المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٢

حمى الاستهلاك \ زيجمونت بومان

صورة
  يقول (زيجموت) متحدثاً عن حمى الاستهلاك في حياة الفرد والاضطراب الذي نعيشه في حياتنا اليومية: كل مرة تعتاد على فعل أمر ما، ستعتاد على فعله مراراً وتكراراً بدون الشعور بأي سعادة لأنك فقدت ذلك الشعور بلذة الشيء لأول مرة. لن تشعر برضى وبإكتفاء أبداً، ما دمت مستمراً على هذا الإدمان. التجارب ستظل جذابة جداً ما دمت لم تجربها. ولكن صعب أن تحقق لك التجارب ما تتوعدك به، والناس عملياً أقصر من أن تشبع رغباتها تلك التجارب. وحتى لو إستطاع أحدهم أن يعمل جاهداً، شعوره بالإشباع لن يطول، خصوصاً وأننا في عالم إستهلاكي لا حد له، وحجم الأهداف المغرية المعروضة للفرد لا تتوقف. الوصفات والأدوات المقدمة لتجعل حياتك أجمل مطبوع عليها “تاريخ انتهاء” وأغلبها سيكون قد تم الاستغاء عنها قبل تاريخها المحدد وذلك لدخول العروض المتطورة والجديدة في المنافسة. في السباق الإستهلاكي يكون خط النهاية عادةً أسرع من المتسابقين أنفسهم الذين أرغموا على الدخول إلى السباق رغم سيقانهم الضعيفة وعضلاتهم المترهلة التي لا تمكنهم من الجري سريعاً. وكما يحدث في ماراثونات لندن، يعجب الناس بالفائزين، ولكن الحقيقة من يستحق الإعجاب أيضًا هم من

تساؤل الفيلسوف والمؤرخ ويل ديورانت عن معنى الحياة

صورة
  تساؤل الفيلسوف والمؤرخ ويل ديورانت عن معنى الحياة؟ أرسل (ويل ديورانت) هذه الرسالة إلى عدد من الأشخاص المؤثرين في المشهد العالمي حينها، مثل (المهاتما غاندي) والروائي الأمريكي (سينكلير لويس) صاحب الرائعتين (بابت) و(الشارع الرئيسي). بالإضافة إلى رئيس جامعة دارتموث (إرنست مارتن هوبكينز)، والناشطة (ماري أيما وولي)، والفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) وغيرهم.      عزيزي،      هلا توقفت عن العمل لبرهة وشاركت معي في لعبة الفلسفة؟ أنا أحاول مواجهة سؤالٍ لطالما كان جلينا، أكثر مما هو على استعداد للإجابة عنه: ما معنى، أو قيمة الحياة البشرية؟ سبق أن تم تناول هذا السؤال من قبل المنظرين خصوصًا من (اخناتون) و(لاوتسي) إلى (برغسون) و(سبيلنغلر). إلا أن النتيجة لطالما شكّلت نوعًا من الانتحار الفكري؛ فالفكر، في جوهر تطوره يبدو وكأنه قد دمّر قيمة الحياة ومعناها. فنموّ المعرفة وانتشارها -الأمر الذي صلّى لأجل حدوثه الكثير من المثاليين والإصلاحيين- أدّى إلى خيبة أمل كادت تحطّم روح عرقنا. لقد قال لنا علماء الفلك إن حياة الإنسان لا تعادل سوى لحظة في حياة نجم، فيما قال لنا الجيولوجيون إن الحضارة ليست سوى فاصل ع

تهمة اليأس \ آرثر شوبنهاور

صورة
  إن كامل الأساس الذي يقوم عليه وجودنا موجودا في الحاضر، ذلك الحاضر الذي ما ينفك يهرب، ولذلك فمن صلب طبيعة وجودنا أنها تأخد شكل الحركة المستمرة، ولا تسمح بأي إمكانية للحصول على الاستراحة التي نسعى دوما من أجلها. نحن مثل رجل يركض نزولا لايستطيع أن يبقى على رجليه إلا إذا تابع الركض وسوف يقع بلا شك إذا توقف، أو أيضا مثل عمود يوازنه المرء على طرف اصبعه، أو مثل كوكب سيصطدم بشمسه في اللحظة التي يتوقف فيها عن متابعة طريقه. إن اللااستقرار صفة الوجود، في عالم كل ما فيه غير مستقر ولاشيئ يمكن أن يبقى بل يدفع نحو الأمام فورا في زوبعة متسارعة من التغيير، حيث الإنسان إذا أراد البقاء واقفا عليه دوما أن يتقدم ويتحرك مثل بهلوان على الحبل، ولا يمكن تصور السعادة في مثل هذا العالم، كيف يمكن لها أن تقطن كما يقول أفلاطون حيث التكون باستمرار وعدم الكون أبدا هو الشكل الوحيد من الوجود. في المقام الأول لا يكون الإنسان سعيدا أبدا بل يقضي حياته كلها يصارع بحثا عن شيء يحسب أنه سيجعله سعيدا ونادرا ما يصل إلى هدفه، وحين يصل، يصل ليصاب بخيبة الأمل وفي أغلب الأحيان تتحطم سفينته في النهاية، ويصل إلى المرفأ بلا سوار أو

موت إيفان إيليتش \ ليو تولستوي

صورة
  في قصة (موت إيفان إيليتش) للأديب الروسي ليو تولستوي، يُحدثنا تولستوي عن إيفان إيليتش القاضي بمبنى محكمة العدل ذو الشخصية القوية والمرموقة في المجتمع، متزوج ولديه أبناء ويعيش حياة تبدو للناظر أنها سعيدة، وعلى الرغم من ذلك لم يسأل إيفان ولو مرة عن معنى حياته إلا عندما أصابه مرض مميت وأصبح على حافة الموت.  وفي مقطع يقول إيفان لنفسه بعد أن أدرك أنه ميت لا محالة : " وكأنني كنت متجهاً نحو الهاوية بينما اعتقدت أنني متجه نحو القمة. هكذا الأمر. فمن وجهة نظر المجتمع كنت متجهاً إلى القمم ولكن في حقيقة الأمر كانت الحياة تفارقني رويداً رويداً وتدفعني باتجاه الهاوية. أما الآن فقد انقضى كل شيء لا شيء باقٍ إلا الموت. إذا ما مغزى الحياة؟ ولماذا ينتهي بنا المطاف إلى الموت المفجع؟ مستحيل. مستحيل أن تكون الحياة بهذه التفاهة والقرف." ليُعيد إيفان حساباته في مفهوم النجاح والمعنى و"لماذا نعيش". نتيجة لإقترابه من الموت واختباره للألم والمرض.  وبهذا يخبرنا تولستوي أن الأزمات الوجودية تجعلنا نعيد كل المفاهيم التي تربينا عليها ونعيد كل حساباتنا مرة أخرى ونختبر الأفكار والمبادئ التي كنا نتكئ