المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

معضلة القنفذ \ ‏Hedgehog's dilemma

صورة
  عندما يشعر حيوان القنفذ بالبرد يبدأ بالبحث عن إخوانه لكي يلتصق بهم حتى يشعر بالدفء . المشكله أن الشوك الذي على جسم القنفذ يجعل عمليه تقاربه مع أبناء جنسه صعبه ومؤلمة ، نظراً لأنهم كلما تقربوا من بعضهم فإن الشوك الذي على أجسامهم يؤذيهم ، فيقررون الابتعاد عن بعضهم ، ثم يشعرون بالبرد فيقتربون مرة أخرى وهكذا ..  في سنة 1851 تأمل الفيلسوف الألماني شوبنهاور في موقف حيوان القنفذ هذا واعتبرها واحده من معضلات الانسان الاجتماعية النفسية ، وسماها : ( مُعضله القنفذ ) Hedgehog's dilemma شوبنهاور تكلم أن الإنسان الوحيد يشعر باحتياج شديد لأن يقترب من الناس ويتفاعل معهم ، وأن الوحدة تبقى قاسية جداً ومؤلمة بالنسبه للإنسان الطبيعي ( مثل البرد بالنسبه للقنفذ ) ، فيقرر أن يفعل مثل القنفذ ويبحث عن أبناء جنسه ويلتصق بهم من أجل الدفء النفسي .  المشكله أن التصاقه وقربه هذا لن يكون مصدر سعادة وراحه له على طول الوقت ، وإنما العكس ، مصدر ألم وتعب ( لنفسه ولأقرانه ) ، وهنا تتولد مشاعر سلبية كثيرة مثل الضغط النفسي والإحراج والفراق وغيرها . ومثلما يكون القنفذ مجبراً على إيذاء أقرانه ، ذات القضيه مع الانسان (

الرجل الذي مات مرتين \ جورج أمادو

صورة
كينكاس هدير الماء المدعو سابقاً بـالرجل المحترم جواكيم، الرجل الذي عاش مرتين ومات مرتين -أو ربما 3 مرات- اذا افترضنا خُروج كينكاس في عمر الخمسين عن طابع حياته المستقرة في ظل أسرته إلى اعتناق حياة التشرّد والحريّة "الميتة الأولى"، حتى وإن لم تكن ميتة جسدية فهي تمثل موت الأخلاق والمبادىء والحياة التي مارسها كينكاس طوال الخمسين سنة من حياته، بالإضافة إلى أن أهله أنفسهم اعتبروه ميتاً بمجرد خروجه "وهنا تنتهي الحياة الأولى لكينكاس"، أما الحياة الجديدة حياة مغايرة تماماً لتلك المقيّدة بقوانين وأعراف المجتمع، حياة بسيطة وبلا قيود، التقى فيها بأصدقاء حقيقيون وبالرغم من أنّه أمضاها في السكر والمقامرة طوال الليل إلا أنّها كانت حقيقيّة أكثر بالنسبة له. الميتة الثانية هي الميتة الفعلية، أما الثالثة هي الميتة التي تمنّاها العجوز كينكاس، بعدما مات اجتمع حوله أصدقائه وطافوا به حول المدينة وكأنّه حي وانتهوا بالاحتفال على ظهر سفينة وهناك القى العجوز نفسه في البحر، مختاراً الموت الذي يُريده والمكان الذي يُدفن فيه. الحكايات عن موت كينكاس هدير الماء، تُحكى عن طريق طرفين رئيسين، الأول ال

