة"، مما يمنح تفسيره ثقلاً علمياً ومرجعية كبرى.
1. الغاية من الخلق: العبادة والتوكل
عند تفسير آية ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، يذهب ابن كثير إلى أن الله خلقهم "لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم". وهذا التأكيد على غنى الله عن خلقه هو جوهر مفهوم العبادة في الإسلام.
ويقدم ابن كثير مفهوماً شاملاً للعبادة، يرى أنها "ما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف". فالمحبة تدفع إلى الطاعة، والخوف يردع عن المعصية، والخضوع يمثل الانقياد التام. كما يربط بين العبادة والتوكل، مشيراً إلى أن الله يقرن بينهما في آيات كثيرة مثل قوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾. وهذا يوضح أن العبادة لا تكتمل إلا بوجود الخوف والرجاء والتوكل على الله وحده.
2. الغاية من خلق آدم: العلم والاستخلاف
يأخذ تفسير ابن كثير لقصة خلق آدم بعداً عميقاً في بيان الغاية من وجود الإنسان وتكريمه. عند تفسير آية ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾، يوضح ابن كثير أن هذا التعليم كان دليلاً على فضل آدم على الملائكة، ومبرراً لأمرهم بالسجود له. فالله كشف لآدم ما عجزت الملائكة عن إدراكه.
وتتعدد الأقوال التي يوردها ابن كثير حول معنى "الأسماء كلها". فبعضها يشير إلى أنها أسماء كل دابة وطير وشيء ، وبعضها يرى أنها أسماء ذريته أو الملائكة. ويرجح ابن كثير أن الله علمه أسماء جميع المخلوقات، مستدلاً بحديث الشفاعة الذي يصف آدم بأنه عُلِّم "أسماء كل شيء".
يبرز هذا التفسير أن المعرفة هي الشرط الأساسي الذي أهل آدم للاستخلاف. فالسجود لآدم لم يكن مجرد تكريم لهيئته، بل كان اعترافاً بتفوقه بالعلم على الملائكة. وهذا يرسخ مكانة العلم في الإسلام كجزء أصيل من الغاية الوجودية للإنسان. فطلب العلم لا يُعدُّ مجرد نشاط فكري، بل هو جزء من تحقيق الغاية الإلهية التي كُرم بها الإنسان وفُضِّل. وهكذا، فإن ابن كثير يؤسس لفهم منهجي يربط بين غاية الخلق (العبادة) ووسيلتها (العلم).
القسم الثالث: التفسير البياني المعاصر للشيخ الشعراوي
يتميز الشيخ محمد متولي الشعراوي بمنهجه البياني الذي يعتمد على تحليل النص القرآني من الناحية اللغوية والجمالية، مع قدرته الفريدة على تبسيط المفاهيم العميقة وربطها بواقع الإنسان المعاصر. وتتناول خواطره القرآنية الغاية من الوجود بعمق فلسفي، معتمداً على مفاهيم "الخلافة" و"المنهج الإلهي".
1. الغاية من الوجود: الخلافة والسيادة
في تفسيره لآية ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، يوضح الشعراوي أن الله سبحانه وتعالى كان يُعْلِم الملائكة بقراره، لا يستشيرهم. ويؤكد أن معنى "خليفة" يشير إلى أن الإنسان هو خليفة عن الله في الأرض، يتمتع بالسيادة على سائر المخلوقات، بما يملكه من قدرة على تسخير الكون لصالحه.
يُبيِّن الشعراوي أن هذه الخلافة تعني أن الإنسان هو "سيد الكون"، وأن كل أجناسه من حيوان ونبات وجماد تخدمه وتخضع لإرادته. فكل جنس في الوجود يخدم الأجناس التي تعلوه، والجماد يخدم النبات، والجماد والنبات يخدمان الحيوان، وكل هذه الأجناس في خدمة الإنسان. ويطرح الشعراوي سؤالاً عميقاً: "وأنت أيها الإنسان تخدم من؟". هذا التساؤل يربط بين التسخير الإلهي للإنسان وبين واجب الإنسان تجاه خالقه.
2. مفهوم "الكتالوج" والمنهج الإلهي
يقدم الشعراوي تشبيهاً بليغاً لفهم العلاقة بين الإنسان وخالقه، فيربط "الخلافة" بمفهوم "الكتالوج". يرى أن الله هو الصانع، وهو الوحيد القادر على تحديد غاية الصنعة ووضع كتالوج صيانتها. هذا الكتالوج هو "التكليف" المتمثل في الأوامر والنواهي الإلهية (افعل ولا تفعل).
