المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٨, ٢٠١٩

كبرياء التاريخ في مأزق _ عبد الله القصيمي

صورة
ان  حرية النقد هي حليف دائم للأقوياء أكثر مما هي حليف للضعفاء. إن الكلمة خصم غير شريف للضعفاء وسلاح ضال ينطلق من أفواه وأجهزة القادرين على الكذبة ليفقأ ابصار الباحثين عن النور والعدل والصدق ويحطم أعصابهم. إن الكلمة مثل كل الأشياء تتحول إلى امتلاك بالقدرة . إن الكلام مثل السلاح حارس للقوة لا للحقيقة. إن الضعيف في المجتمع الحر حر بدون معنى الحرية او استعمال لها أو انتفاع بها، أما الأقوياء فإنهم أحرار في قول الحرية وفي استعمالها وفي القدرة على الانتفاع بها. إن حرية الضعيف كحرية مقطوع الرجلين في أن يمشي ويلعب كرة القدم. إن الحرية خطرة وكآبة وأسلوب من الفحش، ولكن فقد الحرية ليس أكثر جمالاً وبهجة وتهذيباً، ليست الحرية تطلعاً شعرياً إلى القمر المغازل للنجوم بفسوق وافتضاح. إن الحرية خطو فوق الأوحال والهموم والخناجر وتعامل مع النقائص والتفاهات والغباء وبحث بذيء عن العار والعيوب. لا يوجد في المجتمعات التي يحكمها الطغاة والثوار اعظم صبراً او بلادة من آذانها، كيف تستطيع أن تتحمل كل هذا الامتنان؟ إنهم يجرحونها كل ليلها ونهارها تجريحاً متواصلاً مهيناً، يحدثونها بكل وقاحة وغرور بكل الأساليب و