المشاركات

عرض المشاركات من مارس ١٨, ٢٠٢١

مفهوم " الحقيقة " في الفلسفة البراغماتية \ وليم جيمس

صورة
  " كل حقيقة تقوم على توافق أفكارنا مع الواقع "، يشترك كل من الإتجاه العقلاني المذهب البراغماتي أو العملي في هذا المعيار المتداول الذي تقاس به الحقيقة، غير أن كلا المذهبين يختلفان حول دلالة مفهومي " التوافق" و " الواقع"، فالعقلانية تتبنى موقفاً حاسماً قطعياً، في حين تتخذ البراغماتية موقفاً مرِناً، فالفكرة الحقيقية في نظر العقلانيين هي تصوير للواقع كما تتجلى للذهن، لكن السؤال هل الفكر قادر على تصوير كل الأشياء الموجودة على نفس النحو؟، أمام هذا التساؤل المحرج لم تجد المثالية منفذا إلا عبر استجداء الحلول الميتافزيقية، بمعنى تطابق فكرتنا عن الشيء مع فكرة الله عنه!، بعيداً عن هذا التصور و بطرح مغاير تتساءل البرغماتية حول القيمة العملية للحقيقة، أي ما هي التجارب و الخبرات الجديدة المكتسبة التي نكتسبها عن طريق الحقيقة عوض التجارب المحصلة من قبل؟!. تجيب البراغماتية عن هذا التساؤل، بالقول أن الأفكار لا تكون حقيقية إلا إذا سايرت و تماشت مع حاجاتنا العملية، فالحقيقة حسب المذهب البراغماتي تتلخص في عبارة وليم جيمس التالية : " إن كل ما يؤدي بنا إلى النجاح فهو حقيقي...

بلد العميان

صورة
  للكاتب (هـيربرت . ج . ويلز) . طبعت لأول مرة عام 1936 وما زالت تطبع حتى الآن . القصة بعنوان : بلد العميان .. هي قصة خيالية ، يحدثنا فيها المؤلف عن مرض غريب ، انتشر في قرية نائية معزولة عن العالم تقع في جبال الأنديز ، فأصاب المرض سكان القرية بالعمى .. ومنذ تلك اللحظة ، انقطعت صلتهم بالعالم ، ولم يغادروا قريتهم قط ، فتكيفوا مع العمى وأنجبوا أبناء عُميان ، جيلا بعد جيل ، حتى أصبح كل سكان القرية من العميان ، ولم يكن بينهم مبصر واحد .. وذات يوم ، وبينما كان متسلق الجبال (نيونز) يمارس هوايته ، انزلقت قدمه ؛ فسقط من أعلى القمة إلى القرية . لم يُصب نيونز بأذى .. إذ سقط على عروش أشجار القرية الثلجية ..  وأول ملاحظة له كانت أن البيوت بدون نوافذ ، وأن جدرانها مطلية بألوان صارخة ، وبطريقة فوضوية .. فحدث نفسه قائلاً : لا بُد أن الذي بنى هذه البيوت شخص أعمى .. وعندما توغل إلى وسط القرية ، بدأ في مناداة الناس ، فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه ، هنا عرف نيونز أنه في (بلد العُميان) .. فذهب إلى مجموعة من أهل القرية ، وبدأ يعرفهم بنفسه : من هو ، وماهي الظروف التي أوصلته إلى قريته...

قصة العجوز الشريرة \ دوستويفسكي \ الاخوة كارامازوف

صورة
  في رواية الاخوة كارامازوف روت جروشنكا إلى اليوشا قصة جداً لطيفة ولا تخلوا من العبرة   التفتت جروشنکا نحو اليوشا وهي تضحك ضحكة عصبية وقالت له : - ها قد رأيت يا اليوشا أنني تباهيت أمام راكيتا بأني قدمت بصلة. ولكنني سأتكلم معك صادقة مخلصة بغير تفاخر. الأمر أمر أسطورة: هي قصة جميلة قصتها علي في طفولتي ماتريونا التي تعمل عندي اليوم طباخة. إليك القصة: كان هناك في الماضي امرأة عجوز شريرة جدا، فلما ماتت هذه العجوز وكانت لا تملك أي فضيلة أمسكتها الشياطين وألقتها في بحيرة من نار. وعندئذ أخذ حارسها الملاك يفكر. تسائل: ماذا أستطيع أن أفعل لإنقاذها؟ ألا يمكنني أن أكتشف فضيلة أذكرها عنها للرب، فإذا هو يتذكر حادثة جرت لهذه المرأة في حياتها، فقال للرب: «لقد انتزعت من حديقتها بصلة في ذات يوم ووهبتها الشحاذ». فقال الرب للملاك الحارس: «خذ هذه البصلة، ومدها إلى هذه المرأة في بحيرة النار، ومرها أن تتشبث بها، ثم شدها لتخرجها من اللهب. فإذا استطعت أن تخرجها ذهبت إلى الجنة، أما إذا تقطعت البصلة فستبقى المرأة حيث هي أسرع الملاك إلى المرأة ومد إليها البصلة وقال لها «تمسكي بهذه البصلة فأخرجك من ا...

قصة حي بن يقظان : الإنسان ليس كائنا مدنيا بطبعه

صورة
  ▪لعل أقدم التعريفات الفلسفية التي تناولت الإنسان وأرادت القبض على جوهره وتحديد ماهيته قد عرّفته بأنه "حيوان اجتماعي"، وهو ما ذهب إليه الفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي أضاف إلى هذا التعريف القول إن "الإنسان كائن مدني بطبعه"، ما يعني أن إنسانية الإنسان لا تتحقق إلا إذا اتصل بمجتمع ونهل من مخزونه الثقافي والحضاري. ▪وبحسب هذا التصور، فإن الإنسان الذي لم يتصل بمجتمع ولم ينشأ في محيط اجتماعي وما يستتبعه ذلك من تهذيب لهذا الإنسان وتطوير وتحسين ملكات عقله وإحساسه وذوقه، وتلطيف أساليب معاملته للآخرين، واكتسابه الطباع الحضارية والثقافية التي يتميز بها الانسان، يكون إنساناً بدائياً لم يصل إلى مرحلة الإنسانية المكتملة، فالتنشئة الاجتماعية إذن هي "حركة ارتقاء من الطبيعة إلى المدنية وخروج من كهوف الحيوانية والتوحش والغريزة "الوجود الطبيعي" وولوج إلى الوجود الإنسي المدني"! ▪وبناء على هذا التصور، برزت العديد من الأعمال الأدبية والرسوم المتحركة التي تناولت شخصيات إنسانية نشأت وترعرعت في مجاهل الغابات المنقطعة عن كل أثر إنساني، كـ"ماوكلي" و"طرزان...