ثمانيةُ أفكارٍ لسيجموند فرويد لايزال تأثيرها قائماً حتى اليوم

صورة
  1️⃣ اللاوعي ، أو كيف لا تحدث الأشياء مُصادفةً.  اكتشف فرويد أن ما مِن شيء يُسمى حادثة أو صدفة ، واكتشف كيف أن المشاعر والأفكار والدوافع والأمنيات والأحداث ، التي قد تبدو عشوائية ، تحمل معانٍ خفية.  يشير الكاتب إلى زلات اللسان التي يسميها علماء النفس «زلَّة فرويدية»، والتي تدلنا على أهمية المعاني الباطنة للأشياء التي نقولها ونفعلها. بمعنًى آخر، لو حدث ونسيت مفتاحك في شقة من تحب «بالصدفة»، فأغلب الظن أنَّك ، دون وعي ، تركتها بهدف الرجوع إلى شقته ثانيةً ، رغبةً في رؤيته. بدايةً من الأحلام والزلَّات الفرويدية وحتى التداعي الحر ، لا يزال التعمق في اللاوعي بغرض تحرير الرغبات ، أو الصدمات ، أو الدوافع المنسية المحرمة ، خطوةً شديدة الأهمية تجاه معرفة أصدق بالسلوك البشري. 2️⃣ الليبيدو "الغريزة الجنسية : نقطة الضعف والقوة". حتى لو حاول جميعنا إنكار الأمر ، فالجنس هو دافعنا الأول والقاسم المشترك بين البشر في رأي فرويد ، إلا أن شعورنا الشديد بالخجل والاشمئزاز من تلك المبادئ الداروينية البدائية ، التي أدت إلى تقدم الإنسان على سائر المخلوقات الحية ، جعلنا نبذل وقتًا هائلًا في إنكار هذا «

فيروس دوستويفسكي

صورة
في نهاية رائعة دوستويفسكي "الجريمة والعقاب" يحلم "راسكولنيكوف" بفيروس يصيب الناس، أعراض هذا الفيروس غريبة لأنه يجعل [كل شخص يعتقد بأنه المالك الوحيد للحقيقة] .. بالطبع لا يمكن للناس أن يتعايشوا مع بعضهم مما يؤدي لحالة من الصراع الدائم وعدم تقبل الآخر، ‏ولكن المثير للاهتمام ان "راسكولنيكوف" لم يكن يعلم بإصابته أيضا بهذا الفيروس الغريب، لأنه كان يعتقد وهو في السجن ان الجريمة التي ارتكبها ليست خطيئة.. وكان هدف الحلم [تجريده] من مشاعر التفوق واعتقاده بأنه أيضا المالك الوحيد للحقيقة ‏من المهم الوقوف على تداعيات هذا الفيروس كما وردت في الحلم، فالمجتمعات بدأت تنهار تماما، وجميع البشر أصبحوا أعداء، لأن الجميع اقترح أفكاره الخاصة، رؤيته الخاصة، تحسيناته الخاصة، لا يوجد اجتماع بل تفرق تام.. هذا الوباء في حلم "راسكولنيكوف" أصاب ربما العقول فقط.. ‏أرى أن دستويفسكي يصف ولو بشكل بسيط واقعنا الحالي، الوباء لم يصب فقط الجسد ولكن أيضا طريقة التفكير والمنطق، أصبحنا نشكك في كل شيء، وأغلبية الناس أصبحوا خبراء، يرون وجهات نظرهم وأنفسهم على حق دائما.. ‏على كل حال، &qu

عزاء الفلسفة \ بوئثيوس

صورة
  إن كنت في سجن منتظرًا لحظة إعدامك، أستمضي حينها أيامك الأخيرة تكتب مؤلَّفًا فلسفيًّا؟ بوئثيوس فعل. وانتهى الأمر إلى أن يكون هذا أشد المؤلَّفات التي كتبها شيوعًا. كان أنيسيوس مانليوس سِفرنيوس بوئثيوس (525-475)، كي نمنحه اسمه الكامل، واحدًا من آخر الفلاسفة الرومان. مات بعد عشرين عامًا فقط من سقوط روما في يد البرابرة. ولكن في الوقت الذي كان فيه حيًّا، كانت روما تنحدر مسبقًا. وفكّر في الفلسفة مثلما فعل زميلاه الرومانيان كيكرو [باللاتينية الكلاسية] وسنيكا باعتبارها نوعًا من العون الذاتي، طريقة عملية تحسّن بها مجرى حياتك بقدْر ما هي مراس على الفكر المجرد. كما إنه زوّد اليونانيين القديمين أفلاطون وأرسطو بخط اتصال، إذ ترجم أعمالهما إلى اللاتينية، محافظًا بذلك على أفكارهما حيةً في وقت كان يحيق بها خطر الضياع إلى الأبد. كونه مسيحيًّا، فإن كتاباته استمالت الفلاسفة المتدينين الورعين الذين قرؤوا كتبه في العصور الوسطى. إذًا أنشأت فلسفته جسرًا ينطلق من المفكرين اليونان والرومان إلى الفلسفة المسيحية التي ستسيطر على الغرب لقرون بعد وفاته. كانت حياة بوئثيوس مزيجًا من الحظ الحسن والحظ السيئ. قلَّده الم

