المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٤, ٢٠٢٠

الوعيُ كمنفى " رؤية : إميل سيوران "

صورة
 - يقول سيوران : " من الأفضل أن أكون حيواناً بدل إنسان ، وحشرةً بدل حيوان ، ونبتةً بدل حشرة ، وهكذا دواليك.. ". إذا كان الإنسان الكائن الوحيد الذي يتميَّز بالعقل ، فإن سيوران يمقُت هذه الميزة ، لأن الوعي الذي يفرزه هذا العقل هو سرُّ الشقاء في هذه الحياة. يقول : "الجهل وطن و الوعيُ منفى". - الوعي لعنة مزمِنة ، كارثةٌ مهولة. الوعي هو الذي يجعلنا نُدرِك خُبثَ هذا العالم ، بمجرِّد أن نعي هذا العالم ، فإنه سرعان مايسبب لنا ذلك الوعي شقاءً مزمِناً. وكما يقول "المتنبي" : "ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقلهِ...وأخو الجهالةِ في الشقاوة ينعمُ " - من على قمم العقل تبدو لنا الحياة كلها كمرضٍ عضالٍ والعالم كلمجأ مجانين. الوعي شرخٌ وخِلاف مع العالم. إنه ليس مجرّد شوكة ، بل خنجر مغروس في عمق الجسد. ألا يتوق الإنسان إلى العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل الوعي ؟ أليس الأطفال أكثر سعادةٍ غالباً من البالغين ؟ لنرفع الكؤوس على نخب الجهل ، لنسكر ، لنفلت من حالة الوعي !. ألا يقول لنا "باسكال" : "إن في قنينة النبيذ من الفلسفة مايفوق كل مافي الكتب&qu

التصوير التشكيلي الاغريقي

صورة
 نشأت مدرسة التصوير الاغريقي موازية للنحت في تطورها مرورآ بالدور الهندسي ثم الاصلاحي التقليدي ثم الطليعي ، والمعلومات عن التصوير الاغريقي مستمدة من الصور المرسومة على الأواني ومن الصور التي نقلها الرومان ، أما الصور الأصيلة فقد ذهبت جميعها بما فيها الصور الجدارية التي كانت تزين المباني العامة . ومن المصورين المشهورين في ذلك العصر ( بوليجنوتس ) في القرن الخامس ق.م الذي حاول أن يعبر عن البعد الثالث ( العمق ) بوضع الاشخاص فوق بعضهم بعضآ ، وكان مجال استعمال الالوان محدودآ ، وكان لهذا المصور رسوم في معبد (البرثنون) ومعبد ( أولمبيا ) . وهناك مصور آخر اسمه ( أبوللو دورس ) ويكنى بصانع الظلال ٤١٥ ق.م، ويبدو أن هذا المصور كان على معرفة بالظل فجسم الاشخاص في لوحاته حسب الاتجاه الطبيعي في ذلك العصر .

يغرنوط "أحد الآلهة الهندية"

صورة
ولقد كان من الممكن أن أجتنب وقوع العين عَليّ لو لم يزلَّ لوحيَ الغادر، من يدي، بطريقة ما، مُحدثاً قرقعة متطفلة لفتت إليّ جميع العيون في الحال. وأدركت الآن أن كل شيء قد انتهى، وبينما انحنيت لالتقاط قطعتيّ اللوح المكسور استجمعت قواي انتظاراً لما هو أسوأ. وكان ما خفتٌ أن يكون، فقال مستر بروكلهورست: «فتاة مهملة»! ثم أضاف بعد ذلك مباشرة: «إنها الطالبة الجديدة في ما أرى». وقبل أن أوفّق إلى أخذ نَفَسٍ، قال: «يجب أن لا أنسى أن لدي كلمة أودّ أن أقولها بشأنها» ثم أردف بصوت عال، وما أشدّ ما بدا لي صوته ذاك عالياً! «إيتي بالطفلة التي كسرت لوحها الحجري إلى هنا»! ولم يكن في وسعي أن أتحرّك من تلقاء نفسي. كنت قد أصبت بالشلل، ولكن الفتاتين الكبيرتين اللتين جلستا إلى جانبي أنهضتاني على قدميّ ودفعتاني نحو القاضي الرهيب، ومن ثم أخذت مس تامبل بيدي في رفق وساعدتني على المثول بين يديه، فسمعتها تهمس في أذني قائلة : ‐ «لا تجزعي يا جين، لقد رأيت أن ذلك كان مجرّد مصادفة. إنكِ لن تعاقبي». ونفذت الهمسة الشفوق إلى فؤادي مثل خنجر. وقلت في ذات نفسي: ‐ « لن تنقضي دقيقة أخرى حتى تعتبرني فتاة مرائية وتنظر إلي

التصوير التشكيلي المصري القديم

صورة
 يعود تاريخ أقدم تصوير تشكيلي الى ما قبل ٥٠٠٠ سنة بقليل ، وقد طور قدماء المصريين أسلوبآ خاصآ بهم ومميزآ لهم زينوا به معابدهم وقصورهم ومقابرهم ، فقد صوروا الاشخاص صورآ جانبية ، ورتبوا الناس حسب وظائفهم ، فكلما علت رتبة الشخص كبر حجمه في الصورة ، وقد زينوا مقابرهم بصور كبيرة ، حيث نرى أمثلة رائعة للتصوير والزخرفة في جميع المقابر وعلى جدران المعابد والوديان ، ومعظم هذه التصاوير تظهر بارزة وملونة ، إذ إنها كانت تعتمد في ذلك العصر على خطوط صريحة قوية قليلة الانحناءات . ولم يظهر التصوير في ذلك العصر مستقلآ عن الحفر البارز أو الغائر إلا في أمثلة قليلة ، منها صورة الإوزات الست ، وكانت الالوان التي يستعملونها الاصفر والاحمر والازرق والاخصر والاسمر والابيض والاسود ، وبعض هذه الالوان نباتي كالنيلي ، وبعضها معدني كاللون الازرق الذي احتفظ برونقه وبهائه طوال هذه القرون .