المشاركات

عرض المشاركات من مارس ٢٥, ٢٠٢١

الوظيفة الوحيدة للذاكرة هي جعلنا نشعر بالندم / سيوران

صورة
  لم أظل رهينا للماضي، لقد تجاوزت كل أخطاء الماضي في سبيل خطإ جديد واحد: الرفض الصارم لأي انزلاق جديد؛ حماية الوحدانية الباطنية التي اتصف بها الله  كي يعطي مثالا منزها للبشر، يحذونه ولا يبلغونه قطعا.    غفرت لنفسي لأن لا أحد سيفعل ذلك لأجلي، لا القط الذي قتلت حين كنت طفلا عدوانيا  يعكس طبيعة ما يحيط به، ولا أخي الميت الذي أهملته في مراهقتي ولا تلك الفتاة التي  كانت ضحية شاب عادي كأي شاب آخر في الأرض لم يخط  بعد خطوة حكيمة نحو فهم "جزء" من  الآخر !   ويحذوني أمل سخيف بأن يكون رماد أخي والقط والفتاة قد تجاوزوا  نحو مناطق شعورية/وجودية جديدة، خالية من أي  بصمات لذكراي، قد يكون ذلك ممكنا بشكل من الأشكال!  لم أتحرر، لأن في التحرر معنى ساذجا يكشف عن شعور لا مفكر فيه: الشعور بأن الإنسان صار أفضل! صار أعقل، صار لوجوده "أليثيا" انكشاف ولاتحجب أو حقيقة "جوهرية"! لكني الآن بعد مرور السنوات مدرك لأنني خطوت  إلى الأمام في شبه غيبوبة زمنية، مجرورا بقوة الأشياء وتدفق الأيام، إلى الأمام بمعنى مجازي، فحتى الدوران في المكان نفسه قد يكون سفرا إلى أبعد نقطة في الكون.  كل الما

الأنا الآخر \ ماريو بينيديتي

صورة
  يتعلق الامر بفتىً عادي: كان سرواله يصل حد الركبة، يقرأ القصص الهزلية، يحدث ضجيجًا عندما يأكل، يضع أصابعه في أنفه، يشخر في قيلولته، وكان يُدعى أرماندو كورينت في كل شيء إلا في شيء واحد: كان لديه أنا أخرى. أنا الآخر كان يستخدم بعض الشعر في نظراته، و يعشق  الممثلات، كان يكذب بحذر، و يكون في منتهى السعادة عند غروب الشمس. كان الصبي يشعر بقلق شديد إزاء "أناه الأخرى"، كانت تجعله يشعر بعدم الارتياح أمام أصدقائه. و من ناحية أخرى، كان أنا الآخر سوداويا، وبسبب ذلك، لم يكن أرماندو مبتذلًا كما كانت يرغب. بعد ظهر أحد الأيام وصل أرماندو متعبًا من العمل، وخلع حذاءه، وحرك أصابع قدميه ببطء، ثم فتح جهاز الراديو. كان موزارت في الراديو، لكن الطفل غلبه النعاس. عندما استيقظ أنا الآخر بكى بفزع. في الوهلة الأولى، لم يكن الصبي يدري ما يفعل، ولكنه سرعان ما استجمع قواه و سب بوعيه أنا الآخر. هذا الأخير لم ينبس ببنت شفة، لكن في اليوم الموالي كان قد انتحر. في بادئ الأمر ، كانت وفاة "أنا الآخر" ضربة قاسية للمسكين أرماندو، لكنه فكر على الفور أنه الآن يمكن أن يكون مبتذلًا تمامًا. هذه الفكرة أراحته.

مسرحية العاصفة لوليم شكسبير د.علي خليفة

صورة
  هذه المسرحية هي آخر ما كتب شكسبير من مسرحيات، ونشعر من أحداثها أن شكسبير كان قد استشعر أن هذه هي آخر مسرحية يكتبها؛ ولهذا نراه يجعل بطلها بروسبيرو في نهاية هذه المسرحية يتخلى عن كتب السحر التي مكنته من كل خصومه الذين تآمروا عليه وخلعوه من إمارة ميلانو، فهو يتخلى عن مواهبه وقدراته السحرية، ويميل للحياة الهادئة المستقرة، كما فعل شكسبير نفسه بعد فراغه من هذه المسرحية بأن ترك قلمه الذي يكتب أعمالا تفيض بالعبقرية والسحر، ويترك حياة المسرح الصاخبة والممتلئة بالكفاح والصراعات، ويعود لمسقط رأسه في ستراتفورد ليقضي فيها سنواته الأخيرة في حياة هادئة مستقرة. وفي اعتقادي أنه من الأقرب أن تصنف مسرحية العاصفة على أنها كوميديا أخلاقية، فالأحداث الكوميدية غالبة عليها، كما أننا نرى بها بعض الشخصيات الظريفة، مثل الجني الظريف آريل، والمسخ كاليبان الذي يثير الكوميديا بتصرفاته الغريبة التي تقربه من الحيوانات في ميوله وتصرفاته، وأيضا نرى فيها المهرج الظريف ترنكلو والخادم السكير الظريف استيفانو، وهذان الشخصان يبدوان مخمورين كثيرا، ويتصرفان تصرفات تثير الضحك خلال ذلك، لا سيما مع كاليبان الذي ظن أنهما يمكنهما