المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٣١, ٢٠١٩

الإعتراف قصة قصيرة _ أنطون تشيخوف

صورة
كان النهار صحواً، صقيعياً...وكانت نفسي منشرحة، مغتبطة، كنفس حوذي أخطؤوا معه فأعطوه روبلاً ذهبياً بدلاً من عشرينية. كانت تنتابني رغبة في البكاء، في الضحك والصلاة...كنت أشعر أنني في السماء السابعة. فللتو قد جعلوا مني أمين صندوق! لم أكن أشعر بالفرح لأنه قد أصبح بإمكاني الإستيلاء. فأنا حينذاك لم أكن قد صرت لصاً بعد،ولو أن أحداً حينها قال لي أني سأصبح لصاً لدمّرتُه... بل كنت فرحاً لسبب آخر: هو ترقيتي في الوظيفة، والعلاوة التافهة في الراتب فقط لا غير. ثم إن هناك أمراً آخر كان يفرحني. فما إن أصبحت أمين صندوق حتى صرت أشعر كما لو إنني قد ارتديت نظارة وردية. فجأة أخذ يبدو لي أن الناس قد تغيروا. أي بشرفي. كلهم كما لو أنهم قد أصبحوا أحسن مما كانوا. الدميمون أصبحوا جميلين، والأشرار أصبحوا أخياراً، والمتكبرون أصبحوا متواضعين، ومبغضوا الناس أصبحوا من محبيهم. لكأن ذهني قد أشرق.صرت أرى في الإنسان خصالاً رائعة لم أكن أفترض وجودها من قبل فيه. كنت أقول وأنا أنظر إلى الناس وأفرك عيني: «غريب! إما أن أمراً ما قد حدث لهم،أو أنني كنت من قبل غبياً ولم أكن ألاحظ كل هذه الخصال. يا لروعة هؤلاء الناس!» وكان ممن