الكوميديا الالهية \ دانتي

صورة
  وجدت نفسي على الحافة من وادي الهاوية الاليم، المتلقى لدوي صرخات لا تنتهي، عميقاً كان ومُلبداً بالسُحب المُكفهرة، حتى اني حينما حدقتُ ببصري في أعماقه، لم أتبين فيه شيئاً. هنا الطريق المؤدي الى مدينة العذاب، الى الألم الأبدي، هُو ذا الطريق المؤدي الى القوم الهالكين.  لم يُخللق قبلي شيئا سوى ما هو أبدي، واني باقٍ للأبد، أيُها الداخلون ! أطرحوا عنكم كُل أمل.- هذه الكلمات رأيتُها مكتوبة بلونٍ داكن، في ذروة بوابة عملاقة، فقلت :  "مُرشدي، ان معاني هذه الكلمات لقاسٍ على نفسي." فأجابني جواب خبير  :  "هُنا ينبغي ان تطرح عنك كُل شك، هُنا ينبغي ان يموت كُل خوف، فها قد وصلنا الى المكان الذي أخبرتك انك سترى فيه جميع الاقوام المُعذبة." دوى عند دخولنا تنهدٌ وبُكاء وصراخ عالٍ وسط جو مُكفهرٍ بغير نجوم. لغاتٍ غريبة، وصرخاتٍ رهيبة، وكلمات أسىٰ، وصيحاتُ غضب، واصوات صماء عالية، ترافقها لطمات أيادي.مُحدثاً ضجيجاً مُفزعاً يدور على الدوام، في هذا الجو الابدي الظلام، كذرات الرمال عندما تعصِفُ بها هوجاء الاعاصير. فقلت وقد حفّت برأسي طيور الرُعب: " ما هذا الذي أسمع ؟ أي ألمٍ مرير يحملهُ

لوحة هنري براون

صورة
لوحةٌ لرجل أمريكي يدعى هنري براون والذي  استطاع الهرب من العبودية في العام 1849  عن طريق إرسال نفسه بالبريد إلى ولاية أخرى من الولايات الحرة منقولاً في صندوق خشبي مساحته 91x61x81 سم في رحلة إستغرقت 27 ساعة وهو منطوٍ على نفسه في وضع أشبه بالجنين كما  في اللوحة، وحتى يستطيع الحصول على إجازة في ذلك اليوم حرق يده بالكامل بماء النار حتى بانت عظامه، ودفع للرحلة حوالي 86 دولار (مبلغ ضخم جداً وخاصة بالنسبة لعبد، يعادل حوالي 2500 دولار بأموال اليوم) استطاع جمعه عن طريق تأدية بعض المشاوير والأشغال الجانبية للجيران نظير مقابل مادي ضئيل صغيرة على مدار سنوات. بعد نجاحه  حاول بدايةً أن يطوف البلاد ليحكي عن أهوال وفظائع العبودية ولكن أصبح في خطر حقيقي بعدما تم تمرير قانون يدعى Fugitive Slave Law أو (قانون العبد الشارد) والذي يرخص القبض على أي عبد هارب وإعادته لصاحبه نظير مكافأة مالية، فهاجر إلى بريطانيا وعمل بمجال الاستعراض وخفة اليد وكذلك أصبح من أبرز المتحدثين المناهضين للعبودية هناك " الحرية ....لا تقدر بثمن"  

رجل في الوسط \ أحمد خالد توفيق

صورة
  ذات مرة اضطرتني الظروف واضطرني النحس إلى المشي في حي عشوائي مرعب على أطراف المدينة، فلاحظت أن سكان الحي الفقراء ينظرون لي نظرة شرسة متوعدة .. النساء يرمقنني في شك وكراهية، والأطفال يركضون خلفي لكن على مسافة معقولة لأنهم خائفون مني، والفضول يمنعهم من الابتعاد. هنا فطنت إلى أنني أبدو أنيقًا متغطرسًا أكثر من اللازم .. أكثر مما يستريحون له. ولا أعرف كيف نجوت من هذه المغامرة على كل حال. بعد أسبوع كان علي أن أقابل رجلاً في أحد الأحياء شديدة الرقي والثراء.. سيارات فاخرة من أحدث موديل، بحيث بدت سيارتي جوارها أقرب إلى صندوق قمامة ألقاه أحدهم هناك. لاحظت نظرات الدهشة والعدائية التي يصوبها لي كل من ألقاه هناك، وعندما أردت دخول تلك البناية استوقفني حارس الأمن ليعرف من أنا بالتفصيل. نظرت لنفسي في المرآة العملاقة خلف الحارس فعرفت السبب .. أنا أبدو رث الثياب مريبًا وفقيرًا أكثر من اللازم.. هكذا عرفت أنني أنتمي لمعسكر الوسط في كل شيء.. ليس لي مكان في مجتمع الأثرياء لكن مجتمع المعدمين لا يقبلني كذلك .. لو تهددك واحد وأنت في معسكر الأثرياء فلا مشكلة لأن البودي جارد الخاص بك من الرجال صلع الرؤوس ذوي ال

