المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٢, ٢٠٢١

فن العيش الحكيم \ شوبنهاور

صورة
لا ينتبه الإنسان إلا بعد فوات الأوان أن كل تطلعاته وأمنياته التي كافح من أجلها ، ونجح في تحقيقها، لم تعد تناسبه كشخص نالت منه تقلبات الزمن، فلم يعد هو ذلك الذي خطط لها في البداية بكل حماسة وراح ينجزها بهمة على الأرض.  إن الزمن كفيل بانهاك الإنسان وإضعاف قدراته ، فتتعثر مشاريعه وسط الطريق. وتلك القاعدة تنطبق أيضاً على الخيرات التي يكون الإنسان قد راكمها لقاء كدح عظيم ومخاطر جسيمة ، وما أن تقع بين يديه حتى يعجز عن جني ثمارها والاستمتاع بها ليدرك في الأخير أنه يكد من أجل لا شيء. هذا الشخص وأمثاله يشبه بمن بذل الغالي والنفيس لأجل حصوله على منصب ، وما أن حصل عليه حتى خذلته قواه فبات عاجزاً عن تقلده ! هكذا هي الأشياء تأتينا دائماً بعد فوات الأوان ، أو بالأحرى لا نصل إليها إلا بعد فوات الأوان.

من رسائل أمل دنقل إلى عبلة الرويني

صورة
لقد قتلتُ عبر سنوات العذاب كل أمل في الفرح ينمو بداخلي.. قتلت حتى الرغبات الصغيرة والضحك الطيب؛ لأنني كنت أدرك دائمًا أنه غير مسموح لي بأن أعيش طفولتي، كما أنه من غير المسموح أن أعيش شبابي.. كنت أريد دائمًا أن يكون عقلي هو السيد الوحيد، لا الحب ولا الجنس ولا الأماني الصغيرة.. لقد ظللت حتى أعوام قليلة أرفض أن آكل الحلوى، وأنها في نظري لا ترتبط بالرجولة، وظللت لا أقبل كلمة رقيقة من امرأة؛ لأنني أضطر عندئذ إلى الترقق معها، وهذا يعني بلغة إحساس التودد لها، وهو يمثل الضعف الذي لا يُغتفر، وقد لا تعرفين أنني ظللت إلى عهد قريب أخجل من كوني شاعرًا؛ لأن الشاعر يقترن في أذهان الناس بالرقة والنعومة، وفجأة ها أنت تطلبين مني دفعة واحدة أن أصير رقيقًا وهادئًا وناعمًا يعرف كيف ينمِّق الكلمات. اللحظات الوحيدة التي يمكن أن أكون نفسي أنا، وأؤمن أيضًا أنك ستكونين نفسك أنت معي، هي اللحظات التي تحرصين على رفضها، لا أعرف لماذا لكنني أحترم رفضك هذا؛ ليس لإيماني بما ترددينه عن المجتمع والناس، لكنني لا أستطيع أن أجبر إنسانًا على أن يكون صادقًا معي إلا إذا أراد هو ذلك، وما دام لم يهب لي هذا الصدق من تلقاء نفسه،

أناشيد الإثم والبراءة \ د/ مصطفي محمود

صورة
  لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً ..  وكلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً ،  حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً وحرصاً ، و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير ..  وكأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .. و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها ،،        كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .. وخدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ..  و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء ..  إلهي لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا مرادي و لا بضاعتي ..         وإنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي ،، فعاوني بك عليك ، و خلصني بك من سواك ، وأخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك ،، فكل طلب لغيرك خسارة .

حوار صحفي مع وودي الن عام 2012

صورة
  - السيد “ألن “، هل تؤمن بأن السّعّادة في الحَياة مُمِكنة؟ هذِه نظرتِي، وكانت دَائَماً نظرتِي للحَيَاة، نَظَرة مُحبَطَة جِداً. لقد كانَت دائِمًا هَكذا مُنذ أنّْ كُنت صَغِير؛ ولم تَتَغير للأسواء بِسَبَب تقدم العُمر أو أي شيء اخَرَ. اشعرُ بأنهَا مُحبطة، قَاسِيـة، كابوسيه، تَجَربة لا مَعَني لَهَا. والطريقة الوَحِيدة لتكون سَعِيد هِي أن تكذب وتخدع نفسك! - أعتقد أنه من المُمكن القول، أن أغلبَ النّاس لنْ يُخَالِفوك الرأي؟ لكنْ أنا لستُ أول شَخَص يَقول هَذا حَتّي الأشخاص الأكثر فَطَانة. لقد قَالَهَا نِتشيه، وقالها فرُويد. وقالها يُوجِين أونيٌل. الشَّخَص يَجب أنّْ يَخدع نَفَسه ليَعِيش. إذا نَظرتّ للحّياة بِصدق ووضوح، سَوَف لن تُطِيقها، إنها مُغَامَرة مُحَبطة للغاية، وسوف تَعَترف بِذلك فِي النِهَاية . - من الصّعب تَخيّـل “وودي ألن " يَعِيشُ حَيَاة صَعَبة ... لقد كنتُ مَحَظُوظ جِدًا جَعَلتُ من مَوهِبتي حَيَاة انتاجِية مُثمرة، ولكنِ لستُ جَيدَ فِي أيّ شيء أخر، لستُ جَيَد في تَخَطِي الحَيَاة، حتى ابَسَط الأمور. هُناك أشياء تبدو كلعب العِيال للناس ويَصَعبُ عَليَ القِيام بها. - هل تَسَتطِيع إع