حنا مينه / مأساة ديمتريو
" لا يمكن! " لا يمكن !! " لا يمكن !!! "يا ديمتريو، أقول لك لا يمكن، أتفهم؟ للمرة الألف هذا الشهر، و الذي قبله، قلت لك لا يمكن، أتفهم؟ قال ديمتريو لديمتريو بتسليم: "نعم لا يمكن .. أفهم ذلك، أفهمه أؤمن به، و قد قلته لك، أنا نفسي، منذ اللحظة الأولى". صاح ديمتريو الآخر: "أنت تكذب أيها الوغد، يا جواب الآفاق، تكذب و تعلم أنك تكذب، فلماذا تتظاهر بما لا تؤمن؟ حدق بوجهك في المرآة .. ألا ترى وجهك؟". عبر المرآة، حدق ديمتريو بديمترو، تحديقة خصمين متباغضين و متلازمين. حسناً! قال أحدهما للآخر، اتفقنا أنه لا يمكن. يجب أن نجزم، هذه الليلة، و إلى الأبد، بأنه لا يمكن. لقد اقتنع كلانا، باستحالة ذلك، و من الغد تتحول هذه القناعة إلى سلوك، كالذي كان، قبل أن تكون هي، قبل أن يكون اللقاء. في هذه اللحظة، شع شيء ما، في الجانب الأيسر من الصدر، و ترك إحساساً بالاختلاج كما يحدث تحت تأثير نزق عصبي، عقب فكرة تمر بالبال، أو صورة تهز الخاطر. و للتأكد من السلامة مد ديمتريو الواقف أمام المرآة، و كذلك ديمتريو الذي في داخلها، يده إلى الجانب الأيسر من صدره، و انتزع لفافة ورقية ع...