المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ١٣, ٢٠٢١

البحث عن الزمن المفقود \ مارسيل بروست

صورة
  حتى الفعل البسيط جداً الذي ندعوه “رؤية شخص نعرفه” فعل فكري في جزء منه. فإننا نملأ المظهر المادي للكائن الذي نراه بجميع المفاهيم التي نحملها عنه، وتحتل هذه المفاهيم بالتأكيد القسم الأكبر في المظهر الكلي الذي نتصوره، ويبلغ بها الأمر أن تنفخ الوجنتين تماماً وأن تتابع خط الأنف بالالتصاق الدقيق به وتنجح إلى حد بعيد في تلوين رنة الصوت كما لو لم يكن هذا الأخير سوى غلاف شفاف حتى أننا في كل مرة نرى هذا الوجه ونسمع هذا الصوت فإنما نعود فنلقى هذه المفاهيم ونسمعها. العادة! إنها مدبر ماهر ولكنه بطيء جداً يبدأ بتسليم تعقلنا للألم على مدى أسابيع في دار سكن مؤقتة، ولكن فكرنا سعيد على الرغم من ذلك في العثور عليها لأنه بدون العادة، وإن اقتصر على وسائله الخاصة، فسيعجز عن جعل أي منزل قابل للسكن ، وربما كان جمود الأشياء من حولنا مفروضٌ عليها من جرّاء يقيننا بأنها هي نفسها ولا شيء سواها، ومن جراء جمود فكرنا في مقابلها.

الإنسان بين الجوهر و المظهر \ اريك فروم

صورة
  إذا كنت أنا هو ما أملك، ثم فقدت ما املك، فمن أكون؟ لن يبقى سوى شاهد مهزوم، متضائل، مثير للشفقة  ‏محاولة الإنسان التملك تركته ينفصل عن العالم و الإغتراب عن نفسه و منها تم تعطيل التفكير و الإرادة و تزييف الوجود. _ الإنسان بين الجوهر و المظهر  

ﺍﻭﺭﻓـﻴــﻮﺱ \ ﻏﻮﺳﺘـﺎﻑ ﻣـﻮﺭﻭ

صورة
  ﺍﻭﺭﻓـﻴــﻮﺱ - ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ العالمي ﻏﻮﺳﺘـﺎﻑ ﻣـﻮﺭﻭ ﺭﺳﻤﺖ ﻋﺎﻡ 1865 ﺯﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺎﺵ 33 × 44 ﺳﻢ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻭﺭﺳﺎﻱ ﺑﺎﺭﻳﺲ . ﻛﺎﻥ ﻏﻮﺳﺘﺎﻑ ﻣﻮﺭﻭ ﺭﺳﺎﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻔﻀّﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ . ﻣﻮﺭﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺑﺮﺳﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ . ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻴﻤﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻣﺎﺗﻪ ، ﻭﺍﺣﺪﺍﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ " femme fatale " ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺴﺪﻫﺎ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺎﻟـﻮﻣﻲ ﻣﺜﻼ . ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻀﺞ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﺝ . ﻭ ﺍﻭﺭﻓﻴﻮﺱ ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﺷﻬﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺭﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﻟﻌﻪ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ . ﺍﻭﺭﻓﻴﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﺒﺮﺍﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺗﻘﺎﻧﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺰﻓﻪ ﻳﻔﺘﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ . ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺐ ﺍﻭﺭﻓﻴﻮﺱ ﺍﻭﺭﻳﺪﻳﺸﻲ ﻭﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﻠﺪﻏﺔ ﺛﻌﺒﺎﻥ . ﺍﻭﺭﻓﻴﻮﺱ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﺤﺒﻴﺒﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺪﻻ ، ﻓﻘﺮّﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻭﺍﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻫﻮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻟﻜﻦ ...

ابحث عن راحتك \ أنيس منصور

صورة
  تريد مني نصيحة جاءت متأخرة جداً؛ لا تتعجل أي شيء.. حاول أن تدوس فرامل على كل شيء في حياتك اليومية.. فلا ضرورة للاستعجال، أنت مهم جداً لنفسك مهم قليلا للناس.. أو لا أهمية لك ولكن أنت أهم إنسان في حياتك. فحاول أن تأكل على مهل وتشرب على مهل.. وتمضغ على مهل.. والباقي سوف تقوم به الغدد في جسمك. قد لا تجد لهذا الكلام معنى. ممكن.. ولكن سوف تتذكره حتماً عندما تتقدم بك السن وعندما تهتز الصحة والفلوس والوقت، فالذي يتعجل كل شيء فإنه يعيش عمره أو نصف عمره.. أما الذي يتمهل فهو الذي يعيش العمر الواحد مرتين وثلاثاً.. صدقني.. وفي عالم الحيوان نجد أن أكثر الحيوانات بطئاً وأقلها حركة هي أطول عمراً! " من مقال «ابحث عن راحتك»