فيما وراء الخير والشر

صورة
في كتابه "الصراع مع الشيطان" يصف ستيفان سفايغ رغبة المعرفة عند نيتشه بأنها رغبة جامحة، مدمرة، "شيطانية" لا تكل ولا تمل، لا تهدف إلى تشييد قصور أو بناء صروح معرفية عكس باقي الفلاسفة الألمان من قبيل كانط وفيخته...فعكس كانط لا يسعى نيتشه الى الزواج بالحقيقة والبقاء وفيا لها. فلا أنساق في فلسفة نيتشه، ولامذاهب، ولا قيم خالدة ولا أفكار ميتافيزيقية متعالية... ولهذا السبب بالضبط يجد المرء صعوبة في قراءة نصوص نتيتشه وفهمها، فهي تستهلك القارئ وتُتعبه، تأخذ منه أضعاف المجهود التي تأخذه قراءات أخرى، لا لسبب إلا لأنها "قلب للأفلاطونية" كما يقول عنها هو نفسه. وما الافلاطونية في نهاية المطاف إن لم تكن الثقافة والطريقة التي اعتاد البشر أن يعيشوا بها منذ زمن بعيد؟ لذلك أيضا تحتاج قراءة نصوص نيتشه إلى براءة الطفل، لأنها تقتضي التخلي عن الكثير من الأحكام المعرفية المسبقة التي أصبحت تُشكل نمط تفكيرنا ووجودنا. وكمثال على ما قلناه، لنتأمل هذه الفقرة المرعبة و"الغريبة" من الشذرة الرابعة لكتاب "فيما وراء الخير والشر"، والتي يحتاج المرء من أجل فهمها إلى أكثر م

وحدها الغابة السوداء تلهمني \ مارتن هايدغر

صورة
  المدينيون يندهشون أحياناً لعزلتي الطويلة والرتيبة في الجبال وبين المزارعين. غير أن ما أعيشه ليس العزلة، وإنما الوحدة. في المدن الكبيرة، بإمكان الإنسان أن يكون منعزلاً أكثر مما في أي مكان آخر، وبسهولة متناهية. غير أنه لا يستطيع أن يكون وحيداً البتة. ذلك أن الوحدة لها نفوذ متميز تماماً في ألا «تعزلنا»، ولكن بالعكس، في أن تُلقي بحياتنا كلها بجوار جوهر كل الأشياء. هناك، أي في المدن، بإمكاننا أن نحصل على الشهرة السريعة من خلال الصحف والمجلات. وهذا هو الطريق المؤكد للسقوط بسرعة في هاوية النسيان. -  مجلة فكر وفن، العدد 47، سنة 1988.

المعاناة و الآلام \ شوبنهاور

صورة
  في النهاية، إذا أظهرنا للجميع المعاناة و الآلام الرهيبة التي قد نتعرض لها خلال حياتنا، سيصابون بالرعب حتماً. إذا قمنا باصطحاب أقوى وأكثر المتفائلين في هذا العالم الى المستشفيات والمستوصفات ومسارح العمليات و عبر السجون وغرف التعذيب وحفر العبيد، إلى ساحات القتال وأماكن الإعدام ؛ إذا فتحنا لهم كل أماكن البؤس المظلمة و إذا كان علينا السماح لهم بإلقاء نظرة خاطفة على زنزانة "أوجولينو" حيث هناك سجناء يتضورون جوعاً حتى الموت، فسوف يرون في النهاية و بكل تأكيد، أي نوع من العالم هذا . هل هو أفضل العوالم الممكنة على الإطلاق كما يعتقد المتفائلون ؟ و إلا من أين حصل "دانتي" على المواد اللازمة لصنع جحيمه؟!! إن لم تكن من عالمنا الحقيقي هذا ؟"