المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٨, ٢٠٢١

رسالة سركون بولص إلى وديع سعادة

صورة
  هذه رسالة كتبها الشاعر العراقي الكبير،سركون بولص، إلى صديقه وديع سعادة، بعد أن هاجر الأول إلى الولايات المتحدة الأمريكية والثاني إلى أستراليا، في مطلع السبعينيات من القرن الماضي. أخي وديع لم أنتظر الليل بل تقدمت نحوه وأنا أعرف عدوي وبلا درع أو شهادة أو تردد. ولكنني حين دخلتُ كثافته العدوّة كانت يداي ترتجفان وكان عناقي حلمًا كهربائيًا يعبر على المحيط. من حين الى حين، وجهي المعلق في مرآة محاكمة. وأنا دائمًا قاضي هذا العالم. أريد أن أتكلّم مع أصدقائي، لا بل اليهم ولكنني أجدهم في صحراء أخرى. أحاول أن أركّز نظري لأرى الملامح ولكنها لا تستطيع أن تقتل قوانين البعد. القانون الوحيد الذي قتلته هو قانون الزمان، ولكن الفضاء ما زال عدوًا. إنني الآن في المركز والأيام تدور من حولي ككواكب نارية من الاحتمالات والعبر والمغامرة. وبعد ذلك هذه هي القاعدة: الأيام ليست سوى أيام. مجرد أن أستلم رسالتك يا وديع، مغامرة، حفلة، عاصفة غجرية. لو عرفت ماذا تعني رسالة ما بالنسبة لي في هذه القارة المطفأة، ومن صديق من وطني! ولكنك هناك أيضاً كالمنفيّ، كما يبدو لي. لا تكن. أقول لك بكل صوتي: لا تكن. أخرج. من هذه الطبقة ا