المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 15, 2025

قصيدة "عودة الأنبياء" للشاعر فاروق جويدة

صورة
 اللحظة الفاضحة بين النور والظلام: تُعد قصيدة "عودة الأنبياء" للشاعر فاروق جويدة إحدى أعظم صرخات الوجدان العربي المعاصر، حيث يخرج الشاعر من حدود الغزل العاطفي ليخوض في رحلة دينية-وجودية مليئة باليأس والألم. هذه القصيدة ليست مجرد حكاية، بل هي موقف نقدي يضع الواقع العربي المتردي في مواجهة مباشرة مع النور المطلق الذي يمثله الأنبياء (محمد، موسى، عيسى). تستهل القصيدة بومضة أمل سماوية ثم سرعان ما تنكشف المفارقة الصارخة: قدوم الأنبياء إلى أرض تضج بالجماجم والسجون، أرض فقدت بوصلتها الأخلاقية حتى اختلط فيها "الحرام مع الحرام مع الحلال". الشاعر يركز على تساؤل الأنبياء الصادم: هل هذا هو العالم الذي بذلنا لأجله رسالاتنا؟ إنها قصيدة رثاء للقيم و إدانة صريحة لزمن تحول فيه الإنسان إلى آكل لأخيه، والعدل إلى رفات.  عطرٌ ونورٌ في الفضاء  والأرضُ تحتضنُ السماء  والشمسُ تنظرُ بارتياح للقمر  والزهرُ يهمسُ في حياءٍ للشجر  والعطرُ تنشُره الخمائلُ  فوق أهداب الطيور  والنجمُ في شوق تصافحه الزهور  ضوء يلوح من بعيد  الأرضُ صارت في ظلامِ الليلِ  لؤلؤةً يعانقها...

جدلية السعادة المثالية

صورة
   جنَّة القبول أم كابوس الحرية؟  لطالما كانت السعادة المثالية والمُفرطة حلماً إنسانياً، تُصوَّر كحالة استقرار نهائية. لكن هذا الحلم يحمل في طياته مفارقة وجودية عميقة: فهل هذه السعادة المطلقة جنة حقاً، أم أنها كابوس مُقنَّع يسلُب منا جوهر إنسانيتنا؟ يكمن الخطر في أنَّ ضمان السعادة عبر إزالة الصراع يعني إلغاء الحرية، ومحو الهوية الفردية، وتجريد الحياة من القيمة الأخلاقية التي تتجسد في القدرة على الاختيار بين الصواب والخطأ.   ثمن التحرر والنمو: تُجمِع الرؤى الفلسفية المعنية بالحرية والنمو على أن السعادة المثالية المضمونة هي شكل من أشكال العبودية المريحة. 1.  رفض النعيم المُقيد: من كتاب "العالم الجديد الشجاع" (Brave New World) لألدوس هكسلي (Aldous Huxley): يُجسد هكسلي في هذا العمل كابوس السعادة المفرطة، حيث يتم استبدال الحرية الفردية بعقار "السوما" والرَّضا المُكيَّف. جون (الهمجي): "لكنني لا أريد الراحة. أريد الله، أريد الشعر، أريد الخطر الحقيقي، أريد الحرية، أريد الخير. أريد الخطيئة." مصطفى موند (المراقب): "بكلمة أخرى، أنت تطالب بالحق في أن تكون تعيساً....