المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٢٨, ٢٠٢٢

قلق السعي إلى المكانة \ الان دو بوتون

صورة
  لعل أسرع طريقة للتوقف عن ملاحظة شيءٍ ما هي ابتياعه، تماماً مثلما هي اسرع طريقة للتوقف عن تقدير شخصٍ ما هي الزواج به أو بها.  نستسلم لغواية الإعتقاد بأن مُنجزات وممتلكات بعينها سوف تمنحنا رضا مستديماً. إننا نُدعى لتخيّل أنفسنا نتسلق الجُرف شديد الانحدار فوق وجه السعادة من أجل أن نبلغ قمته العالية العريضة، حيث يتسنّى لنا عيش حياة رضية هنية بقية عمرنا، من دون أن يُذكّرنا أحد أننا حالما نبلغ القمة سوف نُستدعى مرة أخرى إلى منخفضاتٍ وقيعان جديدة من القلق والرغبة.

رجفة قلب \ مورلي كالاهان

صورة
  سألت "روبرتا" ذات يوم قلت لها: ما الذى يبقيكِ فى خدمة رجل ثمل طوال الليل ألا تخشين عبثى عندما تأخذ الخمر بعقلى؟ ضحكت ثم قالت: يا سيدى كل الذين حاولوا انتهاك جسدى لم يكن يشربون الخمر. لم أر واحداً منهم ثملاً. كانوا يقرؤون ويكتبون ويسْدون النصيحة ويقْطرون بالحكمة ويرسمون الصليب طوال الوقت. وحدكَ أنتَ لم تحاول. قلت: كيف؟! هل تصفين لى كيف أكون فى ثمالتى وكيف تطمئنين إليَّ؟ قالت روبرتا: عندما تأخذك الثمالة تبكى وتردد أشياءً أكاد أن أدونها من فرط إحساسها. قلت: هل تذكرين منها شيئاً؟ قالت: نعم. تُقسم لإمراة أنكَ لا تزال تحبها ولن تحب سواها. ( بالطبع كان يردد اسم زوجته الشابة التى توفيت من الأنفلونزا الأسبانية) قلت: وما الذى يطمئنكِ فى هذا. قالت: اللاشعور يا سيدى ... ! فقلت مندهشاً: ماذا تقصدين باللاشعور؟ قالت: لقد قرأت أننا عندما نغيب عن الوعى تتحكم فينا قوى أعظم وأصدق لا تكذب أبداً ، لأننا ببساطة نكون فاقدين السيطرة عليها. كل شئ فقد الإنسان السيطرة عليه لا يكذب. كل حماقات العالم جاءت من الكذب باسم الوعى يا سيدى. أنتَ فى ثمالتك أصدق من كل الأكاذيب التى رأيتها من أناس يكذبون باسم ال

تحول الحلم لكابوس في مسرحية الدرس ليونيسكو \ د علي خليفة

صورة
  في رأيي أن مسرحية الدرس ليوجين يونسكو تتشابه في بنائها مع الحلم الذي يتجاوز الحقائق ويصنع عالما خاصا به ولكن هذا الحلم ما يلبث أن يتحول لكابوس فإذا بالعالم الهادئ الذي أوجده يصيبه مس الكابوس فنرى بعض أشخاصه وقد تحولوا لسفاحين بعد أن كنا نراهم في صورة حالمة  ففي هذه المسرحية تفتح الستار عن خادمة في منزل مدرس تستقبل تلميذة في الثامنة عشرة من عمرها بترحيب ثم يرحب بها المدرس ويسألها أسئلة سهلة بل ساذجة وتجيب عنها كسؤاله لها عن عاصمة فرنسا وسؤاله لها عن حاصل جمع واحد وواحد وما شابه ذلك من أسئلة لا تتناسب إلا مع التلاميذ الصغار لا طالبة في الثامنة عشرة من عمرها ويثني عليها المدرس ويعرف منها رغبتها في الحصول على دكتوراة شاملة في العلوم والآداب معا وبالطبع هذا عبث ولكنه مقبول في منطق الحلم  ومع تتابع أحداث المسرحية نرى المدرس يقدم معارف مغلوطة للتلميذة عن أشياء كثيرة لا سيما في اللغات التي لا يرى فوارق بينها ولعل المؤلف يعني بهذا أنها تتشابه في كونها فقدت القدرة على إيجاد التواصل بين الناس ومع تتابع أحداث المسرحية تتحول عبارات الثناء من المدرس نحو التلميذة - أو الطالبة بمعنى أصح - لصيحات غضب

