المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ١٩, ٢٠٢٣

حب الحياة \ إريك فروم

صورة
  هناك واقعة جد مهمة في ثقافتنا، تتمثل في كون الناس ليسوا واعيين بما في الكفاية بالمضض الذي يحدثه الملل. إذا كان المرء وحيدًا، وعندما لا يستطيع لسبب من الأسباب شغل نفسه بنفسه، فإنه يشعر، عندما لا يمتلك في نفسه مصدر القيام بشيء حيوي أو وعي ذاته، بالملل كحمل ثقيل، كشلل لا يمكنه شرحه بنفسه. إن الملل هو أصعب عذاب، وهو حديث ويقضي على كل ما حوله. والإنسان الذي يكون معرضًا للملل دون مقاومة هذا الأخير لا يشعر بأنه إنسان محبط. لماذا؟ لماذا لا يعرف الكثير من الناس الشر الذي يمثله الملل، والعذاب الذي يحدثه؟ أعتقد بأن الجواب على هذا السؤال جد بسيط؛ إننا ننتج الكثير من الأشياء التي بإمكانها أن تساعدنا للقضاء على الملل. فإما أن يتناول المرء أقراصًا مهدئة أو أنه يشرب أو يذهب من حفل إلى آخر، أو أنه يتخاصم مع الزوجة أو يترك وسائل الإعلام تنسيه أو أنه يمارس الجنس لكي ينسى الملل. فالكثير من أنشطتنا هي محاولات لكي لا يصل الملل إلى وعينا. لكن لا يجب على المرء أن ينسى هذا الشعور القاتم الذي يعمنا عندما نشاهد فيلمًا سخيفًا أو عندما نريد أن نقضي على الملل بطريقة سخيفة. لا يجب أن ننسى إذًا عذابات الضمير الذي ن

الإحساس بالنهاية \ جوليان بارنز

صورة
   حين تكون في العشرينات حتى ان كنت مشوشا وغير متأكد من أهدافك وغاياتك، فإن لديك حسا قويا بمعنى الحياة نفسها، وبماهيتك في الحياة وبما يمكن أن تصير عليه. فيما بعد.. فيما بعد هناك المزيد من عدم اليقين، المزيد من التداخل، المزيد من التراجع، المزيد من الذكريات الزائفة. في الماضي يمكنك أن تتذكر حياتك القصيرة بأكملها، فيما بعد تصبح الذاكرة شيئا من الخرق والرقع. فهي إلى حد ما تشبه الصندوق الأسود في الطائرات الذي يسجل ما يحدث في حالة التحطم. إن لم يحدث شيئا خطأ، فإن الشريط يمحو نفسه. وهكذا إن تحطمت، يكون واضحا لم حدث ذلك، إن لم تتحطم فإن منطق رحلتك يصبح أقل وضوحا أو سوف أعبر عنها بطريقة أخرى، ذات مرة قال أحدهم إن الأزمان المفضلة لديه في التاريخ هي تلك التي تشهد إنهيارا لأن ذلك يعني أن شيئا جديدا في طور الولادة. هل هناك منطق في هذه المقولة إن طبقناه على حياتنا الفردية؟ أن تموت عندما يولد شيء جديد، حتى ان كان ذلك الشيء الجديد هو أنفسنا ذاتها؟ لأنه كما التغيير السياسي والتاريخي سوف يكون مخيبا للآمال آجلا أو عاجلا، فإن الحال كذلك بالنسبة إلى البلوغ. وكذلك الحال بالنسبة إلى الحياة. أعتقد أن الهدف م

لا معنى لأي شيء \ أرنستو ساباتو

صورة
  أظن احياناً ان لا معنى لأي شيء. فعلى كوكبٍ صغير، يسير نحو العدم منذ ملايين السنين، نولد وسط الآلام ونترعرع، ونجاهد، ونمرض، ونتألم، ونسبب الألم للآخرين، ونصخب، ونموت، يموت أناس، في حين يولد آخرون، ليبدأ تكرار الملهاة العقيمة من جديد. أيكون الأمر كذلك حقاً..؟... استغرقت في التأمل في هذه الفكرة عن تفاهة الأشياء وعقمها. هل حياتنا كلها ليست سوى سلسلة من الصرخات المجهولة في صحراء أجرام لا تبالي..؟.