المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

الفلسفة في مواجهة أزمات الواقع بقلم / كه يلان مُحمَد

صورة
 احتدمَ الجدل في بدايات القرن العشرين حول دور الفلسفة في العالم المُعاصر الذي صار عنوانه العريض التطور العلمي وما حققته البشرية من اختراقات كبيرة في مُختلف المجالات، وهذا ما وضع مصير الفلسفة على المحك، حيثُ ذهبَ البعضُ إلى إعلان موت الفلسفة كون العلم بديلاً لهذه الحرفة الفكرية. إضافة الى أنَّ التخصص أصبحَ سمةً لِمُقتضيات الحياة الحديثة. وفي هذا السياق يقولُ جون ديوى: «كنتُ أسعى إلى أن أطيل عمر الفلسفة، لكن كلمتين أصبحتا قريبتين من الناس - الديمقراطية والعلم - أسدلتا الستار على مهنة الفيلسوف». وكان الكاتب العراقي علي حسين قد أورد في كتابه «دعونا نتفلسف» ردَّ بتراند راسل على زعيم البراغماتية الذي يعتقدُ بأنَّ مُعظم المعارف العلمية والتربوية والسياسية تبحثُ عن مسوغاتها في الفلسفة فبالتالي إنَّ الحديث عن وصول الفلسفة إلى درب مسدود ليس إلا افتراضاً خاطئاً. وما يؤكدُ صحة رأي بتراند راسل هو توالي الإصدارات الفلسفية التي تُناقشُ أطروحات الفلاسفة في شأن مفاهيم حياتية راهنة. وهنا، يأتي السؤالُ عن السعادة والقلق على المكانة والخوف من المُستقبل والحب في صدارة ما يهتمُ به المُتابعون الحقل الفلسفي.

فلسفة الجمال عند هيجل

صورة
‏جمال الفن عند هيغل هو تألق "الروح " .. وهو أكثر إشراقا من جمال الطبيعة .. فجمال الفن جمال مبدع مولود جديد للعقل .. ‏الجمال عند هيغل هو الجمال الفني الذي تبدعه الروح الإنسانية .. وليس جمال الطبيعة .. ولذلك يرفض النزعة الطبيعية في الفن التي تقلد الطبيعة كما هي .. ! ‏هل الفن محاكاة للطبيعة كما قال أرسطو ؟! يرى هيغل أن فن المحاكاة لا جدوى منه فيقول ..ما حاجتنا إلى أن نرى مناظر أو أحداث سبق لنا أن عرفناها و رأيناها .. ! و‏يقول ايضا .. الأساليب المعتمدة في الفن محدودة لا تقدم سوى جانب من الواقع .. وتغفل جوانب أخرى .. وحتى لو أراد الفن تقليد الطبيعة فسيظل دون مستواها .. ! ‏يرى هيغل أن متعة الفنان المحاكي للطبيعة متعة زائلة غير حقيقية .. ينتفي فيها الإبداع والمتعة الحقيقية .. لو أنتج شيئا صادرا عن إمكانياته الذاتية .. ! و‏يرى ايضا ان جعل المحاكاة هدفا للفن هو حرمان للفنان من حريته .. و قدرته على الإبداع .. فالنزعة الطبيعية لا تصلح أن تشكل القاعدة الجوهرية للفن .. ! ‏ لايمكن أن يحتكر الفن في المحاكاة .. بل ان الفنان ‏الذي يرسم لوحة .. هو نفسه الشاعر الذي يكتب القصيدة .. لابد أن

