المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٤, ٢٠٢١

لودفيغ فتغنشتاين يعيد إلى اليقين اعتباره الفلسفي

صورة
  لم ينشر الفيلسوف النمساوي الشهير لودفيغ فتغنشتاين (1889 – 1951) في حياته سوى كتاب "رسالة منطقة فلسفية"، بالإضافة إلى مقال "بعض ملاحظات على الصور المنطقية". ويقول في مقدمة هذا الكتاب إنه لن يفهمه "إلا أولئك الذين طرأت لهم الأفكار نفسها الواردة فيه، أو طرأت لهم على الأقل أفكار شبيهة بها، ولذا فهو ليس كتاباً مدرسياً، وإنه يحقق الغاية منه لو أنه أمتع قارئاً واحداً قرأه وفهمه". كان لديه تصور بأن أفكاره قد أسيء فهمها إلى حد كبير. وبعد وفاته توالى صدور كتبه المخطوطة من قبل تلاميذه، وأغلبها لم يترجم إلى العربية حتى الآن. كما أنها قليلة هي الكتب العربية التي تناولت شرح فلسفته، وأقدمها أنجزه عزمي إسلام ضمن سلسلة "نوابغ الفكر الغربي" (دار المعارف) بعنوان "لودفيغ فتغنشتاين"؛ وهو خلاصة أطروحته للدكتوراه التي نوقشت في كلية الآداب بجامعة عين شمس في عام 1966، وأشرف عليها زكي نجيب محمود. وترجم عزمي إسلام لفتغنشتاين كتابي "رسالة منطقية فلسفية"، و"بحوث فلسفية". وهناك أيضاً لجمال حمود كتاب يتناول فلسفة فتغنشتاين في جانبها اللغوي، عنوا

في مهب الريح \ ميخائيل نعيمه

صورة
  أما كفى الإنسان حرباً أنّه في كلّ لحظة من وجوده يناضل ضدّ الجوع والحرّ والقرّ والمرض والجهل والموت ؟ أما كفاه أنّه في جهاد دائم مع نفسه حتى يُفرَض عليه الجهاد ضدّ إنسان مثله منهمك في حربه مع الجوع والحرّ والقرّ والمرض والجهل والموت ، وفي حربه مع نفسه ؟ أليس الأحرى بمحاربَين يقاتلان عدوّاً واحداً في ساحة واحدة أن يوّحدا قواهما في محاربة العدوّ المشترك بدلاً من ن يهدراها هدراً في حربهما الواحد ضد الآخر ، فيسلم العدوّ ويهلكا ؟ ذلك ما يقضي به المنطق السّليم وتفرضه المصلحة الحقّة . إلّا أنّ لكبار العالم منطقاً لا ينطبق على المنطق ، ومصلحة تنافي كلّ مصلحة . ففي منطقهم أنّه إذا التقى جائعان يفتّشان عن رغيف فالمصلحة تقضي على أحدهما أن يفتك بالآخر ليكفل لنفسه الرغيف الذي ما يزال في عالم الغيب بدلاً من أن يتعاون الاثنان في التفتيش حتى إذا ظفرا بالرغيف اقتسماه فكان حياة لكليهما . وإذا ترافق اثنان في طريق وانبرى لهما نمر فمن مصلحة الواحد أن يبطش برفيقه بدلاً من أن يتكاتف وإيّاه على البطش بالنمر . وإذا سار اثنان في ظلمة دامسة فمن الخير لأحدهما أن يفقأ عيني رفيقه لتنكشح الظلمة من حواليه ويبصر طريق

أحدهم طار فوق عش الوقواق

صورة
  ماذا بكم بحق الجحيم! أتقبعون هنا برغبتكم؟! أتتذمرون من الأوضاع وكيف هي متسلطة عليكم، أتحنقون من سيطرتها بأقل التفاهات ومعاونة زبانيتها على قمعكم، ثم تخبروني أنكم هنا بكامل حريتكم! ماذا تفعل هنا يا بيلي؟! من المفترض أن تكون بالخارج تمرح هنا وهناك، تصادق الفتيات وتطارحهن الغرام. أتقبل بمصح عقلي بدلًا من تلك الحياة! ماذا بكم لعنكم الله! أتفضلون الغوص بهذا الجحيم عن مواجهة الحياة بالخارج! أتخشون المواجهة؟! لماذا؟ أتظنون بأنكم مجانين! كلا كلا.. كلا يا سادة، لا فرد من هؤلاء السائرين بالطرقات أقل منكم جنونًا.. بل أنتم أعقل وأكثر إتزانًا، بل جنونكم يا أوغاد في تفضيل هذا المستنقع عن العالم الخارجي الناضح بالحرية والحياة! سحقا لكم على ما تفعلون! هكذا خاطب مكمرفي (جاك نيكولسون) نزيل المصحة العقلية زملاءه من المرضى في خطاب تحفيزي شديد اللهجة عله يفلح في إقناعهم بالتمرد عن واقعهم المزري في مؤسسة صحية لا تقدم سوى القمع و الإستعباد لنزلاءها الذين تشبثوا بقضبانها و إنصاعوا لسجانيهم ذوي البدلات البيضاء، و ظل مستميتا في وجه الممرضة رتشد التي تنطوي شخصيتها القاسية على برود و جمود عاطفي تجاه المرضى و ال