الدين عند الله واحد.. وحدة الأصول وتعدد الشرائع

 





المقدمة: تأصيل الإشكالية الكبرى

يمثل البحث عن معنى الوجود وغاية الخلق أحد أقدم التساؤلات التي شغلت الفكر الإنساني. هذه الإشكالية الفلسفية، التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، دفعت البشرية منذ فجر التاريخ إلى التساؤل عن أصلها ومصيرها، وعلاقتها بالكون الذي تعيش فيه، وبالقوة الخارقة التي أوجدتها. وقد قدمت الأديان الإبراهيمية، وتحديداً الإسلام، إجابات واضحة ومحددة على هذه الأسئلة، مؤصلةً لمبدأ جوهري مفاده أن الدين عند الله واحد، وأن هذا الدين هو "الإسلام" بمفهومه الأوسع الذي يشمل الاستسلام والخضوع للخالق. هذا التقرير يسعى إلى استكشاف هذا المفهوم بعمق، من خلال تحليل العلاقة بين وحدة الأصل الإلهي (الدين) وتعدد المنهج العملي (الشريعة)، بالاستناد إلى القرآن الكريم وتفاسير كبار العلماء كابن كثير والشعراوي، بالإضافة إلى رؤى مفكرين معاصرين.


الفصل الأول: الغاية من الخلق.. التوحيد كأصل فطري

تُعد غاية خلق الإنسان الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الفهم الإسلامي للعلاقة بين الإنسان وربه. هذه الغاية ليست منفصلة عن طبيعة الدين، بل هي جوهره. لفهم هذه العلاقة، يبدأ التحليل من قصة الخلق الأولى، ثم يتدرج إلى بيان الهدف الأسمى من هذا الوجود.


1.1. خلق الإنسان: من الطين إلى الخلافة

القرآن الكريم يصف خلق الإنسان بأسلوب يتدرج في ذكر المراحل المادية والروحية. يوضح الشيخ الشعراوي أن عملية الخلق لم تكن دفعة واحدة، بل مرت بسلسلة من المراحل المتتابعة. تبدأ هذه السلسلة من التراب، ثم يُضاف إليه الماء ليصبح طيناً، ويتطور إلى "حمأ مسنون" (طين متغير)، ثم إلى "صلصال" (طين جاف)، وصولاً إلى نفخ الروح الإلهية فيه لتدب فيه الحياة. يشدد الشعراوي على أن هذه المراحل ليست متعارضة، بل هي أطوار لشيء واحد، وهذا يمثل رداً على الشبهات التي يثيرها بعض المستشرقين حول التناقض المزعوم في وصف مراحل الخلق.


وقد أكرم الله الإنسان في هذه العملية بأن علّمه ما لم يعلمه غيره، وذلك في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 31]. يرى ابن كثير أن هذا التعليم كان دليلاً على تفضيل آدم على الملائكة، وتأهيلاً له للقيام بمهمة الخلافة. وقد ذكر ابن كثير أقوالاً متعددة للسلف في معنى "الأسماء كلها"؛ فمنهم من قال إنها أسماء كل دابة وطير وكل شيء في الكون، ومنهم من قال إنها أسماء الملائكة، ومنهم من قال إنها أسماء ذرية آدم. واختار ابن جرير القول بأنها أسماء من يعقل (كالملائكة والذرية) لتأكيد مفهوم "عرضهم" الذي يشير إلى العاقل، وإن كان ابن كثير يرى أن الصيغة قد تشمل الجميع للتغليب.


إن تعليم آدم الأسماء كلها لم يكن مجرد تفضيل، بل كان أساسًا جوهريًا لمهمته الكبرى، وهي الخلافة في الأرض. إن قدرة الإنسان على تسمية الأشياء، وفهم خصائصها، وتصنيفها، والتعامل معها، هي ما مكنه من تسخيرها وإدارة شؤون الأرض. هذا يربط القدرة الذهنية (العلم) بالمهمة العملية (الخلافة).


يرى الشعراوي أن الخلافة تعني أن الإنسان هو سيد الكون الذي سخره الله له. كل أجناس الوجود، من حيوان ونبات وجماد، تخدمه وتخضع لإرادته. هذه السيادة ليست نابعة من قوة الإنسان الذاتية، بل من القوة الإلهية التي سخرت له ما لا يستطيع تسخيره بنفسه. هذا التفوق يستوجب على الإنسان أن يفكر في القوة التي أعطته هذا الامتياز، وأن يدرك أن له سيداً يتناسب مع سيادته على المخلوقات، وهو الله سبحانه وتعالى.


