المشاركات

عرض المشاركات من فبراير ٩, ٢٠٢٣

زديج ( القدر ) \ فولتير

صورة
  تجري أحداث هذه القصة في بيئة شرقية خالصة، ويكاد فولتير يمزج فيها بين الحكمة المشرقية وأفكاره التنويرية. وتعالِج بشكل خاص مسألة القضاء والقدر التي جرى ويجري حولها جملة من النقاشات، لاسيَّما في ذات البيئة التي تُغلِّف إطار هذه القصة، وأقصد البيئة المشرقية. قالت بعض الفرق بأن الإنسان مُسيَّر، وبعضها قال بأنه مُخيَّر، وبعضها الآخر قال بأنه الاثنين معاً. يُلَّخص لنا فولتير هذه القضية ويميل إلى القول بأن الإنسان ليس لديه أمام قضاء الله وقدره إلا القبول والتسليم، وإرادة الإنسان وفقاً لذلك ينبغي أن تُوَجَّه نحو الخير فتأخذ به، وتجتنب الشر وتنبذه. وملَّخص القصة أن شاباً يدعى "زديج" لم يكن حظه مع النساء جيداً، فانصرف للتفكُّر بالطبيعة، فكان له نصيباً من الحكمة والفراسة وسعة الكشف، الأمر الذي جلب له متاعباً جمَّة، وسلَّط عليه حقد الحاقدين، وكيد الخائنين، ما اضطَّره إلى أن يكون كثير الترحال اتقاءً لشر المتربصين به. وتشاء الأقدار أن يأتي جزاء عمله متعاكساً مع جنسه، بالرغم من أنه كان ذو نية طيبة، ومسعى نبيل. كانت همومه تتمحور حول التأليف بين البشر، ومساعدتهم، باعثاً برسالة تسامح عظيمة تظ...

فلسفةُ موت الإنسان \ ميشيل فوكو

صورة
  لقد تكوَّن الإنسان متضايفاً مع تاريخيات العمل والحياة واللغة، وهو لا يكتشف ذاته إلا بالرجوع إلى تلك التاريخيات القائمة أساساً سلفاً، وحيث لا يجد نفسه معاصراً لهذا الأصل الذي يتوارى وراء زمن الأشياء إلى درجة لا يستطيع الإنسان أن يتمثَّل ما يُشكِّل أصلاً بالنسبة له إلا على خلفية من أمور بدأت قبله. ألم يحن الوقت لطي صفحة الأصلي الغائرة والمسكونة بشتى ضروب الوساطات المعقدة التي كونتها ترسُّبات التاريخيات : العمل ، الحياة ، اللغة ، عبر تاريخها الخاص ؟ إن هذه الحيرة يجب ألا تصرف جهود الإنسان الحثيثة عن مهمته بقصد البحث عن الأصل في تلك الثنية، حيث يصنع الإنسان بكل سذاجة عالماً مُصنَّعاً منذ آلاف السنين. ليس بوسع أحد أن يحدِّد للإنسان أصلاً، ومن هنا نكون أمام وجهين للاستحالة : فهي تعني أولاً تقهقُر أصل بشكل مستمر، بسبب كونه يرجع إلى زمن موغِل في القدم لا وجود للإنسان فيه، ولكنها تعني أيضاً هذا الكائن الذي "لا وطن ولا تاريخ"، والمتعذَّر تسجيل لحظة ولادته الأولى بسبب عدم حصولها، غير أن الإنسان المُنفصِل عن أصله يظهر "معاصِراً لوجوده" ويبقى "سابق الحضور" إلى حدٍّ أ...