"السمان والخريف" \ نجيب محفوظ
تُعد رواية "السمان والخريف"(1962) للكاتب الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ واحدة من أعماله التي تتسم بالعمق السياسي والنفسي، وتُصنف ضمن ما يُعرف بـ "مرحلة الروايات الذهنية" في أدب محفوظ. تُرصد الرواية التحولات العميقة في المجتمع المصري عقب ثورة 23 يوليو 1952، مُسلطة الضوء على مصير الطبقة القديمة من الموظفين والأفراد الذين فُرض عليهم التقاعد الاجتماعي والسياسي. مصير موظف في زمن الثورة تبدأ الرواية في خضم العاصفة التغييرية التي أحدثتها ثورة يوليو في مصر. بطل الرواية هو عيسى الدباغ، موظف كبير في الدولة من الطبقة الوسطى العليا، يتميز بأناقته وتفاؤله وذكائه الاجتماعي وقدرته على التكيف مع أنظمة الحكم المتعاقبة. كان عيسى يُجسد نموذج الموظف الكفء الذي يعتمد في صعوده على العلاقات الاجتماعية والسياسية وليس فقط على الموهبة البحتة. فجأة، يجد عيسى نفسه مُقالاً من منصبه ومُحطماً اجتماعياً ونفسياً مع صعود قيادات جديدة للثورة. الرواية هي سجل لهذه الخسارة المزدوجة: خسارة السلطة والمال، وخسارة الهدف والمعنى. وتتحول حياته إلى بحث يائس عن التكيُّف والتعويض في زمن "الخريف" ا...