إن الخلل والفساد الذي يظهر في الكون، كالتلوث والأضرار الناتجة عن الاختراعات البشرية، يأتي من الإنسان وحده عندما يتدخل في الكون دون اتباع منهج الله. فعدم امتلاك الإنسان للعلم الكامل يجعله عاجزاً عن فهم النتائج الكاملة لأفعاله، مما يؤدي إلى الفساد. هذا يثبت أن فساد الأرض ليس شيئاً عارضاً، بل هو نتيجة مباشرة لانحراف الإنسان عن المنهج الذي وضعه له خالقه.


1.2. العبودية: الغاية من الاستخلاف

تكتمل غاية الوجود الإنساني في تحقيق العبودية لله. وقد بين الله هذه الغاية بوضوح في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. يوضح ابن كثير في تفسيره أن المقصود من الآية هو أن الله خلقهم ليعبده ويأمرهم بذلك، لا لحاجته إلى عبادتهم، فالله غني عن العالمين. كما يذكر حديثاً قدسياً يؤكد فيه الله أنه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين، وأن أعمال الخلق تُحصى لهم ثم يوفون إياها، مما يؤكد أن العبادة منفعتها تعود على العبد نفسه.


ويعرف الشعراوي العبادة بأنها "طاعة الله في أوامره ونواهيه". أما ابن كثير، فيقدم مفهوماً أكثر شمولاً، حيث يرى أن العبادة "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة". وتشتمل على أنواع القربات كالحج والصلاة، ولا تكتمل إلا بوجود عنصري الخوف والرجاء؛ فبالخوف يمتنع الشخص عن المنهيات، وبالرجاء يندفع نحو الطاعات.


العبادة ليست مجرد طقوس، بل هي الإطار الذي يحدد جدوى وجود الإنسان ونجاحه في حياته. فبحسب الشيخ ابن باز، "هذا البدن خلق ليعبد ربه، ثم لينتقل". هذا يضع العبادة في سياقها الصحيح كهدف وجودي، وليس كفعل ثانوي أو هامشي في حياة الإنسان. كما أن العبادة ترتبط ارتباطًا وثيقاً بالتوكل على الله، كما يوضح ابن كثير، الذي يشير إلى أن الله يقرن العبادة بالتوكل في كثير من آياته، مما يدل على أن العبادة منظومة متكاملة من المشاعر والأعمال التي لا تنفصل عن الحياة اليومية.


الفصل الثاني: الدين عند الله واحد.. وحدة العقيدة والرسالة

يبحث هذا الفصل في جوهر الرسالة الإلهية المشتركة التي حملها جميع الأنبياء، مؤكداً على أن التوحيد هو أساسها الأوحد، وأن اسم هذه الرسالة الجامعة هو "الإسلام".


2.1. الإسلام: الدين الخالد لجميع الأمم

الآية الكريمة: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] تعد حجر الزاوية في هذا المفهوم. يوضح ابن كثير أن هذه الآية إخبار من الله بأنه لا يقبل من أحد ديناً سواه. ويشير إلى أن "الإسلام" هنا ليس خاصاً بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط، بل هو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين، حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي سد جميع الطرق إلى الله إلا من جهته. فمن يبتغ غير الإسلام ديناً بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلن يقبل منه.


يوسع سيد قطب هذا المفهوم في "في ظلال القرآن"، حيث يرى أن الإسلام ليس مجرد شعائر فردية، بل هو "ناموس" كوني شامل، يتجلى في الاستسلام الكلي لله، وتحكيم منهجه وشريعته في كل جوانب الحياة. فالكون كله مسلّم لله، طوعاً وكرهاً، كما جاء في قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83]. يرى قطب أن الإنسان الذي لا يخضع لمنهج الله يصطدم بفطرته وبالنظام الكوني برمته، مما يسبب له الشقاء، وهذا يفسر الأزمات النفسية والاجتماعية التي تعاني منها الحضارات التي ابتعدت عن المنهج الإلهي.


إن الصراعات الفكرية والمادية بين البشر، كالحروب وتلوث البيئة، ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي انعكاس لهذا الصدام بين منهج الإنسان القاصر ومنهج الله الكامل. هذا يعطي التوحيد بعداً تطبيقياً وحلاً لمشكلات العالم المعاصرة.


آية أخرى تؤكد هذا المفهوم هي قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]. يوضح الشعراوي أن الأمة لا تكون واحدة إلا إذا صدر تكوينها ومنهجها عن إله واحد، ولو صدرت عن متعدد لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، مما يؤدي إلى الفساد.


