المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 14, 2025

"في انتظار جودو" \ صامويل بيكيت

صورة
   مسرحية "في انتظار جودو" لصامويل بيكيت تُعد مسرحية "في انتظار جودو" (Waiting for Godot) (1953) تحفة فنية وفلسفية رائدة، ومفتاحاً لـ مسرح العبث. إنها ليست مجرد مسرحية، بل هي تأمل وجودي في صميم الشرط الإنساني: الانتظار. لقد أراد بيكيت أن يُقدم مسرحية تُلخص الحياة، لا الأحداث. اللوحة السوريالية للانتظار الأبدي تبدأ المسرحية وتنتهي بالانتظار، حيث نجد شخصيتين هما فلاديمير (ديدي) وإستراغون (غوغو)، ينتظران على طريق ريفي، المكان الوحيد المُتاح، وإلى جوارهما شجرة وحيدة عارية (تُصبح بأوراق قليلة في الفصل الثاني). إن هذا الإطار البصري والزماني المُبهم ليس مجرد ديكور، بل هو تمثيل رمزي للوجود؛ وجود مُجرد من الأثاث الاجتماعي والزمني، وجود معلَّق بين السماء والأرض. إن هذا العمل لا يدور حول من هو "جودو"، بل حول ماذا يفعل الإنسان في غياب المعنى. إن حالة الانتظار هي الملاذ الأخير ضد الفراغ، والانتظار بالنسبة لهما هو الواجب الوجودي الوحيد الذي يُبقي على خيط حياتهما متصلاً. تُقسم المسرحية إلى فصلين متطابقين في هيكلهما، وهو التكرار الذي يُبرز المأزق الفلسفي:  المحور الأول: ا...