المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ٣, ٢٠٢٣

الكوميديا الإلهية \ دانتي أليغييري

صورة
  الأنشودة الأولى .. وسط طريق حياتنا , أفقت لأجد نفسي في غابة مظلمة و قد ضللت سواء السبيل .. لا أجدني قادرا على وصف هذه الغابة الموحشة , القاسية . التي جسدت في ذكراي الخوف .. بهذه الكلمات بدأ دانتي رحلته في الغابة السوداء , التي ترمز للضياع و المعصية , يعتمد "دانتي" في أسلوبه الروائي الشعري على ترميز قد لا يمكن الإحاطة بمجمله دون قراءة لما وراء هذه الأسطر الموردة .. فبقوله "وسط طريق حياتنا" يقصد السن الخامسة و الثلاثين , وهي نصف الحياة المتوقعة في الإنجيل لكل بشري .. و الظلام المطلق بعد الإفاقة إشارة إنجيلية أخرى عن المعصية و ضياع صواب الطريق .. بعدها سقطت عينا دانتي على التل الذي يحفه نور الشمس "كناية عن الهداية" , و أراد الذهاب إليه ليقف في طريقه الوحوش الثلاث "الأسد , الفهد , و الذئبة " و الذين يرمزون للذنوب الأرسطية " العنف , الحقد , التساهل" .. في خضم اليأس قابل دانتي الشاعر الروماني فيرجيلو الذي قال له أنه لا يستطيع إكمال دربه هذا لأنه لا توجد قوة كافية للتخلص من هذه الوحوش " لمحة رمزية أنه لا يستحق بلوغ طريق الهداية لانغماسه...

جين آيير \ شارلوت برونتي

صورة
  إِنَّ الحياة تبدو لي أقصر من أن تنفق في إذكاء البغض أو تسجيل المظالم. إننا كلنا -ويجب أن نكون كذلك‐ ‏مثقلون بالأخطاء في هذا العالم، ولكني واثقة من أننا سوف نخلعها عمًّا قريب لحظة نخلع أجسادنا القابلة للفساد، عندما ينفصل عنا الغش والإثم بسقوط هيكل اللحم المربك هذا، فلا يبقى غير شرارة الروح ‏‐أصل الحياة والفكر وجوهرهما اللطيف الذي لا يدرك باللمس‐ ‏نقية طاهرة كيوم فارقت الخالق لتحل في المخلوق. هذه الشرارة لابُدّ عائدة من حيث جاءت، ولعلها ستعود لتنفخ من جديد في كائن أسمى من الإنسان‐ ‏ وربما لكي ترقى في معارج المجد، من النفس البشرية الهزيلة إلى النفس الملائكية المتألقة! وليس من ريب في أنها لن يجاز لها الانحدار بحال من الأحوال، بالانتقال من إنسان إلى شيطان. لا، أنا لا أستطيع أن أصدق ذلك: إني أؤمن بعقيدة أخرى، لم يلقني إِيّاها أحد البتة، عقيدة نادراً ما ألمع إليها، ولكني أجد فيها ابتهاجاً غامراً، فأنا حريصة على التعلّق بها، لأنها تبعث الأمل في نفوس الناس جميعا، وتجعل الأبدية راحة ‐منزلا رائعاً لا هولا ولا هاوية. وإلى هذا فإن هذه العقيدة تتيح لي أن أميّز في كثير من الوضوح، ما بين المجرم ...