المشاركات

عرض المشاركات من يناير ١٦, ٢٠٢٣

نظرية السيد والعبد عند هيغل

صورة
  الصراع للاعتراف والهوية الاجتماعية عملية التشكيل التاريخية ليست مسألة محض نظرية عند هيغل أي مسألة لا تحدث إلا في رؤوسنا. فنظرية هيغل عن السيد و العبد تُظهِر كيف كان يتصور مادياً تلك العملية التاريخية الخاصة بتطور الذات، أي : عندما يقف إنسانان وجهاً لوجه ينشأ بينهما توتر، لأن كل واحد منهما يريد أن يعترف به الآخر بأنه سيد الوضع، أي هو الذي يعرف الآخر. وقد شرح هيغل العملية التاريخية بالنموذج الآتي : في ذلك الصراع للاعتراف يخضع واحد للآخر، وتكون النتيجة التي نحصل عليها هي أن واحداً وهو الذي يكون الأعلى، يصير السيد، والذي يكون الأدنى يصير العبد، ويُجبر السيد العبد ليعمل له. وهكذا ينشأ تطور مشترك يعمل فيه الإنسان ( العبد ) على حراثة الطبيعة، والطبيعة المحروثة بدورها تُغيّر الإنسان. وعندما يحرث العبد الحقلَ ينتج فائض مادي يؤمن القاعدة لطرق عمل وأدوات أفضل مما يؤدي من جديد لأفضل حراثة للطبيعة، وهكذا دواليك.  تفاعل السيد - العبد هو علاقة ديالكتيكية، بمعنى وجود علاقة ديناميكية مشتركة ومتبادلة بين الذاتين. فليس السيد سيداً إلا لأن العبد ( وكذلك السيد ) يقبل السيد كما هو، والعبد عبداً لأن السيد