المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٣١, ٢٠٢١

في الفراغ \ عبد السلام بنعبد العالي

صورة
  نقرأ في كتاب التاو تي تشينغ : ” تلتئم أشعة العجلة عند المركز والفراغ. بفضل هذا الفراغ تتحرك العربة. يصنع الإناء من الطين، غير أن فراغه هو الذي يجعله صالحا لوظيفته. تخترق المسكن أبواب ونوافذ، بيد أن فراغها هو الذي يجعله قابلا للسكنى. وهكذا نصنع أشياء، غير أن فراغها هو الذي يعطيها معنى. ما يعوز، هو ما يمنح أسباب الوجود”. حينما ينظر الفكر المعاصر إلى الكائن على أنه تصدع وابتعاد، والى الوجود من حيث ينخره الزمان، والى التاريخ من حيث هو قطائع وانفصالات، والى الهوية من حيث هي اختلاف وتباين، والى الوحدة من حيث هي كثرة وتعدد.. ألا يجعل بذلك “ما يعوز le manque هو ما يمنح أسباب الوجود”، فيعمل على استعادة هذا المفهوم عن الفراغ من حيث هو ما يفعل، ما يعطي وظيفة ومعنى. فليس الفراغ غيابا وعدما. وهو أبعد ما يكون عن المفهوم الذي كرسته الفيزياء التقليدية الذي هو أقرب إلى “التصور الكيميائي ” ،كما بين رولان بارت الذي يدعونا أن نشتق مفهوم الفراغ من التصور الفيزيائي الحديث الذي يرى ” أن الجزيئات الموجودة في الكون ليست متولدة عن جزيئات أبسط منها، بل إنها تمثل ما آل إليه تبادل التأثير فيما بينها في لحظة بعين

المستقبل... صيرورات لامتناهية للرغبة \ د.إسماعيل مهنانة

صورة
  الكائن الاستهلاكي، أو الوجود النهم، هو كائن الرغبة المعلّبة الذي باتت تسكن قلقه، يلقي بنا القلق/التزمن؛ أو الوجود-نحو –الموت تحت سطوة الرغبة، وفي نمط الوجود الأمريكي الذي أضحى عولمة، تفترس الرغبة التي أضحت نمط وجودنا الزائف حياتنا، نحاول إشباعها بالاستهلاك، لكن الوجود النهم لا قرار له، وهو هاوية سحيقة تنفتح من تحت أجيال ومجتمعات بأكملها، إن هذا الوجود/الرغبة للإنسان المعاصر يجعله يستهلك ما يملك وما سيملكه مستقبلا عن طريق الإقراض البنكي، ومثال أزمة الرّهن العقّاري التي دشنت عصر الأزمة الرأسمالية؛ أسطع نموذج عن الوجود النهم، في هذا الوجود النهِم تتوحد التقنية بنمط الإنتاج الرأسمالي بالاستهلاكية لتشكل هالة عليا من اكتمال الميتافيزيقا الغربية، عنوانها: الأمركة/العولمة، أو نهاية الوجود النهِم.

فلسفة على إيقاع الروك \ روجيه عوطة

صورة
  لنفهم هيغل، من الضروري أن نتعرف على جايمس بوند. وكي نقرأ أبيقور، علينا الإستماع إلى سيلين ديون. ومن أجل إدراك مقاصد هايدغر، لا بد من مشاهدة عارضة الأزياء نبيلة بن عطية. العكس؟ صحيح أيضاً. لكن، ورغم ذلك، لا أهمية للجهة، ولا حاجة إلى سؤال "مِن أين نبدأ؟". فما أن يصغي المرء إلى أغنية "The End"، التي تؤديها فرقة "The Doors"، حتى يتذكر لاكان وكتابته عن عقدة أوديب، وما أن يسترق السمع إلى "come together"، لفرقة "Beatles"، حتى يسترجع نظرية روسو في العقد الإجتماعي... فلكل فيلسوف شبيه بين فناني الروك، ولكل فلسفة مماثل لها بين الموضوعات اليومية. ولهذا السبب، في مقدور فرنسيس ميتفييه ( تور، غرب فرنسا) أن يقف على الخشبة، يحمل غيتاره الإلكتروني، قبل أن يبدأ حفلته بالتعليق على الأغاني فلسفياً. لا يقارب فيلسوف "الروك أند روك"، أو موسيقي "فلسفة البوب"، موضوعات الراهن، بل يحتفل بها على طريقته التأويلية الخاصة. يغني، ويعزف، ويكتب، بأساليب متداخلة للغاية، حتى أنه ابتكر نوعاً جديداً من الحفلات الموسيقية، تدور بأغانيها حول الفلسفات القدي