المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٣, ٢٠٢٢

الفن \ كلايف بل

صورة
  إيه اللي بيخلينا نسمي لوحة لفان جوخ بـ "فن" وما يخليناش نقول على ترابيزة السفرة "فن"؟ دا سؤال بيطرحه كلايف بل في كتابه العظيم "الفن"، في محاولة ناجحة لتأسيس نظريته الفلسفية حول الجمال الفني. بيعتقد كلايف بل إن سبب أساسي هو المتلقي. متلقي الفن بيقدر يعرف إن لوحة فان جوخ فن، عناصرها وألوانها وأفكارها فن، في حين إن ترابيزة السفرة مش فن، أو حرفة يدوية تقليدية يمكن تعلمها طبقًا لقواعد معروفة ومقاسات محددة، ومن هنا كان في فرق أصلا ما بين "الرسم" و"الفن"، بمعنى إن مش كل رسم ممكن يطلق عليه فن، مش كل رسام فنان. كلايف بل بيوصل لمعضلة: هل كل متلقي هو متلقي جيد للفن؟ هل المسألة فقط في إيد المتلقي لوحده؟ هنا بيوصل كلايف لما سماه "التربية الجمالية". يقدر شخص عادي يحكم على أي عمل فني إنه فن، بس عشان يوصل لدا الفطرة لوحدها مش كفاية، محتاج يتربى تربية جمالية عشان يميز الفن والجمال اللي في العمل الفني. لكن من ناحية تانية، تم الاتفاق ضمنيًا وبالبديهة إن العمل الفني له شروط، اللي هي المعايير الفنية، اللي مش شرط يكون حد واحد حطه لكنه "الحس

البارانويا \ جاك لاكان

صورة
  "بشكل أدق، يمكن لنا أن نعرف البارانويا، كتحديد للجويسانس في ذاك المكان بالذات من الآخر الأكبر" يعيش البارانوئي في بحثه الدؤوب عن التفاصيل والمعاني الخفية في كل صغيرة وكبيرة، سواء في توهم المطاردة والملاحقة أو في نظريات المؤامرة، لذة بشكل مواز لمعاناته وألمه. فأن يشعر البارانوئي نفسه ملاحقا دوما، يعني أيضا أنه لا يغيب عن تفكير الآخر، فكأنه في ذهن الآخر (الأكبر) طوال الوقت، هناك دوما من يفكر فيه ويضع الخطط للايقاع به. تبدو تلك اللذة (الجويسانس) غير محدودة، قادمة من منبع المعنى الذي لا ينضب (الآخر الأكبر). لذلك لا يريد البارانوئي في الحقيقة أي علاج، فرغم كل معاناته إلا أنه يرى نفسه على علاقة خاصة مميزة مع الآخر الأكبر. وكأنه يدرك تماما مكان لذته تلك عند ذاك الآخر، وكأنه قادر على العودة لهذا المكان كلما يريد !!.

الحياة أقصر من أن نضيعها في العلاقات الاجتماعية \ أحمد خالد توفيق

صورة
  عامة أحاول ألا أصادق أحدًا على الإطلاق لأن الحياة أقصر من أن نضيعها في العلاقات الاجتماعية· اليوم يزورك إبراهيم الششماوي وزوجته وأطفاله الخمسة، ويقضي الأمسية كلها يحكي لك عن أمجاده ورئيسه الأحمق في العمل الذي لا يفهم أي شيء، بينما تنشغل زوجته في صفع هذا الولد القليل الأدب وضرب هذا و ركل ذاك، وينشغل الأطفال في تحطيم كل شيء تحبه أو تعتز به في البيت، وزوجتك تبتسم مؤكدة أن··· كراش ش ش! هذا صوت شاشة التلفزيون التي قذفها أحدهم بمطفأة السجائر· زوجتك تؤكد أنه لا مشكلة وأننا كنا نتمنى من زمن أن يتحطم هذا التلفزيون· وفي النهاية يرحلون كالمغول تاركين خرابًا وأرضًا محروقة، وعليك أن ترد الزيارة·· ونتيجة رد الزيارة أن يردوا الزيارة! لا·· لا يوجد شيء يستحق هذا كله· 

Amadeus (1984)

صورة
  في رواية "إبنة القس" لجورج اورويل فقدت دوروثي إيمانها بدون مقدمات، لكنها في نفس الوقت لم تفقد حاجتها الروحية للإيمان، نقطة تحول كانت و لا تزال تزداد جدلية كلما تمعن المرء في أمرها، و رغم عديد التبريرات إلا أن التفسير الأكثر منطقية كان جملة تحمل بداخلها سخرية كبيرة و كانت علي لسانها تمر ( ربما فقدت الإيمان مثل طفل توقف عن الإيمان بوجود الجن)، ربما يكون ذلك الجواب كافي حتي مرحلة ما و مُرضي كذلك لكن عندما تُثار القضية مرة أخري سيبحث العقل عن جواب يُرضى ربما يجده او لا لكن الحقيقة أنه لن يتخطاه بتلك السهولة، و لن تكون السهولة متمثلة في الشق الثاني من المعضلة و هي الحاجة الروحية الملحة للإيمان حيث و أن كل إنسان يبحث عن الإيمان بفكرة أو غيرها، و فكرة أن تحيا بلا إيمان تبدو مرعبة و مفزعة و في أغلب الأحيان لا يتقبلها عقل حتي لو حاول بتجاوزها أو نكرانها، حتى عندما حاول ساليري أرغمته مداركه علي الإيمان بشئ ما، و بغض النظر عن سبب فقده لإيمانه لا يمكن تجاهل حقيقة بحثه الذي لم يستمر كثيراً فأمسي يؤمن بجلاده، بمجده و حب الموسيقي له  و خشوعها، فوجدها حقيقة ساطعة سولت له أفكاره إعتناقها عن