المشاركات

عرض المشاركات من يناير ٣, ٢٠٢٤

شجاعة الحكمة بين الخوف والرغبات

صورة
  ان ما يتصارع مع شجاعـة الحكمة هو المخاوف والرغبات ، وقـد ابـدع ا لرواقيون مبدأ عميقا خاصا بالقلق يذكرنـا كذلك بالتحليلات الحديثة، لقد  اكتشفوا ان موضوع الخوف هو الخوف ذاته، يقول سينيكا :  ليس ثمة ما هو مخيف  في الاشياء باستثناء الخوف ذاته.   ويقرر ابكتيتوس و ليس الموت او العناء هو  الشيء المخيف وانما المخيف هو الخوف من الموت والعناء،  ان قلقنا يضع اقنعة مخيفة على وجوه كافة الناس وفوق جميع الاشياء واذا ما جردنا الناس والاشياء من  تلك الاقنعة فان ملامحهم الخاصة ستظهر اما الخوف الذي كانوا يبثونه فسيتبـدد. وذلك امر ينطبق حتى على الموت، فحيث ان تحليلا من حياتنا يسلب منا كل يوم ا ي حيث اننا نموت كل يوم، فان الساعة الاخيرة التي نكف فيها عن الوجود لا  تجلب بذاتها الموت، انها تكمل فحسب عملية الموت وما الأهوال التي ترتبط بها الا  محض خيال وهي تتبدد اذا ما نزعنا القناع عن محيا الموت. إن رغباتنا الطليقة هي التي تخلق الأقنعة وتضعها على وجوه الناس وفوق  الاشياء، وقد سبق سينيكا نظرية فرويد عن الطاقة الحيوية وان يكن في مجال اكثر  شمولا ...

أحس بالخجل الآن \ إيفان غونتشاروف

صورة
  أحس بالخجل الآن، و أنا أتذكر كيف كنت أقدم نفسي معذبا يلعن حظه في الحياة. أجل، كنت ألعن حظي! يا له من جحود!  كم أدركت متأخرا، أن العذابات تطهر النفس، و أنها وحدها. التي تجعل الانسان مقبولا من نفسه و من الآخرين، وتسمو به عاليا. أعترف الآن ، أن الإنسان الذي لم يعرف العذاب لا يمكن أن يستوعب الحياة بكل غناها و عمقها: ففي العذاب أجد يد صانع ماهر ،  يلقي على كاهل المرء مهمة لا تنتهي، أن يسعى قدما الى الأمام، ليبلغ ما هو أسمى من الهدف المنشود، في كل لحظة صراع ضد الأوهام، و الآمال الخائبة و العقبات الصعبة المضنية.  أجل، أنا أدرك الآن، كم هو ضروري هذا الصراع و هذا العذاب من أجل الحياة، فلولا الصراع و العذاب، لما كانت الحياة حياة، بل ركودا و حلما .... بانتهاء الصراع، تنتهي الحياة ذاتها، فمادام الإنسان يحب و يستمتع و يتعذب و ينفعل و يناضل  من أجل قضيته، فهذا يعني أنه يعيش!. 

هل ممكن للكائن البشري أن يتحمل العذاب؟ نيقولا بيرديائف

صورة
  هل ممكن للكائن البشري أن يتحمل العذاب؟ يقول الفيلسوف الروسي نيقولا بيرديائف :  يمكن للكائن البشري أن يحتمل العذاب، فهو يملك من القوة أكثر مما يظن يكفي أن نبرهن على ذلك من خلال الحرب والثورة. لكن من الصعب عليه أن يحتمل غیاب معنى عذابه. لقد كتب نيتشه قائلا: إن الكائن البشري يحتمل العذاب بشكل أكبر مما يحتمل غياب معنى هذا العذاب. العذاب، من حيث أننا نعي معناه وهدفه هو مخالف كليا للعذاب الذي لا معنى وهدف له. أن نحتمل بشكل بطولي، البراهين الأكثر إيلاما، يفترض وعيا بمعنى هذا الأمر الذي نجتازه.    ماهو الرعب الأكبر للكائن البشري؟  أما بخصوص الرعب الأكبر يقول بيرديائف  أن  الرعب الأكبر بالنسبة إلى الكائن البشري، حين يجد أن الجميع من حوله، غرباء، عدوانيين باردين غير مبالين ببؤسه وشقائه. لا يمكن للكائن البشري أن يحيا في البرد القارس: إنه بحاجة إلى الدفء. لا يمكن له أن يكون مبعثراً في أرجاء الأرض، يشعر بأنه مرمي إلى قدره، دون ملجأ، متروك إلى قوته المحدودة... إنه يتصارع، يحاول أن يدافع عن حياته، لكنه يجد نفسه أحيانا خائر القوة، لا يحتمل تجارب أليمة، أكثر...

لا بد أن أعبر عن اعتراضي \ سيلفيا بلاث

صورة
   لا بد أن أعبر عن اعتراضي  في كل يوم يتم غزو العالم الداخلي لعقولنا وأرواحنا في كل منزل هناك جهاز راديو، نعم إنه يبقينا على اتصال بالعالم، ولكن هناك الكثير من الدراما التي لا قيمة لها والموسيقى السيئة التي تتسلل عبر موجات الأثير لتنويم أولئك الذين هم بالفعل أكثر كسلاً من التفكير بأنفسهم.  والتلفزيون أصبح هدف أكثر الأسر فقراً هنا امتلاك جهاز تلفزيون، الجلوس حول الشاشة ومشاهدة مباريات البيسبول وكرة القدم هي حالة جنون وطني من السهل جداً إغلاق باب الفكر والتحوّل إلى حالة حالمة وغير واعية بهذه الترفيهات التي تخدر ذكائنا الإبداعي.  أفضل قراءة كتاب وخلق الصور في ذهني بدلاً من أن أترك لشخص آخر مهمة التفكير. أعتقد أنه يجب على الجميع أن يفكر ويتصوّر لنفسه. لماذا نعيش إذا كنا مجرد صدى وانعكاس ؟ أرجو أن تسامحني على انفعالي هنا! ولكن هناك الكثير من الأشياء التي تزعجني ولا يمكنني الاسترخاء فقط والتعامل معها بهدوء. لا بد أن أعبر عن اعتراضي .