المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٤, ٢٠٢٣

عن المستمعين \جورج ديهمال

صورة
  حينما تقدّم زارادشت إلى الشمس وتوجّه إليها بالقول رافعا صوته:" أيّها الكوكب الكبير" ! ما عساها تكون سعادتك، إذا لم يوجد أولئك الذين تضيء عليهم بنورك؟"، فإنّه يطرح بقوّة مشكل المستمعين، وبشكل أوسع أيضا، المشكل العام للعلاقات التي تربط الفنّان بجمهوره. يغريني هذا بإضافة كلمة إلى هذه الجملة المشهورة:" ما عساها تكون سعادتك بل ما عساه يكون عملك؟ وما عساه يكون وجودك الخاص؟" إنّ العمل الذي يتيه في الصّمت يوشك أن ينغمر فيه. وإنّ إعجاب الشريك هو الذي يفجّر نبع الانفعال الاستيتيقي، وبالتالي الجمال التامّ. لابد من اثنين ليتحقّق الحبّ. فبعد ثلاث قرون ونصف، صارت مأساة هملت، أكثر جمالا بالتأكيد، من لحظة ميلادها. لقد أضفنا إليها جميعا، بولعنا، شيئا من ذواتنا، زاد العمل ثراء. ليس القارئ جزءا من المستمع، إلاّ إذا كنّا لا نتلهّى بالكلمات. والناس الذين يستخدمون اليوم كلمة من قبيل الاستماع يستخدمونها غالبا كيفما اتفق. فالقارئ غالبا ما يكون منعزلا. إنّه أكثر نقاء من المستمع، - ولا أتحدث هنا عن هذه الشخصيّة المستجدّة: مستمع الراديو.- نعم القارئ أكثر نقاء، وأقلّ تأثّرا بفخامة السّا