المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ١٨, ٢٠٢٢

قطيع الماشية \ فريدريك نيتشه

صورة
    ‏تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس و اليوم، إنه يتقافز، و يأكل، ويسترخي و يجتر ما يأكله، ثم يتقافز مرة أخرى، وهكذا من الصباح حتى الليل ومن نهار إلى نهار، مقيداً باللحظة وسرورها أو استيائها، وبالتالي لا هو بكئيب، و لا يشعر بالملل. هذا مشهد صعب على الإنسان رؤيته، فعلى الرغم من أنه يحسب أنه أفضل من الحيوانات لأنه إنسان، فإنه لا يسعه إلا أن يحسدها على سعادتها ، فما تملكه، حياة لا تشعر بالملل أو الألم، و هذا هو ما يريده بالضبط، ومع ذلك لا يستطيع الحصول عليه لأنه يرفض أن يكون كحيوان.‏ قد يسأل إنسان حيواناً: "لماذا لا تتحدث معي عن سعادتك، بل تقف و تحدق إلى وجهي فقط؟". سيود الحيوان أن يجيب قائلاً: " هذا لأنني دائماً ما أنسى على الفور ما أردت أن أقوله"، لكنه نسي حينها هذه الإجابة أيضاً، وظل صامتاً: تاركاً الإنسان لدهشته.

ليس في وسعنا عمل شيء \ اميل سيوران

صورة
ليس في وسعنا عمل شيء. هكذا ظلت تلك العجوز التسعينية تردّ على كل كلامي ، على كل ما صرخت به في أذنيها حول الحاضر، حول المستقبل، حول سير الأشياء.. تركتُها ساخطاً عليها، و ما أن صرت في الخارج حتى انقلبت مشاعري رأسا على عقب ، العجوز على حق. كيف لم أُدرك فوراً أن مقولتها الرتيبة تلك تتضمن حقيقة، قد تكون أهم الحقائق على الإطلاق، بما إن كل ما يحدث يُنادي بها و كل ما فينا يرفضها.