المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ١٢, ٢٠٢٠

أصل الأخلاق وفصلها / نيتشه 

صورة
إذا كنا قد فهمنا الاسباب التي جعلتني ادّعي إن مسألة الإعتناء بالمرضى، ومعالجة المرضى، لا يسعها أن تكون من واجب الأصحاء، إذا فهمنا هذه الاسباب بكل ما يقتضيه فهمها من عمق .. وأنا اشدد هنا، بالضبط على ضرورة الإدراك العميق، على ضرورة الفهم العميق .. فإننا نكون قد ادركنا الاسباب الموجبة لضرورة أخرى .. ضرورة أن يكون لدينا أطباء وممرضون يكونون هم انفسهم مرضى : والآن، ها نحن نمسك ونقبض بكلتا يدينا على معنى الكاهن الزاهد . الكاهن الزاهد ينبغي أن يكون، بالنسبة لنا، المنقذ المعدّ سلفاً، راعي القطيع المريض والمدافع عنه : هكذا فقط نستطيع أن نفهم مهمته التاريخية الخارقة . السيطرة على المتألمين، هذا الدور الذي أعدّته غريزته للقيام به، وهو يجد هذا الدور فنه الخاص، سيادته، ونوع سعادته، ينبغي أن يكون مريضاً هو بالذات، ينبغي أن يكون على صلة حميمة بالمرضى، بالمحرومين، حتى يتمكن من سماعهم ومن التفاهم معهم. لكن عليه كذلك أن يكون قوياً، أن يكون متمكناً من نفسه اكثر من تمكنه من الآخرين، رابط الجأش في إرادته للمقدرة حتى يجوز على ثقة المرضى ويكون موضع خشيتهم، حتى يكون دعماً لهم، وسنداً، وملزماً، ومعلماً،

بحر هوميروس / اندرياس اكينباك

صورة
 كانت علاقة اليونانيين القدماء بالبحر حميمية وخاصّة. وكانت رحلاتهم البحرية هي المحرّك الأساسيّ لثقافتهم. والبحر حاضر في كلّ مكان في الطبيعة اليونانية. ومن أعالي الجبال الوعرة إلى السهول المنخفضة، لا يكاد مرأى البحر المتوسّط يغيب عن الأعين. وهو حاضر أيضا في الأساطير الإغريقية التي تحكي عن الحوريات اللاتي يعشن في الماء وعن الكنوز التي توجد طافية على الشطآن. بالنسبة للإغريق، البحر هو أكثر من واقع جغرافيّ، انه ثقافة وأسلوب حياة. كانوا يعتمدون عليه، ليس للعيش والتنقّل فقط، وإنما أيضا لمعرفة الأخبار وإدارة الحروب وللتبادل السياسيّ والتجاريّ. البحر أيضا نقطة عبور بين الحياة والموت. زيوس قرّر في نهاية العصر البرونزيّ أن يبيد الجنس البشريّ بالطوفان جزاءً له على شروره. وقيل إن ذلك الطوفان تسبّب في تدمير اطلانتيس وطبيعتها الفردوسية. وذات مرّة، أشار يوريبيديس إلى أن الإبحار إلى ما وراء أعمدة هرقل يُعدّ عملا محرّما لأنه ينتهك أرضا مقدّسة. غير أن البحّارة الفينيقيين تجاوزوا تلك الأعمدة منذ القرن السابع الميلاديّ. كان الإغريق ينظرون إلى البحر كنقطة التقاء بين العالم المتخيّل وعالم الواقع.

بروكرست

صورة
بروكرست أسطورة يونانية تتمحور حول حداد يدعو الناس للمبيت عنده ؛ ثم يضعهم على سرير في بيته فمن زاد طوله عن السرير بتر الزائد منه و من كان أقصر مد أطرافه حتى تتمزق ؛ الشخص الوحيد الذي ينجو منه هو الذي يناسب مقاسه مقاس السرير !!! لكن في الحقيقة هذه ليست أسطورة فقط بل واقع الكثير منا للأسف ؛ فلدينا في أذهاننا سرير بروكرست لا نقبل أي شخص كما هو بل نبادر إلى حشره في صورة نصنعها له و نتخلص مما لا يوافقها ، لذا يجب علينا أن نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا ، و نعلم أن للناس مقاسات و رؤى مختلفة و أن لا نحشرهم في إطار نصنعه لهم ثم نلومهم إذا خالفوه أو خرجوا عنه !!!