نيلز هولكر سونس ورحلته عبر السويد \ سلمى لاغرلوف

صورة
  ورقة نقدية من فئة 20 كرون سويدي على أحد وجهيها صورة الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف الحائزة على جائزة نوبل في الأدب سنة 1909، أما الوجه الثاني فيحمل معه معلومة شيقة، حيث يمثل الفيلم الكرتوني نيلز وهو الطفل الذي قام قزم بمسخه فحوله من حجمه الطبيعي إلى حجمٍ صغير جداً وذالك عقاباً له لايذائه الحيوانات وبسبب حجمه الجديد أصبح يركب على ظهر الأوزة الداجنة مورتن ثم قام بالسفر مع سرب الإوز البري شمالاً في فصل الصيف وجنوباً في فصل الشتاء مروراً بمناطق مختلفة التضاريس.. قصة نيلز لم تكتب بالصدفة وإنما كان السبب في كتابتها هو ضجر اطفال السويد من دروس الجغرافية، وبعد عدة دراسات قامت بها وزارة التربية السويدية اكتشفت الوزارة أن السبب يعود لرتابة كتاب الجغرافية المقرر ما سبب الضجر للأطفال، لذلك طلبت الوزارة من الكاتبه سلمى أن تؤلف كتاب جغرافية جديد وممتع.. وبالفعل ظلت سلمى تعمل على الكتاب مدى 6 سنوات جابت خلالها كل أرجاء السويد، ليخرج إلى النور عام 1906 الكتاب الرائع "نيلز هولكر سونس ورحلته عبر السويد" هذا الكتاب الذي جعل الكبار قبل الصغار يقبلون على قراءته، بل أن شهرة الكتاب تجاوزت حدود الس...

فيلسوف التلفزيون \ آلان باديو

صورة
  ثمة فكرة ابتدائية زائفة تحتاج الإلغاء، وهي أن بمقدرة الفيلسوف التحدث في كل شيء. تتمثل هذه الفكرة بفيلسوف التلفزيون؛ فهو يتحدث عن مشاكل المجتمع، ومشاكل الحاضر، وما إلى ذلك. لم هذه الفكرة زائفة؟ لأن الفيلسوف يُنشئ مشكلاته، هو مبتكر مشاكل، ولذلك فإنه ليس الشخص الذي يمكن أن يُسأل في التلفزيون، ليلةً إثر أخرى، عن رأيه بما يجري. والفيلسوف الأصيل هو من يحدد بنفسه المشكلات الهامة، هو شخصٌ يطرح مشكلات جديدة أمام الجميع. فالفلسفة تعني أولًا وقبل كل شيء: ابتكار مشكلاتٍ جديدة. ويلي ذلك تدخل الفيلسوف في لحظةٍ ما في الوضع – سواء كان تاريخيًا، أو سياسيًا، أو فنيًا، أو عشقيًا، أو علميًا .. – ثمة أشياء تتبدى له بشكل إشارات، إشاراتٌ تحتم ابتكار مشكلة جديدة.

الغابة في الفأس \ أندريه بروتون

صورة
  ماتَ شخصٌ تواً لكنني حيٌّ مع أني من دون روحٍ. لا أملكُ إلا جسماً شفّافاً منهُ يقذفُ اليمامُ الشفّافُ نفسَه على خِنجرٍ شفّافٍ تمسكهُ يدٌ شفّافةٌ. أرى جهداً في جمالهِ، جهداً حقيقياً لا يمكن قياسهُ بأيّ شيء، إلا قبلَ ظهورِ النجمِ الأخيرِ. الجسمُ الذي أسكنهُ كوخٌ مؤجَّرٌ يكرهُ الروحَ التي اعتدتُ عليها والتي تظلّ طافيةً في مكانٍ بعيدٍ. يأتي الزمانُ بهذهِ الازدواجيةِ المثليةِ فيوقِعُ عليّ اللومَ. ويروحُ الزمانُ حينَ ينبعُ في عينين كثيفتين صامتتين من بِركِ اللونِ. لم يعُد هناك أحمر أو أزرق. الأحمر أزرق يشحُب بدورهِ مثلَ عصفورِ أبي الحنّاءِ وهو مُهملٌ في ناحيةٍ. ماتَ شخص تواً ـ لستُ أنا أو أنتَ بالضبط، ولا هم، بل نحنُ جميعاً عداي الذي يكافحُ للبقاءِ بوسائلَ عدّةٍ: مثلاً، فإني لا أزالُ بارداً. يكفي ذلك. النارُ! النارُ! أو الحجارةُ لي لأتشقّقَ، أو الطيورُ لأتبعَها، أو المشدّاتُ لأربُطَها بإحكامٍ حولَ خصورِ النسوةِ الميتات، لأجعلَها تعودُ إلى الحياةِ وتحبني بشُعورها المجهَدةِ ونظراتِها المتراجعةِ! النارُ، حتى لا نموتَ شوقاً إلى خوخٍ مسقيٍّ بالبراندي، النارُ، حتى لا تصبحَ قبّعةُ القشّ الإيطا...