المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر ١٢, ٢٠٢٢

تهمة اليأس \ آرثر شوبنهاور

صورة
  إن كامل الأساس الذي يقوم عليه وجودنا موجودا في الحاضر، ذلك الحاضر الذي ما ينفك يهرب، ولذلك فمن صلب طبيعة وجودنا أنها تأخد شكل الحركة المستمرة، ولا تسمح بأي إمكانية للحصول على الاستراحة التي نسعى دوما من أجلها. نحن مثل رجل يركض نزولا لايستطيع أن يبقى على رجليه إلا إذا تابع الركض وسوف يقع بلا شك إذا توقف، أو أيضا مثل عمود يوازنه المرء على طرف اصبعه، أو مثل كوكب سيصطدم بشمسه في اللحظة التي يتوقف فيها عن متابعة طريقه. إن اللااستقرار صفة الوجود، في عالم كل ما فيه غير مستقر ولاشيئ يمكن أن يبقى بل يدفع نحو الأمام فورا في زوبعة متسارعة من التغيير، حيث الإنسان إذا أراد البقاء واقفا عليه دوما أن يتقدم ويتحرك مثل بهلوان على الحبل، ولا يمكن تصور السعادة في مثل هذا العالم، كيف يمكن لها أن تقطن كما يقول أفلاطون حيث التكون باستمرار وعدم الكون أبدا هو الشكل الوحيد من الوجود. في المقام الأول لا يكون الإنسان سعيدا أبدا بل يقضي حياته كلها يصارع بحثا عن شيء يحسب أنه سيجعله سعيدا ونادرا ما يصل إلى هدفه، وحين يصل، يصل ليصاب بخيبة الأمل وفي أغلب الأحيان تتحطم سفينته في النهاية، ويصل إلى المرفأ بلا سوار أو