المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 11, 2025

"المسيخ الدجال" \ الدكتور مصطفى محمود

صورة
  لا تنظر إلى ما يرتسم على الوجوه و لا تستمع إلى ما تقوله الألسن و لا تلتفت إلى الدموع، فكل هذا هو جلد الإنسان، و الإنسان يغير جلده كل يوم و لكن أبحث عما هو تحت الجلد… لا .. ليس القلب ما اعني فالقلب هو الآخر يتقلب ولهذا يسمونه قلبا .. ولا العقل فالعقل يغير وجهة نظره كلما غير الزاوية التي ينظر منها  وقد يقبل اليوم ما أنكره بالأمس،  ألا يبدل العلماء حتى العلماء نظرياتهم . لا يا ولدى..إذا أردت أن تفهم أنسانا فانظر إلى فعله لحظة اختيار حر، وحينئذ سوف تفاجأ تماما فقد ..ترى القديس يزنى وقد ترى العاهرة تصلى وقد ترى الطبيب يشرب السم،  وقد تفاجأ بصديقك يطعنك و بعدوك ينقذك، وقد ترى الخادم سيدا في أفعاله و السيد أحقر من أحقر خادم في أعماله، و قد ترى ملوكا يرتشون و صعاليك يتصدقون.  انظر إلى الإنسان حينما يرتفع عنه الخوف وينام الحذر وتشبع الشهوة وتسقط الموانع، فتراه على حقيقته يمشى على أربع كحيوان، أو يطير بجناحين كملاك، أو يزحف كثعبان، أو يلدغ كعقرب، أو يأكل الطين كدود الأرض . هذا الاقتباس هو واحد من أقوى وأكثر نصوص الدكتور مصطفى محمود "تخويفاً" على المستوى الفلسفي. إنه ليس...

لوحة "الشرود عن القطيع" للفنان البولندي توماس كوبيرا

صورة
 (ما وراء بساطة التوليف) قد لا تثير لوحة "الشرود عن القطيع" للفنان البولندي توماس كوبيرا الاهتمام للوهلة الأولى. بساطة توليفها الظاهرية قد تذكرنا بما ألفناه من لوحات، لكن خلف هذه البساطة يكمن "بيان" بصري شديد العمق. لا يقدم لنا كوبيرا مجرد مشهد، بل يصوّر، بطريقة مثيرة للإعجاب، ماهيّة "ثقافة القطيع" وتأثيرها المدمر على "صناعة الذات". هذه اللوحة ليست مجرد صورة، إنها دراسة تشريحية للحظة "الانشقاق" العنيفة، اللحظة التي تقرر فيها "الذات" أن تولد، مهما كان الثمن، من رحم "الجماعة" الخانق.  هو غوص في طبقات هذا الصراع. تنقسم اللوحة إلى ثلاث قوى فاعلة ترسم ملامح الصراع: القطيع (قوة الجمود): يُقدم القطيع كطابور من "قوالب الثلج" البشرية. ملامحهم "زرقاء، كئيبة ومتجمّدة". هذا التجمّد ليس مجرد هيئة، بل هو "كناية" عن توقف النمو. إنهم كائنات "بلا ملامح" لأن هويتهم لم تُصنع ذاتياً، بل هي "مقولبة ومسبقة الصنع". الفرد المنشق (قوة التمرّد): هو "التفصيل الذي يجتذب العين". إنه لا ...

"معنى الحياة" \ تيري إيجلتون

صورة
  (الفيلسوف ذو المطرقة) في سوق الأفكار المزدحم بـ "أدلة المستخدم" للوجود، يأتي كتاب تيري إيجلتون "معنى الحياة" ليس كـ "وصفة" جاهزة، بل كـ "مطرقة" فيلسوف. إيجلتون يرفض السؤال بصيغته الساذجة، لكنه يرفض أيضاً، وبقوة أكبر، الإجابات الساذجة التي يقدمها كل من العصر النيوليبرالي، والعدمية ما بعد الحداثية، وحتى بعض التفسيرات الدينية التبسيطية. "كيف نفكر" في السؤال. إيجلتون لا يبحث عن "شيء" سري اسمه "المعنى"، بل يجادل بأن المعنى ليس شيئاً نكتشفه، بل هو شيء "نمارسه" ونبنيه، ولكن ليس كما يظن الأغلبية.  (هدم الأوهام وبناء البديل) يقسم إيجلتون رحلته بذكاء إلى هدم وبناء: القسم الأول: لماذا فشل الآخرون؟ (هدم الإجابات الشائعة) قبل أن يقدم إجابته، يجب أن يزيح الركام. يرى إيجلتون أن "أزمة المعنى" حديثة نسبياً، وبدأت حين تخلت الإجابات الكبرى (كالدين) عن دورها، وحاولت إجابات أخرى فاشلة أن تحل محلها: 1.  نقد العدمية (ما بعد الحداثة):     ينتقد إيجلتون بشدة فكرة أن الحياة "لا معنى لها" وأن كل شيء مجرد "س...