2.2. الأنبياء إخوة: وحدة المنهج الإيماني

تؤكد السنة النبوية وحدة أصل الدين الذي جاء به جميع الأنبياء. ففي الحديث الشريف: "الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد". يوضح الإمام النووي أن "دينهم واحد" يعني أصول التوحيد وإفراد الله بالعبادة، بينما "أمهاتهم شتى" تشير إلى اختلاف الشرائع، مما يصور الأنبياء كعائلة واحدة ذات أب (الدين/العقيدة) واحد، لكنهم يتفرعون في الشرائع (الأمهات). هذا يوضح أن التعدد في المسميات الدينية لا يعني تعدد الأديان في جوهرها.


القرآن الكريم يقرر إسلام الأنبياء بوضوح:


إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67]. هذه الآية تنفي عنه اليهودية والنصرانية، لأن هاتين الديانتين ظهرتا بعده، وتؤكد أنه كان حنيفاً مسلماً، أي مائلاً عن الباطل إلى الدين الحق ومستسلماً لله.


نوح عليه السلام: قال تعالى على لسانه: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 72]، مما يؤكد أن الدين الذي دعا إليه قومه هو الإسلام.


موسى عليه السلام: قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84].


ويرى الشعراوي أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاءت لتصفية الشرائع السابقة وتصحيحها مما طرأ عليها من تحريف، ليعود الناس إلى أصل الدين الواحد الذي بعث الله به جميع الأنبياء.


الفصل الثالث: تعدد الشرائع.. حكمة الابتلاء والاختبار

يركز هذا الفصل على التمييز الجوهري بين الدين، الذي هو واحد، والشريعة، التي تتعدد، موضحاً الحكمة الإلهية من هذا التنوع الظاهري.


3.1. الشريعة والمنهاج: الوجه المتغير للدين

توضح الآية الكريمة: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُم شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] أن الشرائع والأحكام العملية تختلف من أمة إلى أخرى. يرى الطبري وابن عباس أن "الشرعة" هي السبيل والسنة، وأن السنن اختلفت؛ فللتوراة شريعة وللإنجيل شريعة وللقرآن شريعة، يُحل الله فيها ما يشاء ويحرم ما يشاء.


ومن الأمثلة على اختلاف الشرائع:


في شريعة عيسى عليه السلام، حلّ الله بعض ما كان محرماً على بني إسرائيل في التوراة.


في شريعة آدم عليه السلام، كان زواج الأخ من أخته جائزاً.


وفي شريعة يعقوب عليه السلام، كان الجمع بين الأختين جائزاً، وهو ما حرم في الشريعة الإسلامية.


يشرح الإمام الشوكاني الحكمة من اختلاف الشرائع، ويقول إنها للابتلاء والامتحان، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه. هذا التنوع يظهر رحمة الله وتكيف المنهج الإلهي مع ظروف كل أمة في زمانها ومكانها. فقد جاءت كل شريعة لتناسب مجتمعها وحاجات أهلها، ثم جاءت الشريعة المحمدية عامة وشاملة، كونها رسالة خاتمة للناس كافة إلى قيام الساعة.


هذا التدرج في الشرائع، من رسالة خاصة موقوتة إلى رسالة عالمية شاملة، يظهر حكمة الله في إعداد البشرية. فالله لم يتركهم دون هداية، بل بعث في كل أمة رسولاً، ثم ختم الرسالات برسالة كاملة لا تحتاج إلى تعديل أو استبدال. وهذا يؤكد أن الرسالة الإسلامية ليست مجرد رسالة أخرى، بل هي ذروة الهداية الإلهية.


الفصل الرابع: عوامل التفرق.. من الوحدة إلى الشتات

يتناول هذا الفصل الأسباب التي أدت إلى انحراف البشرية عن الدين الواحد، وظهور مسميات دينية متعددة تختلف عن أصولها السماوية.


4.1. البغي بعد العلم: أساس التفرق

القرآن الكريم يحدد بوضوح سبب انحراف أهل الكتاب عن أصول دينهم في قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 19]. يحلل سيد قطب هذه الآية، ويؤكد أن الاختلاف لم يكن عن جهل، بل كان "بغياً بينهم"، أي عن قصد وظلم وتعدٍ، بسبب تخليهم عن عدل الله وحقه. فالكفر الذي نتج عن هذا الاختلاف كان سببه الحسد والتحاسب والتنازع على السلطة والمنافع الدنيوية، لا جهلهم بحقيقة الأمر.


