المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 13, 2025

"السمان والخريف" \ نجيب محفوظ

صورة
  تُعد رواية "السمان والخريف"(1962) للكاتب الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ واحدة من أعماله التي تتسم بالعمق السياسي والنفسي، وتُصنف ضمن ما يُعرف بـ "مرحلة الروايات الذهنية" في أدب محفوظ. تُرصد الرواية التحولات العميقة في المجتمع المصري عقب ثورة 23 يوليو 1952، مُسلطة الضوء على مصير الطبقة القديمة من الموظفين والأفراد الذين فُرض عليهم التقاعد الاجتماعي والسياسي.  مصير موظف في زمن الثورة تبدأ الرواية في خضم العاصفة التغييرية التي أحدثتها ثورة يوليو في مصر. بطل الرواية هو عيسى الدباغ، موظف كبير في الدولة من الطبقة الوسطى العليا، يتميز بأناقته وتفاؤله وذكائه الاجتماعي وقدرته على التكيف مع أنظمة الحكم المتعاقبة. كان عيسى يُجسد نموذج الموظف الكفء الذي يعتمد في صعوده على العلاقات الاجتماعية والسياسية وليس فقط على الموهبة البحتة. فجأة، يجد عيسى نفسه مُقالاً من منصبه ومُحطماً اجتماعياً ونفسياً مع صعود قيادات جديدة للثورة. الرواية هي سجل لهذه الخسارة المزدوجة: خسارة السلطة والمال، وخسارة الهدف والمعنى. وتتحول حياته إلى بحث يائس عن التكيُّف والتعويض في زمن "الخريف" ا...

الكلمات الصامتة والحقيقة الكامنة

صورة
  في عالمٍ يتزايد فيه تعقيد التواصل وتتعدد فيه طبقات الإخفاء والمجاملة، يأتي كتاب "كيف تقرأ شخصاً مثل الكتاب" كأحد النصوص التأسيسية التي أزالت الستار عن اللغة الأكثر صدقًا في التفاعل الإنساني: لغة الجسد. ينطلق المؤلفان، وهما خبيران في التفاوض، من مبدأ لا يقبل الجدل: الجسد لا يكذب. يُعلّمنا هذا الكتاب أن التواصل اللفظي لا يمثل سوى جزء ضئيل من الرسالة الكلية التي يرسلها الفرد، بينما تتولى الإشارات غير اللفظية، مثل وضعية الجلوس، وحركة اليدين، وتعبير الوجه، مهمة البوح بالنوايا والأفكار والمشاعر الحقيقية. الكتاب ليس مجرد فهرس للوضعيات؛ بل هو منهجية تحليلية لفك شفرات الإشارات الصامتة، مما يحوّل القارئ من مجرد مستمع إلى مُراقب مُتعمِّق قادر على فهم "الحقيقة" التي يحاول المتحدث إخفاءها خلف الكلمات. إنه مفتاح يفتح الأبواب المغلقة لعقل الطرف الآخر، سواء في قاعة المفاوضات أو في اللقاءات الاجتماعية. الفرضية المركزية التي يقوم عليها الكتاب هي أن الإشارات يجب أن تُقرأ كـ "كتل" أو "مجموعات إشارات" (Gesture Clusters)، وليس كإشارة واحدة معزولة. فوضع اليد على الفم...

لوحة "الأمل" \ جورج فريدريك واتس

صورة
  تُعتبر لوحة "الأمل" (Hope) التي رسمها الفنان الإنجليزي الرمزي جورج فريدريك واتس في عام 1886، واحدة من أكثر الأعمال الفنية تأثيراً وعمقاً في تناول المشاعر الإنسانية. لا تهدف اللوحة إلى تقديم الجمال السطحي أو الراحة البصرية، بل تهدف إلى استكشاف التجربة الجوهرية للأمل في مواجهة اليأس التام. اللوحة لا تبعث على الارتياح، بل تثير شعوراً عميقاً بالشفقة والارتباك. إنها تجسيد بصري لـ المأساة الإنسانية التي ترفض الاستسلام. إن إصرار هذه الشخصية اليائسة على العزف على آخر وتر متبقٍ في قيثارتها المكسورة يرفع العمل من مجرد رسم إلى بيان فلسفي خالد عن طبيعة الروح البشرية وقوتها الوجودية. تعتمد اللوحة على لغة رمزية مكثفة، حيث لا يوجد شيء فيها عشوائي: 1. تكوين الشخصية (التجسيد البشري لليأس)  المرأة معصوبة العينين: تمثل العمى عن الواقع المادي أو عدم القدرة على رؤية أي بصيص نور خارجي. إنها لا ترى المستقبل، ومع ذلك، تظل تحاول. هذا العمى الرمزي يؤكد أن مصدر الأمل ليس بصريًا أو خارجيًا، بل داخلي وجوهري. الانحناء والملابس المتهدلة: يدل على الضعف والإرهاق الجسدي والنفسي نتيجة المحنة. وضعية الجلوس عل...