المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 9, 2025

في عالم بول أوستر.. حيث يطارد الأحياء أشباحهم

صورة
  حينما يكتب بول أوستر، فهو لا يروي قصة بقدر ما ينسج شبكة معقدة من المصادفات، والأسئلة الوجودية، ومتاهات الهوية. رواية "كتاب الأوهام" (2002) هي تجسيد بارع لهذا الأسلوب. إنها ليست مجرد رواية عن الحزن، بل هي رحلة ميتافيزيقية عميقة في قلب الفن، والذاكرة، والخلاص. تبدأ الرواية بفرضية مدمرة: ماذا يفعل الإنسان حين يفقد كل شيء؟ ديفيد زيمر، بطل الرواية، هو رجل محطم يخسر زوجته وولديه في حادث تحطم طائرة. يتحول إلى "رجل ميت يمشي"، غارقاً في الكحول واليأس. لكن في ليلة، ومن عمق العدم، تلمع ضحكة. ضحكة من فيلم صامت قديم لممثل كوميدي منسي يُدعى هكتور مان، وهو الممثل الذي اختفى فجأة وبلا أثر عام 1929. هذه الضحكة هي الخيط الذي سيسحب زيمر من قبره المفتوح إلى لغز يمتد لستين عاماً، ليجد أن قصة هكتور مان ليست مجرد مهرب، بل هي مرآة مشوهة لحياته، ولجرحه، ولبحثه عن معنى في عالم تحكمه الفوضى.  متاهة الحزن والسينما: الرواية هي في جوهرها "قصة داخل قصة"، حيث يتداخل عالم الباحث (زيمر) مع عالم موضوع بحثه (هكتور) إلى درجة لا يمكن فصلهما. 1. الانهيار وولادة الهوس يبدأ ديفيد زيمر الرواية ك...