جيل Z: بين مطرقة الفلسفة وسندان علم النفس

جيل Z، الجيل الذي وُلد في أحضان عالم رقمي متسارع، يقف اليوم في قلب عاصفة من التحليلات الفلسفية والنفسية التي تحاول فك شفرة قيمه، سلوكياته، وتطلعاته. هذا الجيل ليس مجرد شريحة ديموغرافية، بل هو ظاهرة ثقافية واجتماعية تعكس تحولات عميقة في بنية المجتمع الإنساني، وتطرح أسئلة جوهرية حول المستقبل. رؤية فلسفية: جيل "ما بعد الحقيقة" والبحث عن المعنى ينظر فلاسفة معاصرون إلى جيل Z باعتباره أول جيل ينشأ بالكامل في عصر "ما بعد الحقيقة" (Post-truth)، حيث أصبحت المشاعر والمعتقدات الشخصية أحيانًا أكثر تأثيرًا من الحقائق الموضوعية. يرى الفيلسوف البريطاني آلان كيربي أن الثقافة الرقمية قد أنتجت "سطحية جديدة"، حيث يتم استهلاك المحتوى بسرعة دون تعمق، مما يؤثر على قدرة الجيل على بناء حجج متماسكة أو سرديات كبرى. من ناحية أخرى، يرى آخرون أن هذا الجيل يجسد "الأصالة" كقيمة عليا. في عالم مشبع بالإعلانات والصور النمطية، هناك بحث دؤوب عن "الذات الحقيقية" والتعبير الصادق عنها، حتى لو كان ذلك يعني رفض التصنيفات التقليدية. هذا يتجلى في تقبلهم للتنوع واحتفائهم بالاختلا...