المشاركات

عرض المشاركات من يونيو ١٦, ٢٠٢١

همس الجنون / نجيب محفوظ

صورة
  والذي لا شك فيه أن الموت ليس مؤلما ولا مفزعا كما يتوهم البشر، ولو عرف حقيقته الحيّ لنشده كما ينشد نشوة الخمر المعتقة، وفضلا عن هذا وذاك فلا يخامر المحتضر أسف ولا حزن بل الحياة تبدو شيئا تافها حقيرا إذا تخايل في الأفق ذاك النور الإلهي البهيج. كنتُ مكبلا بالأغلال فانفكت اغلالي. كنت حبيسا في قمقم فانطلق سراجي. كنت ثقيلا مشدودا إلى الارض فخلصت ثقلي و أرسلت وثاقي. كنت محدودا فصرت بغير حدود .كنت حواس قصيرة المدى فانقلبت حسا شاملا كله بصر وكله سمع وكله عقل، فاستطعت أن أدرك ما فوقي وما تحتي وما يحيط بي، كأنما هجرت الجسم الراقد أمامي لأتخذ من الكون جميعا جسما واحدا.

هذا هو الإنسان \ فريدريك نيتشه

صورة
  يبدو لي ايضا أن الكلمة الأكثر فجاجة، والرسالة الأكثر خشونة تظل أكثر فضلا وأكثر شرفا من الصمت. فأولئك الذين يركنون الى الصمت هم الذين يفتقرون دوما الى اللياقة وسماحة القلب. إن الصمت اعتراض، لكن تجرع الغصص ينتج عنه حتما فساد الطبع، بل يفسد حتى المعدة. كل الصموتين هم من المصابين بسوء الهضم.

شارب الأبسنث / للفنان التشيكي فيكتور أوليفا

صورة
  رغم شهرة هذه اللوحة ، فإن فيها جانبآ غير مألوف وهو أنها غير موجودة في متحف أو صالة لعرض الأعمال الفنية ، وإنما في مقهى تاريخي مشهور يقع في وسط "براغ " عاصمة جمهورية التشيك . اللوحة تتحدث عن مشروب يسمى " الأبسنث " ( وبالعربية الشيح أو شجرة مريم ) يستخلص من نبات ذي رائحة عطرية ومذاق شديد المرارة ، ينمو عادة في المناطق الصخرية والصحراوية  . وقد ذكره الطبيب الفيلسوف ابن سينا في بعض كتبه ، وكان يصفه لمرضاه كعلاج لبعض اعتلالات الجهاز الهضمي . غير أن النبات يكتسب خواص مسكرة إذا ما تم خلطه بأعشاب ومواد أخرى عن طريق التقطير  . الرسام " فيكتور أوليفا " اعتاد تعاطي " الأبسنث " في مقهى ( كافية سلافيا ) في " براغ " .... بعض الفنانين وصفوا تأثير " الأبسنث " بأنه يجلب حالة من السكر الشفاف الذي يفتح الذهن ويصفي الحواس ويحفز شاربه على الدخول إلى عالم الأفكار والتأملات العميقة . وقد عرفه الانطباعيون الفرنسيون الذين كانوا يجلبونه من السوق السوداء حيث كان يباع سرآ بعد أن تم حظره عقب تسببه في بعض حالات العنف والهلوسة وحتى الانتحار . يروي "