المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٢

فراغ الوجود \ آرثر شوبنهاور

صورة
إن مشاهد حياتنا مثل صورٍ مصنوعة من فسيفساء خشنة، فإذا ما نظرنا إليها عن قرب لا يكون لها تأثير، ولا شيء جميل فيها، إلا إذا وقفت على بعد مسافة ما. ولذلك، فإن حصولنا على أي شيء نتوق إليه ينتهي بإكتشافنا كم هو فارغ وبلا فائدة. وعلى الرغم من أننا نعيش دوماً متوقعين أشياء أفضل، فإننا كثيراً ما نندم ونتوق إلى إستعادة الماضي مجدداً. إننا ننظر إلى الحاضر بصفته شيئاً يجب تحمله في أثناء استمراره، وعلى إنه ليس إلا طريقاً نحو هدف.  ولذلك فإن معظم الناس، إذا نظروا إلى الوراء بعد وصولهم إلى نهاية الحياة، يكتشفون أنهم كانوا دوماً يعيشون مؤقتاً، وسيتفاجؤون إذ يكتشفون أن الشئ ذاته الذي تجاهلوه، وتركوه يمر من دون أن يستمتعوا به، كان هو الحياة التي قضوا كل وقتهم يتوقعونها. كم إنسانٍ لا نستطيع القول عنه أن الأمل جعله أحمق حتى وصل راقصاً إلى يدى الموت !.

الفيلسوف المتوحد كير كجورد

صورة
  الفيلسوف المتوحد كير كجورد  كيركجورد فيلسوف دنمركي متصوف، نشأت فلسفته في حضن الدين، وتكونت بفضل تجربته الروحية الخاصة وعزلته النفسية العميقة. وهو واحد من أولئك الفلاسفة القليلين الذين استطاعوا أن يحيوا حياة العزلة والتفرد وأن يحتملوا ما يجيء مع هذه الحياة من قلق وجزع ولهفة. ولم يكن كيركجورد فيلسوفا يتخذ من الفلسفة صناعة له، أو عالماً لاهوتياً كل همه أن يشتغل باللاهوت، وإنما كان أولا وبالذات، إنساناً مشتعل الوجدان، مشبوب العاطفة، تشيع في نفسه سورة القلق، وتضطرم في باطنه جذوة الألم؛ يجتذبه العالم من ناحية، وتؤرقه الرغبة في القداسة من ناحية أخرى. وهو إلى هذا وذاك، إنسان غني في مواهبه، ثري في إيمانه، عميق في نظراته الصوفية. هو رجل متوحد انطوى على نفسه، وعاش حياة أقرب ما تكون إلى حياة الأنبياء، فاستطاع أن يتوصل إلى فلسفة مخالفة لكل الفلسفات التي كانت موجودة في عصره؛ فلسفة تعتبر وجود الذات هو وحده الحقيقي، وترى في عزلة الذات، الحقيقة الوحيدة الثابتة. أما النزعات الفلسفية التي كانت موجودة في عصر كيركجورد فقد نظر إليها فيلسوفنا نظرة معادية، واعتبر فيها (سقوطاً) للذات، ومن ثم فقد هاجم الفيلسو

فن العيش الحكيم \ آرثر شوبنهاور

صورة
  فن العيش الحكيم أنصح الإنسان بالحد من رغباته وشهوات نفسه ومطامعها، حيث أنه يجب على كل إنسان أن يستحضر حقيقة أنه مهما فعل فلن يحقق من رغباته إلا القليل، بينما المصائب والشرور في هذه الحياة لا تُعد ولا تحصى وهي من نصيب الجميع.  لذلك، على الإنسان أن يقتنع إقتناعاً راسخاً بهذه الحقيقة ويمارسها على الأرض : ازهد في الأشياء لتغلبها. هذه هي القاعدة الذهبية التي لن تنفعك ثروة ولا سلطة إن فرّطت فيها، فإن من يفرّط في زهده للأشياء سيقذف نفسه في أتون حياة من أبئس ما يكون.