في إنتظار غودو / صامويل بيكيت

صورة
سنة 1948م كتب صامويل بيكيت أحد أهم أعماله الأدبية وهي مسرحية قصيرة تنتمي للمسرح العبثي عنوانها " في إنتظار غودو waiting for Godot" وهي مسرحية تدور حول شخصين ينتظران مجيء شخص إسمه "غودو" يفترض به أن يغير حياتهما للأبد، لكن يمضي اليوم الأول والثاني والثالث وبقية الأيام دون أن يحضر هذا المنتظر، وبالتالي تحولت حياتهما لمحطة إنتظار أبدية وعلقا في المنتصف بين ماضي يهربان منه والمستقبل المرتبط بحضور "غودو" ومعلق به. "غودو" موجود في حياة الكثيرين منا وهو مسؤول عن أكبر مستوى من هدر الحياة وفقدها على مستوى التاريخ البشري، قد يتجسد غودو على هيئة شخص ينسج الوعود وتتوقف الحياة في إنتظار قدومه أو لحظة قدر ننتظرها بفارغ الصبر أو تغيير في المواقف، الحصول على المال، أو تدخل علوي منتظر ... الخ، تتجمد الحياة عندها وتتحول إلى لحظة إنتظار أبدية لحضور "غودو" الذي قد لايحضر أبداً ! الإنتظار جزء من نظام الحياة وضرورتها لكن الخطر يكمن في إنتظار من قد لا يأتي أبداً عندها يجب أن يملك المرء الإرادة و القوة للتخلص من وجود "غودو" في حياته والتوقف عن إنتظار

أسطورة الموسيقى أورفيوس

صورة
‏أسطورة الموسيقي أورفيوس صاحب القيثارة التي عزف عليها معزوفات الحب الحزينة لزوجته الراحلة يوريديس ! ‏أورفيوس ابن ربة الشعر كاليوبي وأبولو إله الفن في الأساطير الإغريقية .. كان عازف القيثارة الذي لا يجارى ولم يقاوم سحر صوته وعزفه أحد ! ‏حين ذاق أورفيوس عذاب الفراق ذهب في مغامرة كبرى لاسترداد حبيبته من العالم السفلي .. حاملا قيثارته مؤمنا أنها ستحقق له المعجزات ولن يقاومها أحد ! ‏في رحلته الملحمية كانت القيثارة تلين لها القلوب حين يغني : " إستمع إلى مصيبتي إستمع إلى سبب مجيئي إلى هنا" وانتزع بها وعدا لاسترجاع يوريديس ! ‏كان الشرط الذي قبله أورفيوس ليعبر مع يوريديس الممر الفاصل بين عالم الأحياء والموتى .. ألا يلتفت خلفه ويقاوم أشواقه لرؤية وجه حبيبته الجميلة ! ‏كان أورفيوس لا يسمع صوت خطوات يوريديس .. ولا يحس لها وجودا خلفه وقاوم أشواقا في النهاية غلبته .. وما كاد يفعل حتى تلاشت يوريديس فاقدا إياها للأبد ! ‏ولم يجد أورفيوس الذي عاش هائما بلا وجهة إلا قيثارته معه ينشد الشعر الحزين عن مأساة حبه الضائع يوريديس .. ويعزفها ألحانا تنفطر لها القلوب ! 

الشخصية المدمِّرة / لفالتر بنيامين

صورة
قد يَحدث لشخصٍ يسترجع حياته١ أن يدرك أنّ معظم الالتزامات الأعمق التي كابدها في مسار تلك الحياة قد نشأتْ لدى أشخاصٍ يتّفق الجميعُ على امتلاكهم صفات «الشخصية المدمِّرة». ومن شأن ذلك الشخص أن يتعثّر بهذه الحقيقة يوماً ما، ربّما عن طريق الصدفة، وكلّما كانت الصدمة التي ألحقتْ به أثقل، تحسّنتْ فرصُه في تصوير الشخصية المدمِّرة. لا تعرف الشخصية المدمِّرة إلّا شعاراً واحداً: أفسِح المجال، ونشاطاً واحداً: إزالة الأشياء من المكان. إنّ حاجتها إلى الهواء المنعش والفضاء المفتوح أقوى من أيّة كراهية. الشخصيّة المدمِّرة شخصية مفعمة بالشباب والبهجة، فالتدميرُ يجدّد الشبابَ لأنّه يزيل آثار العمر، ويبعث البهجةَ لأنّ إزالة كلّ شيءٍ تعني للمدمّر اختزالاً تامّاً، بل حتى اجتثاثاً، لظروفه الخاصّة. لكنّ ما يسهم أكثر من أيّ شيءٍ آخر في تشكيل هذه الصورة العقلانيّة المتّسقة ( الأبولونيّة) للمدمِر هو إدراك المدى الهائل الذي يُبسّط به العالم عند اختبار استحقاقه للتدمير. هذا هو الرابط الأعظم الذي يضمّ ويوحّد كلّ ما هو موجود. إنّها نظرةٌ تتيح للشخصيّة المدمِّرة مشهداً من التناغم الخالص. يعمل المدمِر دائماً باب

