المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٤, ٢٠٢١

أحلام ديكارت : خرافات العقلاني الورع

صورة
  في العاشر من نوفمبر سنة 1619، كان رينيه ديكارت يجلس بكسل أمام المدفأة، ليرتاح من تجواله اليومي الذي يمضيه متأملاً الفلسفة ومشاكلها. غفا الشاب الكسول ذو الثلاثة والعشرين ربيعاً، وتتابعت في غفوته أحلام ثلاثة، اعتقد أنها رؤى إلهية، ودعوة لنشر الحقيقة والحكمة في هذا العالم الأرضي. كغيره من الأنبياء وأصحاب الرؤى، لم يتردد في قبول الدعوة، ونشرها بحماسة مجاهداً في سبيلها. فور استيقاظه سجّل أحلامه بدقة. الحلم الأول معقّد ومركّب: هاجمته أشباح شريرة وهو يتجوّل في شوارع المدينة، وجعلته ينحني على يده اليسرى أثناء مشيه، وليس اليمنى لأنها كانت تؤلمه بشدة. بهذه الطريقة المضحكة، وصل الشاب إلى مدرسة الكنيسة، ولكنه لم يستطع الدخول بسبب قوة الرياح. في باحة الكنيسة أخبره أحدهم أن السيد س يريد أن يراه ليعطيه شيئاً يخصه، وفكّر ديكارت بأنها بطيخة من بلد أجنبي. لاحظ أن هذا الشخص وآخرون اجتمعوا في الباحة ليتحدثوا كانوا يقفون بطريقة عادية وكأن لا وجود للرياح العاصفة التي تعبث به مما أثار استغرابه. الحلم الثاني قصير ومخيف ببساطته: سمع الشاب صوت انفجارات كبيرة، اعتقد أنها الرعد. نظر حوله في غرفته، فرأى شرر نار