المشاركات

عرض المشاركات من يناير ١٣, ٢٠٢٢

عزاء الفلسفة \ بوئثيوس

صورة
  إن كنت في سجن منتظرًا لحظة إعدامك، أستمضي حينها أيامك الأخيرة تكتب مؤلَّفًا فلسفيًّا؟ بوئثيوس فعل. وانتهى الأمر إلى أن يكون هذا أشد المؤلَّفات التي كتبها شيوعًا. كان أنيسيوس مانليوس سِفرنيوس بوئثيوس (525-475)، كي نمنحه اسمه الكامل، واحدًا من آخر الفلاسفة الرومان. مات بعد عشرين عامًا فقط من سقوط روما في يد البرابرة. ولكن في الوقت الذي كان فيه حيًّا، كانت روما تنحدر مسبقًا. وفكّر في الفلسفة مثلما فعل زميلاه الرومانيان كيكرو [باللاتينية الكلاسية] وسنيكا باعتبارها نوعًا من العون الذاتي، طريقة عملية تحسّن بها مجرى حياتك بقدْر ما هي مراس على الفكر المجرد. كما إنه زوّد اليونانيين القديمين أفلاطون وأرسطو بخط اتصال، إذ ترجم أعمالهما إلى اللاتينية، محافظًا بذلك على أفكارهما حيةً في وقت كان يحيق بها خطر الضياع إلى الأبد. كونه مسيحيًّا، فإن كتاباته استمالت الفلاسفة المتدينين الورعين الذين قرؤوا كتبه في العصور الوسطى. إذًا أنشأت فلسفته جسرًا ينطلق من المفكرين اليونان والرومان إلى الفلسفة المسيحية التي ستسيطر على الغرب لقرون بعد وفاته. كانت حياة بوئثيوس مزيجًا من الحظ الحسن والحظ السيئ. قلَّده الم