ويؤكد الشعراوي أن سيادة الإنسان على الكون ليست مطلقة، بل مشروطة باتباع هذا المنهج الإلهي، وإلا تحولت الخلافة إلى إفساد. فالملائكة استفسروا عن الإفساد وسفك الدماء ، مما يدل على أن احتمال الفساد قائم، لكن الشعراوي يقدم حلاً لهذه المشكلة: اتباع المنهج الإلهي. هذا الفهم يفسر الفساد في الأرض على أنه نتيجة مباشرة لعدم اتباع الإنسان للتعليمات الإلهية، مما يجعل الإنسان هو المسؤول الأول عن الخلل.
3. الحياة المادية والروحية
يتجاوز تفسير الشعراوي لآية ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ مجرد التفسير العلمي. فهو يربط بين الحياة المادية والحياة الروحية، فيشبه المنهج الإلهي بـ "الماء" الذي يحيي الأرواح. فالحياة الحقيقية هي حياة الروح بالمنهج الإلهي، وهي النقيض للهلاك.
يقول الشعراوي إن الله يخاطب المؤمنين وهم أحياء بقوله: ﴿اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. وهذا يعني أن هناك "حياة أخرى" لها قيمة، وهي الحياة الخالدة في الآخرة، التي لا تنال إلا باتباع المنهج الإلهي. هذا الربط يؤسس لفكرة أن الإنسان إذا اقتصر على الجانب المادي من وجوده، فإنه يهلك روحياً، و"يهلك عن بينة"، بينما الذي يتبع المنهج الإلهي "يحيى عن بينة".
القسم الرابع: تحليل مقارن بين تفسيري ابن كثير والشعراوي
يمثل الإمام ابن كثير والشيخ الشعراوي قمتين في التفسير القرآني، رغم اختلاف منهجيتهما وعصرهما.
الميزة الإمام ابن كثير (القرن 8 هـ) الشيخ الشعراوي (القرن 14 هـ)
المنهج نقلي، يعتمد على تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة. بياني، يعتمد على التحليل اللغوي والربط الذهني والأمثلة الواقعية.
التركيز في التفسير العبادة هي الغاية، مع التوكل والخضوع. الخلافة هي الغاية، مع التسخير والسيادة.
دلالة آية ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ﴾ يركز على أن العلم هو الميزة التي كرم بها آدم، وأن المعرفة هي سبب التفوق على الملائكة. يربط بين "الأسماء" و"المنهج"، موضحاً أن العلم شرط لتحقيق الخلافة وإعمار الأرض.
الرؤية للكون
الكون مخلوق من العدم، وله خالق.
الكون مسخَّر بالكامل لخدمة الإنسان، وهو دليل على قدرة الله التي منحها لخليفته.
يُظهر التحليل المقارن أن تفسير ابن كثير يعتمد على "الأصالة"، بينما يتميز تفسير الشعراوي بـ "المعاصرة". منهج ابن كثير "النقلي" يضمن الدقة والأصالة في نقل التفسير عن السلف الصالح ، بينما منهج الشعراوي "البياني" يضفي حيوية وقرباً من واقع الإنسان، باستخدام الأمثلة الحديثة وربط الآيات ببعضها البعض.
يشكل كلا المنهجين رؤية متكاملة للوجود. فابن كثير يضع الأساس الأصولي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، مؤكداً أن غاية الوجود هي العبادة التي لا تتم إلا بكمال المحبة والخضوع والخوف. بينما يأتي الشعراوي ليكمل هذه الرؤية، ويربط العبادة بالواقع العملي للإنسان كخليفة في الأرض، ويقدم تفسيراً عملياً لمفهوم الخلافة وكيفية تحققها في حياة الإنسان اليومية.
إن الجمع بين منهجيهما يمثل أصالة الفكر الإسلامي وتجدده. فابن كثير وضع الأسس المنهجية التي استند إليها الشعراوي، والشعراوي لم يلغِ منهج ابن كثير، بل بنى عليه وأضاف إليه بعداً لغوياً وفلسفياً يناسب العصر، مما يجعل تفسيرهما معاً يمثل حقيقة الفكر الإسلامي المتجدد الذي لا ينسلخ عن أصوله.
