المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٣, ٢٠٢١

مُجتمع الاِستهلاك \ جَوْن بودريلّارد

صورة
  إنَّ الإغتراب في وَقتُ الفِراغ لأَنأَىٰ مِن أنْ يُسْبَرُ غَوْرُه: إذ هو لا يَنتمي مُباشرَةً إلىٰ مَرؤُوسِيّة وقت العَملِ، بل هو مُرتبطٌ بعدم إمكانيَّة إضَاعَة وقت المرءِ. إنَّ القَيمة الاِستغلاليَّة الحقَّةُ للوقتِ، تلكَ القَيمة الاِستغلاليَّة الَّتي يُحاوِّل وقت الفراغ يائسًا رَدّها ما هي إلَّا قيمةٌ ضائِعة. الإِجازات هي هٰذا السَّعيُ لوقتٍ يُمكنُ للمرءِ أن يِضيِّعَهُ بكلِّ ما تحمل الكلمة مِن معنىٰ ودلالة، دونَ أن يُدغمَ هٰذا الضَّياع في الوقتِ بدورهِ في الحُسبان، دونَ أن يكونَ هٰذا الوقتُ ”في غضون ذٰلك“ بطريقةٍ ما ”مَحْروزًا“. في نظامنا الإِنتاجي والقوَّىٰ الإِنتاجيَّة، لا يُمكِن للمرءِ أن يَكسبَ إلَّا وَقتهُ، فهٰذهِ الجَبرية تُثقِلُ على وقت الفراغ كما يُثقلُ العَملُ بكاهلنا. إذ ليسَ بمقدور المرءِ إلَّا أن يَستغلَّ [مُطالِبًا] وقتهُ، ولو عبرَ اِستَعَانةٍ مفرَّغةٍ مِن أيّ مضمونٍ بشكلٍ تُذهِل. حيثُ يظلُّ وقت الفِراغ في الإِجازات مِلكيَّة خاصَّة تخصُّ صاحِب الإِجازة، مِلكيَّة اِكستبها بِعرق حبينهِ على مَدار العَام؛ إنَّهُ لشيءٌ يَملُكُهُ، ويَمتلكه لأنَّهُ يمتلكَ أغراض أُخرىٰ – وهو لشي

سيوران متحدثاً عن بيكيت

صورة
  لفهم هذا الرجل المتقوقع على نفسه، يجب أن نركز على عبارة (تفكيك الذات)، الشعار الضمني لكل لحظاته، وكل ما يندرج تحتها من عزلة وتحفظ وعناد لهذا الكائن الانطوائي الذي يسعى بلا هوادة في مثابرة لا نهائية. في البوذية، يُقال عن الحذق الذي يسعى إلى التنوير أنه يجب أن يكون عنيداً مثل (فأر ينخر في تابوت)، فكل كاتب حقيقي يبذل جهداً مشابهاً، فهو المدمر الذي يُضيف إلى الوجود، ويُثري بتقويضه. (إن ما نملكه من وقتِِ على الأرض ليس مديداً بما يكفي لاستنزافه على أي شيء سوى ذواتنا)؛ ملاحظة الشاعر هذه تنطبق على من يرفض اللا جوهري والعرضي والآخر، وعليه فأن بيكيت أو فنه الأدبي المتفرد يشدد على أن يكون المرء ذاته. زد على ذلك، ليس هناك أنفة ظاهرية أو سمة أساسية تسم وعي المرء الفريد من نوعه، فلو لم تكن كلمة (الكياسة) قد وُجدت من قبل، لكانت اختُرعت لأجله. بالكاد يمكن اعتباره كائناً معقولاً لكنه مرعبٌ بكل تأكيد، لا يستخف بأحد ولا يدرك الوظيفة الصحية للضغينة وفضائلها المفيدة وميزتها التنفيذية. لم أسمعه يتحدث بسوءِِ ابداً عن أصدقاءِِ أو أعداء، وهو شكل من أشكال السمو الذي أشفق بسببه عليه، والذي عانى منه دون وعي. لو