دافع الموت الفرويدي \ سلافوي جيجك

صورة
  "إذا كنت تريد أن تتحمل الحياة ، فاستعد للموت".    سيغموند فرويد  إن دافع الموت الفرويدي لا علاقة له أبدًا بالرغبة في إبادة الذات ، والعودة إلى الغياب غير العضوي لكل توترات الحياة ؛  بالأحرى ، إنه عكس الموت تمامًا - انه اسم للحياة الأبدية لـعبارة "الموتى الأحياء" نفسها ، من أجل المصير الرهيب للوقوع في فخ التكرار اللانهائي للتجول في الشعور بالذنب والألم.  إن التناقض في " دافع الموت '' لدى فرويد ، هو أن فرويد يستخدمه للإشارة إلى نقيضه تمامًا ، أي الطريقة التي يظهر بها الخلود في التحليل النفسي ، كفائض خارق للحياة ، دافع "اللا موت'' يتجاوز الدورة (البيولوجية) من  الحياة والموت المستمران في الظهور والموت.  إن الدرس الحقيقي للتحليل النفسي هو أن الحياة البشرية ليست مجرد " حياة عادلة '': فالبشر ليسوا على قيد الحياة ببساطة ، إنهم مهووسون برغبة غريبة في الاستمتاع بالحياة بشكل مفرط ، وهم مرتبطون بشغف بالإفراط الذي يبرز ويعطل الحياة الطبيعية.  و مجرى الأمور.

الإخوة كارامازوف \ دوستويفسكي

صورة
   تحليل نفسي مرعب من دوستويفسكي:  لا تكذب على نفسك، إنّ من يكذب على نفسه، ويرضى بأن تنطلي عليه أكاذيبه يصبح عاجزا عن رؤية الحقيقة. فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وينتهي أخيرا إلى فقد إحترامه لنفسه ولغيره. وإذا أصبح لا يحترم أحدا أصبح لا يحب أحدا، فإذا هو من أجل أن يتسلّى، لأنّه أصبح بغير حب، يستسلم للأهواء ويندفع وراء الملذّات الخسيسة، ويصل إلى درجة الحيوانية، وما هذا كله إلا لأنه يكذب بغير انقطاع، يكذب على غيره وعلى نفسه.

الأنا آخر \ ليديا راميريز

صورة
  الأنا آخر I is an other * مقال لليديا راميريز نشرت في The Lacanian Review 10 كم هو عدد الآخرين الذين يشكلون أناي، وأقول أناي معتبرة ياء المتكلم مجرد استتباع لغوي لكلمة "أنا"، على اعتبار أن ما يمكن أن نعتبره مركزاً لجاذبيتنا، هو بكل تأكيد، خارج مجال سيطرتنا، وينتمي لآخر غير معروف؟ أشار جاك لاكان إلى ذلك في سيمناره الثاني قائلا:" الشعراء، كما نعلم جميعاً، لا يعرفون ما يقولون، لكنهم مع ذلك، يتمكنون من قول الأشياء قبل أي شخص آخر". آخذا كمثال عبارة أرثر ريمباود "الانا آخر". أعاد زمن الجائحة الذي نعيش به، إحياء تلك الفكرة التي قدمها لاكان، وهي أن البارانويا أساسية في تكوين الذات. " أكثر ما تم إساءة فهمه من قبل الإيغو هو بالضبط ما يشار إليه، أثناء التحليل، عند التكلم بالضمير "أنا" " (جاك لاكان السيمنار 2).    هذا الآخر المجهول هو اليوم موضع شك واتهام كونه يأوي فيروساً مميتاً. أن تولد في اللغة، وأن تدخل فيها من خلال تسجيل دخول يقدمه الآخر (الاخر كاسم المستخدم)، أن يتم التحدث بك من قبل الآخر قبل أن تبدأ بالنطق بكلماتك الخاصة، أن يتم تعريفك بكو

العصر الحديث \ جوزيه ساراماغو

صورة
  نشر جوزيه ساراماغو في كتابه (المفكرة) مقالة قصيرة، يصف فيها العصر الحديث الذي نعيشه، فيقول: في كل يوم تختفي أنواع من النباتات والحيوانات، مع اختفاء لغات ومهن. الأغنياء يزدادون غنى والفقراء دومًا يزدادون فقرًا. في كل يوم على حدة ثمة أقلية تعرف أكثر، وأخرى تعرف أقل. الجهل يتسع بطريقة مخيفة حقًا. في هذه الأيام نمر بأزمة حادة في توزيع الثروة. فاستغلال الفلزات وصل إلى نسب شيطانية، الشركات المتعددة الجنسية تسيطر على العالم. لا أعرف إذا ما كانت الظلال أم الخيالات تحجب الواقع عنا. ربما يمكننا مناقشة الموضوع إلى ما لا نهاية. ما هو واضح حتى الآن هو أننا فقدنا مقدرتنا النقدية على تحليل ما يحدث في العالم. إذ نبدو محبوسين بداخل كهف أفلاطون. لقد تخلينا عن مسؤوليتنا عن التفكير والفعل. فقد حولنا أنفسنا إلى كائنات خاملة غير قادرة على الإحساس بالغضب، وعلى رفض الانصياع، والقدرة على الاحتجاج التي كانت سمات قوية لماضينا الحديث – إننا نصل إلى نهاية حضارة ولا أرحب بنفيرها الأخير. إن مجمع التسوق (المول) هو رمز عصرنا. لكن لا يزال ثمة عالم مصغر ويختفي بسرعة، عالم الصناعات الصغيرة والحِرف. ففي حين أنه من الواض