هذا يوضح أن أسباب الانحراف عن الدين الحق ليست دائماً عقائدية بحتة، بل قد تكون ناتجة عن صراعات نفسية واجتماعية، حيث تؤثر التيارات السياسية والأهواء الشخصية في خلق اختلافات مذهبية. هذه الصراعات هي انعكاس للصراع الدائم داخل النفس البشرية التي تتنازع على الدنيا وتنسى الآخرة، مما يفسد علاقة الإنسان بخالقه وبمجتمعه.


4.2. الفكر الحديث والبحث عن اليقين

في العصر الحديث، ظهرت دعوات فكرية تسعى إلى إيجاد قاسم مشترك بين الأديان المختلفة تحت مسمى "وحدة الأديان". يرفض الشيخ محمد الغزالي هذه الفكرة تماماً، ويرى أنها فكرة "مشبوهة" تنطوي على "بلاهة سمجة"، وتخدم أجندات سياسية معينة لا تهدف إلى الحق، بل إلى تذويب الهوية الإسلامية وتغليب أجندات أخرى.


ويقدم الدكتور مصطفى محمود في كتابه "رحلتي من الشك إلى الإيمان" نموذجاً حياً للعقل الذي يبحث عن اليقين في زمن الفوضى الفكرية. يوضح مصطفى محمود أن رحلته كانت بحثاً عن "العدل" و"اليقين" الذي لم يجده في الأنظمة الفكرية الأخرى التي اعتمدت على العقل وحده. فهو يرفض فكرة أن العقل يستطيع أن يستوعب الخالق، ويرى أن العقل أداة لفهم الواقع المادي المحسوس فقط، وأن السبيل إلى الله هو "الضمير" و"الفطرة" التي أودعها الله في الإنسان.


إن حالة الشك التي عاشها مصطفى محمود، والتي يصفها بأنها "ارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة وغرورا واعتدادا"، هي مثال حي على الصراع الذي ينشأ عندما يحاول الإنسان فهم المطلق بأدوات قاصرة. هذا المسار الفكري يؤكد أن التناقضات الموجودة في بعض الأفكار الدينية ليست في الدين نفسه، بل في التحريف الذي طرأ عليه أو في محاولة فهمه بأدوات غير مناسبة، وأن العودة إلى صوت الفطرة هي مفتاح اليقين.


الخاتمة: عودة إلى الأصل.. الدين هو الحل

لقد أوضح هذا التقرير أن الدين عند الله هو الإسلام، وأن هذا المفهوم لا يقتصر على رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فحسب، بل يشمل جوهر العقيدة التوحيدية التي جاء بها جميع الأنبياء. فالدين واحد في أصوله (العقيدة) التي تدعو إلى التوحيد والإيمان بالغيب، ولكنه متعدد في فروعه (الشرائع) التي تكيفت مع ظروف كل أمة. إن الانحرافات التي ظهرت في الأديان الأخرى لم تكن بسبب جهل، بل بسبب "البغي" والأهواء النفسية والاجتماعية التي أدت إلى تحريف الرسالات وتغييرها عن أصلها.


في ظل ما تعانيه البشرية اليوم من أزمات فكرية وأخلاقية وصراعات، تبدو العودة إلى أصل الدين الواحد الذي ينسجم مع الفطرة والكون هي الحل الوحيد. فالتنازع والتناحر والشقاء الذي يعيشه الإنسان اليوم هو نتاج مباشر لابتعاده عن المنهج الإلهي الكامل، ومحاولته استبدال ناموس الخالق بنواميس بشرية قاصرة. هل باتت العودة إلى هذا الأصل هي السبيل الوحيد لضمان السلم والعدل الإنساني؟



 الدين (العقيدة) والشريعة (المنهج)

المفهوم الدين (العقيدة) الشريعة (المنهج)

التعريف الاستسلام لله والخضوع له في التوحيد والعبودية. الأحكام العملية والتشريعات التي تنظم حياة الناس.

الخصائص ثابت، شامل، واحد لكل الأنبياء والأمم. متغير، موقوت (في الرسالات السابقة)، ومتعدد.

الأمثلة الإيمان بالله وحده، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالأنبياء والكتب. الصلاة، الصيام، الزكاة، أحكام الزواج والبيوع والمعاملات.

