المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٣

نيتشه يعيد الإنسان إلى وضعه الأصلي

صورة
  لقد أعدنا النظر في كل ما تعلمنا. وغدونا أكثر تواضعاً في كل أمر. لم نعد نربط الإنسان بأصل واقع في ( الروح ) وفي ( الألوهية ) بل أعدناه إلى موقعه بين الحيوانات. فهو الحيوان الأقوى بالنسبة لنا، لأنه الأكثر مكراً، وإحدى نتائج ذلك هي ملكته العقلية. كما أننا نحترس من جهة أخرى من ذلك الغرور الذي مازال يريد أن يُسمَع صوته من جديد هنا أيضاً، كما لو أن الإنسان يمثل النية الخفية العظمى التي كانت تقود مسار التطور الحيواني. فهو ليس تتويجاً للخليقة بأي حال، وكل كائن من الكائنات التي من حوله يقف على نفس الدرجة من الكمال إلى جانبه. وبتأكيدنا لهذا الأمر، تجدنا نمضي إلى أبعد من هذا أيضاً، إلى اعتبارٍ مفاده: أن الإنسان هو الحيوان الأكثر إعاقة والأكثر هشاشة، وهو المنحرِف عن غرائزه على نحو أكثر خطراً، ومع ذلك كله فهو بحق الأكثر مثاراً للاهتمام أيضاً. وفيما يتعلق بالحيوان فإن ديكارت كان أول من تجرأ بشجاعة جديرة بالاحترام على فكرة اعتبار الحيوان كآلة Machina : طرحٌ مازالت علومنا الفزيولوجية تجتهد في محاولة إقامة الدليل على صحته. وهنا أيضاً فإننا بطبيعة الحال لا نستثني الإنسان كما يفعل ديكارت. ففهمنا اليوم

بطل من هذا الزمان \ ميخائيل ليرمنتوف

صورة
  كان جميع الناس يقرأون في وجهي علامات غرائز شريرة أنا منها بريء، وما زالوا يفترضونها فيّ، حتى نبتت وتأصلت. كنت خجولا، فاتهموني بالمكر، فأصبحت كتوما. وكنت أحس بالخير والشر إحساسا عميقا، ولكن أحدا لم يعطف عليّ، بل كانوا جميعا يؤذونني، فأصبحت حقودا أحب الانتقام. وكنت حزين النفس، وكان الأطفال الاخرون فرحين هدّارين، وكنت أشعر أنني فوقهم، فقيل لي إنني دونهم، فأصبحت حسودا. وكنت مهيأ لأن أحب جميع الناس، فلن يفهمني أحد، فتعلمت الكره. لم يكن شبابي الخالي من الفرح إلا صراعا مع الناس ومع نفسي. خوفا من الهزء، دفنت أنبل عواطفي في أْعماق قلبي فماتت هنالك. وكنت أحب أن أقول الحقيقة، فلم يصدقني أحد، فأخذت أكذب. وقد تعلمت أن أسبر أغوار الناس، وأن أدرك الدوافع التي تحركهم فأصبحت بارعا في فن الحياة، ولاحظت أن غيري ممن لا يملكون هذا الفن كانوا سعداء، ينعمون، من غير جهد، بهذه الخيرات التي كنت أجهد للحصول عليها بلا كلال، فولد اليأس في قلبي، لا ذلك اليأس الذي تذهب به رصاصة من مسدس، بل هذا اليأس البارد، العاجز الذي يختفي وراء سلوك لطيف وابتسامة طيبة.

قصة الفيلسوف نيتشه والحصان

صورة
  في أواخر حياته خرج نيتشه من بيته يتجول في شوارع تورينو الإيطالية عام 1889 .. ليرى في الطريق سائق عربة يضرب حصانه بالسوط لأنه يأبى أن يتحرك عندما رأى نيتشه ذلك المشهد الوحشي ركض مسرعا قاطعا الطريق ليحتضن الحصان ويبكي ويقول انا احس بك ..انا احس بك وأخذ يكرر هذه العباره إذ كانت اخر عباره يتحدث بها قبل أن يفقد الوعي ليومين وعندها لم يتكلم بعد ذلك فقد اصابه الجنون الذي رافقه حتى نهاية حتى مات عام 1900  ..ربما نيشته كان على الهاويه قبل هذه الحادثه ..أو ربما هذه الحادثه كانت سبب في مرضه (الجنون) .. لايهم ذلك ..ولكن المثير للاهتمام ..أن نيتشه عاش طيله حياته يمجد القوى ويسخر من الرحمه كان يعتبر القوى هي افضل الفضائل ..يرى الإنسان متفوقا عندما يكون قويا مفرط في إنسانيته عندما يكون ذو اراده صارمه ..ولكن في هذا المشهد المعبر نرى أن نيتشه يبكي لأجل حصان ... بعد كل هذه القوى التي نادى بها ..بعد ما انتهجت النازيه فكر القوى كتبرير لافعالهم الاجراميه ... في الاخير نيتشه يجتاز الامتحان الإنساني يأبى أن يخرج من هذه الحياة إلا وهو انساني مفرط بأنسانيته كما كان يقول أنا افرطت في انسانيتي وهذا هو عقاب من

حضارة اليوم هي حضارة فقيرة الروح \ هرمان هيسه

صورة
  لا شكّ عندي أن حضارة اليوم هي حضارة فقيرة الروح وتدعو إلى الرثاء، وأن حياتنا في تدهور، وأن أنجازاتنا الفكرية والأخلاقية بلغت من الضآلة ما يجعل أي طريقة حياة أخرى تتسم بالإيمان والقوّة، كطريقة الحياة في العصور الوسطى مثلاً، ربما كانت أفضل وأنقى وأسمى مئات المرات مما نراه اليوم. ولكن ماذا يجدي كلامي؟ لا شيء على الإطلاق، إنها مجرد كلمات أنطق بها، هراء، بالأحرى خطايا. فكل إنسان منّا يخوض غمار الحياة وفقاً لشكل العصر الذي يحيا فيه، وكل إنسان منا يجابه تحديات وصعوبات جديدة، صحيح أنها مؤقته عابرة، لكنها رغم ذلك تمثل لنا مغزى الحياة بأسرها، وسبب ذلك أنها ليست مشكلات عامّة تشمل الجميع، بل مشكلات فردية تخصّ كل إنسان بعينه. أودّ أن أقول أن هذه المشكلات والتحديات لم تُلقَ أمامنا لنحلّها ونتجاوزها، بل كي نخوض غمارها، لنعيشها معايشة حقيقية، وهذه المشكلات هي ثمرة المعاناة التي فرضها علينا القدر، وهي ثمرة ستنضج لاحقاً لتصير في النهاية حياة حقيقية، وسعادة، وتقديراً لقيمة المعاناة في حياة الإنسان.