بلد العميان لــ د. أحمد خالد توفيق

صورة
لو لم تكن قد قرأت ( بلد العميان ) فإنني أرجو أن تفسح لي صدرك قليلا .. كُتِبَت هذه القصة عام 1904 للكاتب هـ . ج . ويلز وتحكي عن مجموعة من المهاجرين من بيرو فروا من طغيان الإسبان ثم حدثت انهيارات صخرية في جبال الإنديز فعزلت هؤلاء القوم في واد غامض. انتشر بينهم نوع غامض من التهاب العيون أصابهم جميعا بالعمي وقد فسروا ذلك بانتشار الخطايا بينهم هكذا لم يزر أحد هؤلاء القوم ولم يغادروا واديهم قط لكنهم ورثوا أبناءهم العمي جيلا بعد جيل هنا يظهر بطل قصتنا ..( نيونز ) إنه مستكشف وخبير في تسلق الجبال تسلق جبال الانديز مع مجموعة من البريطانيين وفي الليل انزلقت قدمه فسقط من أعلي .. سقط مسافة شاسعة بحيث لم يعودوا يرون الوادي الذي سقط فيه ولم يعرفوا أنه وادي العميان الأسطوري لكن الرجل لم يمت .. لقد سقط فوق وسادة ثلجية حفظت حياته وعندما بدأ المشي علي قدمين متألمتين رأي البيوت التي تملأ الوادي . لاحظ أن ألوانها فاقعة متعددة بشكل غريب ولم تكن لها نوافذ .. هنا خطر له أن من بني هذه البيوت أعمي كخفاش راح يصرخ وينادي الناس لكنهم لم ينظروا نحوه .. هنا تأكد من أنهم عميان فعلا ... إذن هذا هو بلد العميان ال

اللغة الفلسفية عند ابن سينا للأستاذ محمد محمود زيتون

صورة
 (هذه إشارات إلى أصول وتنبيهات على جمل يستبصر بها من تيسر له، ولا ينتفع بالأصرح منها من تعسر علية.)  بهذه العبارة يفتتح ابن سينا كتابه (الإشارات)، ونريد بهذا المقال أن نتعرف على أي نحو وإلى أي غرض أشار ابن سينا ونبه في إشاراته وتنبيهاته. وكتاب (الإشارات) يحتوي على ثلاثة فنون: المنطق والطبيعيات والإلهيات، وكما يختلف الواحد منها عن الآخرين في موضوعه وغرضه، تختلف كذلك في طريقته للوصول إلى هذا الغرض. ولقد خلف فيلسوف الإسلام تراثاً جليلاً شغل الفكر الإنساني في كل جيل، وتدارسه العلماء والفلاسفة من بعده في الجامعات، وليس أدل على مكانته التي تبوأها من ابن خلدون: (وترى الماهر منهم - العلماء - عاكفاً على كتاب الشفاء والإشارات والنجاة)، وحلت كتب ابن سينا الفلسفية محل كتب أرسو عند فلاسفة الأجيال المتلاحقة، وأفردوه له بالبحوث الطوال. ولا عجب إذا كتب (ماكدونالد) في الإنجليزية كتاباً عن (معاني الوهم في التفكير الإسلامي) كان لإبن سينا فيه مكان مرموق. وكتبت الآنسة (جوا شون) في الفرنسية كتابها (ثبت باللغة الفلسفية عند ابن سينا) إلى غير ذلك مما كتبه الطليان عن احتمال إطلاع (ديكارت) على آراء ابن

