المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٢, ٢٠٢٠

مُقْتَطَف من رائعة أحدب نوتردام / ڤيكتور هوجو

صورة
 الصُّورة للأحدب كوازيمودو قارع أجراس كنيسة نوتردام في فرنسا-باريس كان القاضي مصاباً بالصَّمم ، وهذا نقصٌ غير خطير ! والثَّابت يوْمذاك أنَّ في إصغاء القاضي ما يكفي للقيام بوظيفته . وقد كان قاضينا المحترم يقوم بهذه الوظيفةِ خيرُ قيام ، فالمهم ألا يُشغَلَ بأيَّة ضجَّةٍ عمَّا ينصرف إليه من محاكمة النَّاس . ــ ( انتبه ، يا روبان ! ما هذا الذي يُدخلونه؟! إنَّه خنزيرٌ برِّي ! إنَّهُ أحدب نوتردام ! إنَّهُ كوازيمودو ! ) صاحَ جوهان الذي كان حاضراً في المحكمة . والحقّ أنَّهُ لم يكُن غير كوازيمودو ، مقيَّداً مجروراً وتحت حراسةٍ جيِّدة ، ولم يكُن فيه شيءٌ يُلفتُ النَّظر غير بشاعته التي وحدها مَنْ يبرِّر جلبهُ إلى المحكمة . كان قاتماً صامتاً مطمئنَّاً ، فلا تكاد عينُه الوحيدة تُلقي نظراتها السَّاخرة الغاضبة فوق الأربطة التي تثبِّته . في هذه الأثناء كان القاضي يتصفَّح ملف الشَّكوى المقدَّمة ضد كوازيمودو الأحدب ، ثم لم يلبث أن بدا في هيئة المتبتّل المستغرِق في تفكيره . وبفضل هذا الإحتياط استطاع دائماً أن يعرف اسم المتَّهم وصفته وعمره ويهيء الأسئلة المنتَظرة والإجابات في حدود ما يتخيَّلها ، وهك

الزلة / الدكتور يوجين ج. ماهون

صورة
زلات اللسان ... أسبقية شكسبير لفرويد يفترض أن يكون هاملت قد عاش قبل 300 سنة من فرويد ـ في مخيلة كاتب المسرحية ـ الا أنه يبدو مرتكبا لما يسمى زلة ، أو خطأ فرويديا ، وهذه الزلة ، كما يقول أحد كبار المحللين النفسيين ، تلقي أضواء على النقطة الاكثر ظلاما في عقله وتبرز عبقرية وليام شكسبير في وصف الحياة الداخلية للمرء. الدكتور يوجين ج. ماهون ، المحلل المدرب في كلية كولومبيا للاطباء والجراحين تحدث عن اكتشافه هذا في إحدى المجلات النفسية المتخصصة السنوية التي تنشر مواضيع حول آخر الافكار والنظريات التحليلية النفسية لمختلف المواضيع. هاملت أحد أشهر الابطال الشكسبيريين، يرتكب الزلة في أول مناجاة لنفسه. ففي تحسره على زواج والدته السريع من عمه بعد شهر واحد من وفاة والده يتمتم أمير الدانمرك ، ولكن مضى شهران على وفاته ! لا ليس هذه المدة ،ليس شهرين. لماذا يقول شهرين ، بدلا من شهر واحد ،ثم يصحح نفسه فورا؟ يرد ماهون أن السبب هو أن هاملت في خياله الاوديبي اللاواعي قتل والده قبل شهر من إقدام عمه على قتله فعلا. و في مسرحية (يوليوس قيصر) على سبيل المثال عثر على ذكرى خاطئة في الفقرة التي يتجادل فيها بر

عالم جديد شجاع / ألدوس هكسلي

صورة
يقولون: إنَّ الخوف من الموت، وما يتبعه هو ما يلجئ الناس إلى الدين، كلما تقدّموا في العمر، ولكن من تجربتي أيقنت أنّه بجانب شعور الرعب، أو التخيلات الميتافيزيقية؛ فإنَّ الشعور الديني ينمو بداخلنا مع تقدمنا في العمر؛ لأنّه مع هدأة العواطف واستقرار الأحاسيس وصعوبة استثارة الهوى والنزوات يصبح العقل أكثر قدرة على إعمال الفكر دون مشاكل، ولا تشوش تسببه الصور والخيالات والرغبات والإلهاءات التي كان مستغرقاً فيها من قبل، وعندئذ يتجلّى له الرب كأنّما يخرج عليه من وراء سحابة، فتشعر به روحه وتراه فتتزكى وتتوجه إلى مصدر كل ضياء، تتوجّه إليه فطرياً لا مندوحة لها عنه الآن، وقد بدأ يتلاشى كل ما كان يعطي الحيوية والسحر لعالم الأحاسيس تاركاً إيّانا في خواء، الآن وقد أصبح الوجود المحسوس لا داعم له من الانطباعات الداخلية أو الخارجية شعرنا بحاجتنا للارتكان إلى ثابت، إلى كيان لا يتلاعب بنا ولا يغشنا، إلى واقع راسخ، إلى حقيقة مطلقة أزلية أبدية. نعم ؛ إِنّنا في النهاية نتجه إلى الرب لا محالة، وتلك العاطفة الدينية شديدة النقاء في طبيعتها شافية ومبهجة للروح التي تذوق حلاوتها، حتى إنّها تعوضها عن كل فقَد . 

الفلسفة البراجماتية

صورة
الفلسفة البراجماتية اسم يطلق على عدد من الفلسفات التي تشترك في مبدأ عام وهو أن صحة الفكرة تعتمد على ماتؤديه هذه الفكرة من نفع، أو على ماتؤدي إليه من نتائج عملية ناجحة في الحياة. وقد ظهرت هذه الفلسفة في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر، وكان أول من أطلق عليها اسم البراجماتية؛ هو الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس. وقد طورها بعد ذلك الفيلسوف وليام جيمس. ثم جاء الفيلسوف جون ديوي محاولا أن يضع منطقا للتفكير البراجماتي، وأن يفتح له مجالات عديدة للتطبيق. ولكن على الرغم من اتفاق الفلاسفة البراجماتيين على مبدأ ارتباط صحة الفكرة بنتائجها العملية، فهم على خلاف فيما بينهم حول النتائج العملية التي تعد مرضية وتكون معيارا للصدق والحقيقة. وهذا الاختلاف هو مايميز الأنماط الرئيسية التالية للبراجماتية : البراجماتية الإنسانية : وترى أن كل مايحقق الأغراض والرغبات الإنسانية فهو حق، وقد أخذ بهذا الموقف كلا من وليام جيمس في أمريكا، وفريدريك شيلر في انجلترا. البراجماتية التجريبية : وترى أن الحق هو مايؤدي إلى عمل، بمعنى مايكون متحققا بصورة تجريبية. البراجماتية الاسمية : ترى أن نتائج الأفكار ه