المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ٢٤, ٢٠٢١

الإدراك \ سينيكا

صورة
  إننا نسمّي الإنسان سعيدًا إذا كانَ مُدركا للحقيقة ومُتحرّرًا من سيطرة الرغَباتِ والأحاسيس والألم والخوف، وإلا سيكون كالبهيمَة مَعَ فرق واحد وهو أن البهائم تفتقر إلى العقل، في حين أنه هو يسيء استعمال عقله. فلا أحد يُمكن أن يدعي أنه سعيد إذا كان جاهلا الحقيقة وخصوصا حقيقةً ذاتِه؛ ذلك أن أساس الحياة السعيدة هُوَ الاسْتِقَامَةً وسلامة الحكم. فمن هو الإنسانَ الْمَالِك لِزمَام ذاتِهِ الذي يقبل أن يبقى تحت سيطرة أحاسيس الجسَدِ؟ لن تكون النفس إلا أكثر تعاسَة إذا أصرت عَلَى السّعي وراء اللَّذة الماديّة، كما لن نكونَ سعداء من دونِ العقل السليم؛ فإذا ما بالغنا في التفكير في المستقبل وبناء الآمالِ يكونَ ذلك مصدر آلام. فنكونَ سُعداء إذا قبلنا بحاضرِنَا مهما كان وإذا أحببَنَا ما نحن عليه؛ ونكونَ سُعداء أخيرًا عندما نترك للعَقلِ مُهمّةً تدبيرِ جميع ما يتعلّقُ بوجودِنَا”.

الجمال \ إكن "حكيم ياباني"

صورة
  أولئك الذين يستطيعون أن يستمتعوا بجمال السماء من فوقهم، وجمال الأرض من تحتهم، ليس بهم حاجة إلى أن يغبطوا الأغنياء على رفاهية عيشتهم، لأنهم عندئذ يكونون أغنى من أغنى الناس .. إنك لن تجد أبداً صباحين أو مساءين على أتم تشابه .. ففي لحظة ما قد يحس الإنسان كأن جمال الدنيا بأسره قد انمحى؛ لكن ما أن ينهض الإنسان من نومه في الصباح التالي،يجد الجمال يملأ الدنيا من جديد ..

الطريق الحزين \ ياكوب شيكاندر

صورة
  الطريق الحزين لوحه رائعه للفنان ياكوب شيكاندر ، في هذه اللوحه  نرى امرأة تركب في مؤخّرة عربة يجرّها حصان وتحمل كفناً.  ويبدو أن المرأة ترمّلت قبل الأوان، وهي تحدّق في الطريق الموحل أمامها بخواء، بينما يمشي إلى جانبها رجل، وكلاهما يرتديان أحذية خشبية. وفي خلفية الصورة، يظهر نهر في حالة فيضان. القصّة تحدث في نهايات الخريف، أي مع تساقط آخر أوراق الشجر.  إذا كانت الصور انعكاسا لذهنية صاحبها، فما من شكّ أن عالم هذا الرسّام قاحل وكئيب.

أشعر \ نضال غريبي

صورة
  لا أشعر بشيء، وهذا اللّاشيء يقتلني، أتمنّى فعلا أن أجد إجابة تشفي غليلي لسؤال كيف حالك، فلا إجابة بخير تصفني، ولا عكسها يفعل .. أشعر كأنني أمتلئ بكل شيء حدّ الإنفجار، وكأنّني فارغ حدّ الخواء، لدرجة أن أحسّ بفراغ فيزيائي كما الفجوة في صدري، أشعر بالرغبة في كل شيء، وبالتعفّف عن الأشياء جميعها، فكأنني أريد الشيء ولا أريده .. أشعر بالجبروت والإنكسار، أشعر بالنرجسيّة حدّ المرض وبالتّواضع حدّ الوضاعة، أشعر كأنّني لست أهلا لهذا الوجه البائس، أشعر وكأنّ هذا الوجه لا ينتمي لي، أشعر بالعظمة حدّ التغطرس وبالضّعف حدّ البكاء، أشعر بالتحّرر حدّ الطّواف وبالإنتماء حدّ الإختناق .. لا أشعر بشيء .. أشعر بكلّ الأشياء، إلّا أنا، لا أشعر بي .. لم تعد بي رغبة بالبكاء ولا بالضحك .. لم تعد بي رغبة بالحياة ولا توق للموت .. كيف حالي؟؟