المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر ٢٥, ٢٠٢١

لماذا لم نتفلسف بعد ؟

صورة
  لماذا لم نتفلسف بعد؟ سؤال محرج لنا نحن -المنشغلين بالفلسفة-، سؤال يقظ عقولنا المنبهرة بالتجارب الفلسفية الكونية، التي نجد أنفسنا مهتمين بإنجازاتها الكبرى، منهمكين باستعادتها، فلا يبلغ أقصى جهدنا واجتهادنا سوى إعادة صياغتها، من غير أن تبلغ بنا الجرأة إلى ولوج عتبة تجربة التفلسف، بما هو عتبة الإبداع الفلسفي؟ ربما تكمن علة هذا الأمر -في منظوري الشخصي- في ما أسميه (حجاب التجربة). فما معنى (حجاب التجربة)؟ يعبر (حجاب التجربة) عن وضعيتي التالية، بما هي وضعية-مشكلة، كوني إنساناً ينتمي إلى جماعة الإنسانية وإلى أفقها الفكري وإلى تراثها العقلي الحالي، والذي أعي صيرورته عموماً أو أعي جزءاً من تجلياته في صيغ تجارب فلسفية بعينها، غير أني على الرغم من كل هذا التفاعل، لا أجرؤ على التفكير، بل على التفلسف. وضعيتي الحالية هي وضعية المنفعل الذي أقصى ما يفكر فيه، إنما هو ما تم التفكير فيه سلفاً، ومن ثمة فأنا مازلت بعد مفصولاً عن قدرتي على التفكير بما هو شكل جديد لتجربتي الروحية. حجاب التجربة يقلص قوتي على التفكير، فلا يجعل مني ككائن لم يفكر بعد سوى ذلك الباحث عن موضع لا يحقق سوى مهارتي في استقبال المفاهي

موريسكي

صورة
  لفظة "موريسكي" رمز الإستئصال والإبعاد والإقصاء والقهر والنفي ... وهو عنوان للوعي الشقي..   مأساة الموريسكي، مأساتنا جميعا، من أجل التعبير عن الألم الشخصي، الفردي والجماعي، حيال عالم "كافكاوي" في صورة تيمات شعرية ينتظمها خيط العبث والجنون والألم :_تيمة الموت، موت الكائن، باعتباره أفقا للحياة. _القناص الذي يحترف الموت ضدا عن الحياة. موت ذات الكرسي المتحرك التي تعشش في الذاكرة. _موت الشاعر، أو حينما يصير الموت، موتنا جميعا، موضوعا للفرجة والتأمل. _الناس غير جديرين بالحياة والوجود . _الحياة "سيرك" عجيب ينطوي  على العبث والعدمية. _سؤال الوجود يقود إلى التحرر من عبث القهر اللاهوتي، وكل ما هو متعالي عن الشرط الإنساني. _المرأة، رفيقة الوجود، ظل لضعفنا الإنساني. _المومس، الوجه الآخر للبؤس الإنساني، تعبير عن الإفلاس الأخلاقي والإنساني. _الموت قدر كل الكائنات، بما فيها الجن. _انتفاء الحب في غياب الشروط الإنسانية التي تسمح بالحب. _الحياة شبيهة بلعبة "الكوريدا"، حيث قدر الثور/الإنسان هو الموت. _الهجرة نحو العبث والجنون من أجل حياة لا طعم لها. _انتظار القيام

أورفيوس

صورة
  أسطورة الموسيقي أورفيوس صاحب القيثارة التي عزف عليها معزوفات الحب الحزينة لزوجته الراحلة يوريديس ! ‏أورفيوس ابن ربة الشعر كاليوبي وأبولو إله الفن في الأساطير الإغريقية .. كان عازف القيثارة الذي لا يجارى ولم يقاوم سحر صوته وعزفه أحد ! ‏حين ذاق أورفيوس عذاب الفراق ذهب في مغامرة كبرى لاسترداد حبيبته من العالم السفلي .. حاملا قيثارته مؤمنا أنها ستحقق له المعجزات ولن يقاومها أحد ! ‏في رحلته الملحمية كانت القيثارة تلين لها القلوب حين يغني : " إستمع إلى مصيبتي إستمع إلى سبب مجيئي إلى هنا" وانتزع بها وعدا لاسترجاع يوريديس ! ‏كان الشرط الذي قبله أورفيوس ليعبر مع يوريديس الممر الفاصل بين عالم الأحياء والموتى .. ألا يلتفت خلفه ويقاوم أشواقه لرؤية وجه حبيبته الجميلة ! ‏كان أورفيوس لا يسمع صوت خطوات يوريديس .. ولا يحس لها وجودا خلفه وقاوم أشواقا في النهاية غلبته .. وما كاد يفعل حتى تلاشت يوريديس فاقدا إياها للأبد ! ‏ولم يجد أورفيوس الذي عاش هائما بلا وجهة إلا قيثارته معه ينشد الشعر الحزين عن مأساة حبه الضائع يوريديس .. ويعزفها ألحانا تنفطر لها القلوب ! 

