المجد لِوجاهةٍ تُشرّف الأشياءَ عوض أن تشرفها الأشياءُ \ محمد هاشمي
بقدر ما يخس و ينحط و ينبخس الشخص ، بقدر ما يبالغ في التخفي خلف الأشياء والعناوين والأضواء الزائفة والفرقعات التافهة. يتلبسها فتصبح هي هو يستلف فخامتها فيحسب نفسه فخما، ووسامتها فيعتقد نفسه وسيما، و قوتها فيتجبر ويتعملق رغم تقزمه، حين يتخفى خلف أشيائه المتعاظمة، يغطّي عن ضعفه وعن انكماشه وترهله وعنته وعجزه بربطات العنق الطويلة و بسيارات تتمدد بهيكلها المتين لتعوض تمددا لا يسعفه ووجاهة لا تستقيم له . قد أقبل من عاهرات الرصيف أن تميز بين الزبناء حسب ما يركبون من سيارات ، لكننا لا نقبل من الرجال أمرا كهذا، لا يهم الرَّكوب يا سادة بل معقد الأمر على الراكب من يكون، المجد لِوجاهةٍ تُشرّف الأشياءَ عوض أن تشرفها الأشياءُ .