المشاركات

عرض المشاركات من فبراير ٧, ٢٠٢٠

من رسائل الأديب الانجليزي جورج برنارد شو إلى حبيبته كشاريل

صورة
العالم مكان قاسٍ جداً على الذين يشعرون بكل شيء بكل قوة مثلي، على الذين لا يعرفون كيفية التخلي، والذين لا يعرفون كيفية النوم ليلاً اثر ثقل خيبات الصباح، الذين يملون من كل شيء إلا من الشيء الوحيد الذي يمل منهم كل مرة في النهاية، الذين يتحدثون بسرعة، أو لا يتحدثون على الاطلاق، الذين لا يحبون الخطط، ولا يعرفون الرد على الهاتف، الذين يحبون بكل صدق كل ما لا يستحق، كل مرة، ولا يتعلمون ! الذين يتم جرحهم بكل سهولة ويتم البوح بذلك بكل صعوبة، الذين يحملون خيباتهم داخل جيوب معاطفهم القديمة، والذين يلبسون نفس الجينز كل يوم، الذين يحبون المشي ويكرهون الركض لأنهم ركضوا كثيراً، وراء الكثير، بطرق غير مباشرة. العالم مكان قاسٍ جداً، وأنا اصبحت مثله تماماً يا كشاريل. 

  إميل سيوران«السقوط في الزمان»

صورة
«ما جدوى تعجّبنا، نَدَمنا؟ ألسنا نبصر المظاهر الزائفة في كل مكان تظفر على الجوهر، والاضطراب على السكينة؟ ألا يلوح علينا أننا نشهد عذابات الاحتضار لهذا الحصين إزاء الهلاك؟ كل خطوة قُدُمًا، كل شكل من الدينامية، يستتبع شيئًا إبليسيًّا: "التقدم" هو المكافئ الحداثي للسقوط، النسخة الدنيوية للَّعن [بإزاء اللعن أو الإدانة المسيحية]. ومروِّجونه هم هؤلاء الذين يعتقدون به - بتعبير آخر: نحن جميعًا، إذ أي شيء نحن سوى جيش المحكوم عليه باللعنة، المحتوم بالكريه، بهذه المَكِنات، بهذه المدن التي لا يمكن أن يخلّصنا شيء منها سوى كارثة شاملة؟ وحينها، لمرة واحدة وإلى الأبد، ستتسنى الفرصة لاختراعاتنا كي تثبت جدواها وترد الاعتبار إلى نفسها في أعيننا. إذا كان "التقدم" شرًّا جسيمًا، فما لنا لا نفعل شيئًا كي نحرر أنفسنا منه دونما مزيد من التأخير؟ ولكن أنريد ذلك حقًّا؟ أليس الأحرى أن لا نريد هو قدرنا؟ في ضلالنا، "الأفضل" هو ما نريده، هو ما نهتمّ بحيازته: كل سعيٍ ضروسٍ، في أي بقعة، مناقض لسعادتنا. المرء لا "يكمل" نفسه ولا "يتقدم" دون دفع ثمن ذلك. الحركة -كما