الفن والفلسفة

صورة
  سؤال العلاقة بين الفن والفلسفة كان دوما سؤالا ملتبسا، زاد من التباسه في الأفهام أنه حظي بإجابات شديدة التباين والاختلاف من قبل اتجاهات التفكير والتفلسف، حيث ذهبت إلى حد بلورة مواقف متناقضة في تحديد طبيعة الممارسة الفنية وتقدير وظيفتها وقيمتها؛ إذ من الملاحظ أن الفكر الفلسفي تجاذب في سياق تطوره التاريخي علاقة لم تخل من تصارع وتعال على الفن، لكن في أحايين أخرى نجد تقديرا خاصا للأسلوب الفني يذهب إلى حد استصغار الفلسفة في مقارنتها معه، حتى في حقلها الذي هو إدراك العالم وفهم الوجود. ولذا، فلا عجب أن يخلص القارئ لنصوص الفكر الفلسفي إلى إبصار مواقف متناقضة في تقييم الفلسفة للخطاب الفني وتحديد مرتبته بين الأقاويل / الخطابات الثقافية. ويمكن أن نستحضر كمثال على المواقف الموغلة في احتقار الفن ونبذه، الفلسفة الأفلاطونية التي نظرت إلى الفن بوصفه وهما، يقتصر على محاكاة الوجود الحسي الذي هو بدوره مجرد تقليد لعالم المثل؛ ورأت في الأسلوب الفني مجرد منظور قاصر في التعاطي مع الوجود وعاجز عن إدراك ماهياته، بل بلغ أفلاطون في تنظيره اليوتوبي للجمهورية الفاضلة إلى حد نبذ الفن والفنانين من هذه الجمهورية، لع

لوحة سفينة الحمقى Ship of Fools \ هيرونيمُس بوش

صورة
  رسمت بين عامي 1490–1500 إذا حوَّلنا خيالنا بعيداً عن مشهد السفينة هذا إلى شاطئ مدينة أوربية في القرن الخامس عشر يمكننا تصوُّر أهل المدينة يجمعون الحمقى والمجانين الهائمين في الطرقات، لينبذوهم في البحر وتنعم المدينة بالسلام. تُصوِّر سفينة الحمقى للرسام هيرونيمُس بوش Hieronymus Bosch فكرة خيالية رمزية يمكن تقفّي جذورها إلى ما كتبه أفلاطون في حوار” الجمهورية” والتي أغناها خيال البشرية عبر العصور. يمكننا تخيُّل نظرة المجتمع إلى شخصيات لوحة بوش هذه والتي يبدون فيها هائمين في الغناء والشراهة والشهوة. وإن كانت تُربَط نشاطات الشخصيات إلى الخطايا في الديانة المسيحية بوصفها دليلاً عن حماقتهم وإدانة لها، أو كان يُنظر إليها من منظور طبي (ما زلنا في مدينة أوربية من القرن الخامس عشر!) كونهم أصحاب "أمزجة بلغمية" ناجمة عن فرطٍ في سائل البلغم في الجسم حسب نظام الأخلاط الطبي القديم، فلا شك أنَّ وبالاً غامضاً يلفّهم ويستدعي النّبذ. استوحى بوش لوحته من كتاب سفينة الحمقى لسيباستيان برانت تنطلق فيه سفينة – أسطول كامل في البداية – إلى بازل نحو فردوس الحمقى بينما تحمل اللوحة للبعض بُعداً تشاؤمياً

حالة السعادة والطمأنينة \ أبيقور

صورة
  عندما تحدث أبيقور عن السعادة في الحياة كان يستخدم كلمة "ataraxia" وهي كلمة يونانية تعني "الطمأنينة" و"الهدوء" و"راحة البال"  وكان يعتقد إن الإنسان يستطيع أن يصل لمرحلة الطمأنينة أو راحة البال عن طريق التخلص من القلق والجزع . كان يري أبيقور أن احتياجات الإنسان قليلة ، ويسهل عليه الحصول عليها، ويستطيع الإنسان تحمل أي معاناة ضرورية . وكان يري أن هناك أعداء لحالة ال"ataraxia" أو"الطمأنينة" منها: جمع الثروات وتحقيق الشهرة فالشهرة مثلاً تنطوي على آراء الآخرين بنا، وتقتضي أننا يجب أن نعيش حياتنا كما يرغب الآخرون، ولكي نحقق الشهرة ونحافظ عليها، يجب أن نحب ما يحبه الآخرون، ونتجنب كل ما يريدنا الآخرون أن نتجنبه  ففي رأي أبيقور الشهرة والحياة في السياسة علينا أن نهرب منها  وأما عن الثروة، فعلينا أن نتجنبها فهي فخ، فكلما كسبنا أكثر، ازدادت شهوتنا لنكسب المزيد وإذا لم تتحقق شهوتنا تلك يزداد حزننا عمقاً ولذلك يقول أبيقور:"إذا كنتم تتوقون إلى السعادة، لا تهدروا حياتكم في السعي للحصول على شيء لستم بحاجة إليه فعلاً".