المصدر القرآني {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُم شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]


 الآيات القرآنية وموضوعاتها في التقرير

السورة الآية نص الآية الموضوع في التقرير

الذاريات 56 {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الغاية من الخلق: العبادة

البقرة 30 {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} الخلافة: المهمة الإلهية للإنسان

البقرة 31 {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} تكريم الإنسان بالعلم

آل عمران 19 {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} الإسلام: الدين الخالد لجميع الأمم

آل عمران 67 {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا} الأنبياء إخوة: وحدة المنهج الإيماني

يونس 72 {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} نوح عليه السلام

يونس 84 {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} موسى عليه السلام

الأنبياء 92 {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} وحدة الأمة بعبادة الإله الواحد

المائدة 48 {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُم شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} تعدد الشرائع: حكمة الابتلاء


المراجع

القرآن الكريم.


"تفسير القرآن العظيم" لابن كثير.


"في ظلال القرآن" لسيد قطب.


"خواطر الإمام الشعراوي".


"رحلتي من الشك إلى الإيمان" لمصطفى محمود.


"المنقذ من الضلال" لأبي حامد الغزالي.


"حصاد الغرور" لمحمد الغزالي.


"الأنبياء إخوة لعلات" رواه البخاري ومسلم.


مواقع إلكترونية متخصصة في التفاسير والدراسات الإسلامية.



المراجع:


surahquran.com

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من . [ آل عمران: 19] - القرآن الكريم


youtube.com

مراحل خلق الإنسان في القران | د.محمد الشعراوي - YouTube


quran.ksu.edu.sa

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 31


islamweb.net

تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة  - إسلام ويب


masrawy.com

تفسير الشيخ الشعراوي معنى الخلافة فى الأرض | مصراوى


quran.ksu.edu.sa

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الذاريات - الآية 56


youtube.com

تفسيرقوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الشيخ صالح الفوزان 


youtube.com

الشيخ الشعراوي | لماذا خلق الله البشر - وهو يعلم مصيرهم في الجنة أو في النار.


binbaz.org.sa

ما تعريف العبادة والفرق بينها وبين العادة؟ - موقع الشيخ ابن باز


alukah.net

شمول العبادة عند ابن كثير - شبكة الألوكة


binbaz.org.sa

الذكر والعبادة هو الغاية من خلق الإنسان - موقع الشيخ ابن باز


quran.ksu.edu.sa

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 19


alukah.net

الكلام على قوله تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام } - شبكة الألوكة


quran-tafsir.net

في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة آل عمران - الآية 83 - الموسوعة الشاملة للتفسير


quran-tafsir.net

في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة آل عمران - الآية 19 - الموسوعة الشاملة للتفسير


youtube.com

تفسير: هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون - YouTube


greattafsirs.com

خواطر محمد متولي الشعراوي ت سورة الأنبياء الآية 92 


alukah.net

التوحيد دعوة الأنبياء والرسل - شبكة الألوكة


shamela.ws

كتاب أصول الدعوة جامعة المدينة - حكمة اختلاف الشرائع من أمة لأمة - المكتبة الشاملة


youtube.com

ماهي ديانة نبي الله نوح عليه السلام..؟؟ - YouTube


surahquran.com

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان . [ آل عمران: 67] - القرآن الكريم


surahquran.com

تفسير ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان [ آل عمران - القرآن الكريم



youtube.com

الأديان السابقة و الرسالة الخاتمة - الشيخ الشعراوي - YouTube


islamweb.net

تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا "- الجزء رقم10 - إسلام ويب


quran.ksu.edu.sa

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 48 - المصحف الإلكتروني


shamela.ws

كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة سؤال وجواب في العقيدة الاسلامية - الدليل على اختلاف شرائع الرسل في الفروع


youtube.com

ما الحكمه من اختلاف الشرائع الشيخ د.عثمان الخميس - YouTube


shamela.ws

كتاب تفسير الشعراوي - - المكتبة الشاملة


youtube.com

معنى "كل الناس أمة واحدة" - تفسير الشعراوي لسورة البقرة - 70 - YouTube


rabtasunna.com

الشيخ الغزالي : الدعوة إلى أخوة الأديان مشبوهة | مقالات - رابطة علماء أهل السنة


goodreads.com

رحلتي من الشك إلى الإيمان Quotes by مصطفى محمود - Goodreads


islamonline.net

مصطفى محمود .. المنتصر على نفسه - إسلام أون لاين


youtube.com

رد الدكتور-مصطفى محمود على سؤال (من خلق الله؟) - YouTube


courses.7ewar.org

كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان - منصة حوار

تعليقات