الخاتمة: سبب الوجود.. الغاية والتكليف
لقد أثبت التحليل أن وجود الإنسان ليس صدفة أو عبثاً. فمن خلال استقراء النصوص القرآنية وتفسيرها، يظهر أن الوجود البشري وجود له غاية مزدوجة ومترابطة: العبادة والاستخلاف. العبادة هي الغاية الكبرى التي خلق الله الجن والإنس لأجلها، والاستخلاف هو التكليف الذي مُنِحَ للإنسان ليُعمِر الأرض ويُصلِح فيها.
كلا العالمين، الإمام ابن كثير والشيخ محمد متولي الشعراوي، رغم اختلاف المنهج، وصلا إلى نتيجة واحدة مفادها أن الإنسان ليس مجرد كائن مادي، بل هو خليفة مكلف، وجوده محكوم بمنهج إلهي، ونجاحه مرهون بمدى التزامه بهذا المنهج. فابن كثير يرى أن التفوق في العلم هو ما أهل الإنسان للخلافة ، والشعراوي يرى أن اتباع المنهج الإلهي هو الذي يضمن للإنسان إتمام مهمته دون إفساد.
وفي ضوء هذا الفهم العميق لغائية الخلق، يبرز تساؤل مهم يربط هذه الغاية بواقع الإنسان المعاصر: كيف يمكن للإنسان، الذي تحاصره الماديات وتستحوذ عليه شواغل الحياة اليومية، أن يستعيد إدراكه لدوره كخليفة مكلف، وأن يجسد العبودية الشاملة في حياته اليومية؟ إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في إعادة ربط الحياة المادية بالغاية الروحية، والوعي بأن كل حركة وسكون في هذا الكون هي جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق العبادة والاستخلاف على وجهها الأكمل.
المراجع:
islam4u.com
ما هي رؤية الدين الإسلامي تجاه الكون و الحياة و الإنسان
binbaz.org.sa
الذكر والعبادة هو الغاية من خلق الإنسان - موقع الشيخ ابن باز
hindawi.org
قصة الخلق | اليهودية في العقيدة والتاريخ | مؤسسة هنداوي
st-takla.org
خلقة العالم - تفسير التكوين 1 - تفسير سفر التكوين الأصحاح الأول - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم | St-Takla.org
ar.wikipedia.org
قصة الخلق في سفر التكوين - ويكيبيديا
answersingenesis.org
Creation - Answers in Genesis
arabic.enduringword.com
تفسير سفر التكوين 1 | تفسير الكتاب المقدس - Enduring Word
youtube.com
1- تبسيط سفر التكوين - الإصحاح 1 - ايمانيات 1 (فرق التوقيت) - ابونا لوقا ماهر - YouTube
ahewar.org
عهد صوفان - قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2 - الحوار المتمدن
www2.nau.edu
Islam Creation Story - NAU
altafsir.com
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق - Al Tafsir
youtube.com
تفسير ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الشعراوي - YouTube
youtube.com
تفسير: وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون - YouTube
quran.ksu.edu.sa
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الذاريات - الآية 56
ar.islamforchristians.com
خلق الإنسان وتكريمه في المسيحية والإسلام - بشارة المسيح
youtube.com
تفسيرقوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الشيخ صالح الفوزان
islamweb.net
الغاية من خلق الإنسان - إسلام ويب
binbaz.org.sa
ما تعريف العبادة والفرق بينها وبين العادة؟ - موقع الشيخ ابن باز
alukah.net
شمول العبادة عند ابن كثير - شبكة الألوكة
jsrep.journals.ekb.eg
علاقة الإنسان بالكون في التصور الإسلامي وانعكاساتها على السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية
masrawy.com
تفسير الشيخ الشعراوي معنى الخلافة فى الأرض | مصراوى
catholicspirit.com
Scripture, Tradition teach fundamental truth about creation - Catholic Spirit - Metuchen, NJ
youtube.com
حقيقة الخلافة "إني جاعل في الأرض خليفة" - تفسير الشعراوي - YouTube
quran.ksu.edu.sa
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 31
islamweb.net
تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله ... - إسلام ويب
youtube.com
مراحل خلق الإنسان في القران | د.محمد الشعراوي - YouTube
youtube.com
الشيخ الشعراوي | لماذا خلق الله البشر - وهو يعلم مصيرهم في الجنة أو في النار
youtube.com
إخبار الله للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة" - تفسير الشعراوي - YouTube
altafsir.com
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق - Al Tafsir.com
greattafsirs.com
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت سورة الأنبياء الآية 30 - التفاسير العظيمة
تعليقات
إرسال تعليق