إله سبينوزا الذي يؤمن به أينشتاين

صورة
 عندما سُؤل اينشتاين عن الاله قال بأنه يؤمن بإله سبينوزا، لم يكن سبينوزا فيلسوفاً لا أدرياً أو ملحداً، فقد كان يؤمن بإله هو علة أولى لهذا العالم وهذا الإله (الطبيعة) يدير هذا العالم بقوانين محكمة مثل قانون الجاذبية الأرضية، ولا نستطيع الكشف عن ماهية هذا الإله إلا عبر هذه القوانيين وبالمختصر، وسبب اتهامه بالإلحاد هو نقده للمقدسات اليهودية والمسيحية. قيل بأن سبينوزا كان أكثر ديكارتية من ديكارت؛ فديكارت توقف عن تطبيق منهجه عند أعتاب الدين، وكان سبينوزا من الجرأة بمكان أن تجاوز تلك الأعتاب مطبقاً المنهج النقدي والقراءة التاريخية على الكتابات الدينية المقدسة. كانت قراءاتهِ وآراؤه تثير قلق الأوساط الدينية اليهودية المحافظة حتى ضاقت به بعد أن رفض كل محاولات الإغراء، فكانت فتوى الطرد والنبذ واللعنات التي أصدرها الكنيس اليهودي بامستردام في مواجهته في عام 1656، واستتبع هذا الطرد طردا آخر وهو طرد من العائلة والحرمان من الميراث. سبينوزا يقول بوحدة الجوهر؛ أي أن ثمة جوهراً واحداً فقط، ولهذا الجوهر صفتان/حالان وهما: الفكر والجسد وبهذا الفهم يكون هناك تطابقٌ بين الإله والطبيعة، من حيث أن الإله

مفهوم التسامح في فلسفة جون لوك

صورة
إن العقل في نظر "لوك" عنصر أولي بسيط التكوين. و هو يُولَد صفحة بيضاء ، وبذلك يُولد الناس متساوين في قدراتهم على المعرفة ، وتنطبع في عقولهم تجاربهم الحياتية التي هم غير مسؤولين عنها ، بل يتم تلقينهم اعتقاداتهم مهما كانت منابِتها متباعدة ومتشعِّبة. ولقد أنجب فكر ذلك العصر المادّي فلسفة سياسية ذات أسس إنسانية النزعة تقبل مكونات المجتمع بأكملها ، بوصفهم عناصر ذرية متساوية الحقوق وتستحق الاحترام مهما كانت معتقداتها. ومن هذه النظرية انطلق "لوك" لتأسيس نظريته في التسامح الديني. - يتحدّث "جون لوك" عن محدودية المعرفة البشرية ، و بالتالي يفتح الباب أمام التسامح الديني ، وتقبُّل الرأي الآخر ، فضلاً عن أنه يُشكِّك في المعرفة الحدسية. فحدود المعرفة الإنسانية تقود إلى احتمال الخطأ خاصّةً في الأمور التأملية ، لذا لا يجد يقيناً في الآراء الدينية. ومن هذه الحجة ينطلق "لوك" للمناداة بالحرية الشخصية والحرية الدينية معاً. إذن أصبح العقل هو العامل المشترك بين الناس - وهذا ما أكده ديكارت من قبل ، حيث يقول "العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس" - . وبالتال

« التفكير فريضة إسلامية » للعقاد

صورة
الفلسفة بقلم عباس محمود العقاد فلسفة التاريخ، وفلسفة اللغة، وفلسفة الأخلاق، وفلسفة الرياضة وغيرها من أنواع الفلسفة مصطلحات حديثة يراد بها البحث في النظريات والأفكار التي تقوم عليها تلك العلوم، أو البحث في النظريات والأفكار التي تفسر تلك العلوم، وتبين وجهتها وغايتها، ويراد بهذه الفلسفات — إجمالًا — أنها دراسات فكرية فرضية غير الدراسات التي تقررت بالوقائع والتجارب المحسوسة من قبيل علوم الطبيعة وما جرى مجراها … إلا أنَّ الفلسفة التي نعنيها هنا أعم من هذه الفلسفات جميعًا؛ لأنها قد تشملها من وجهة النظر في الأصول، وتجاوزها إلى البحث فيما وراء الحقائق المحسوسة، مما يسمى أحيانًا بالبحث فيما وراء الطبيعة، أو البحث في كنه الوجود كله على التعميم … ويلاحظ في التاريخ المتواتر أنَّ هذه الفلسفة العامة — فلسفة ما وراء الطبيعة — شاعت في بعض الأمم القديمة، وقل شيوعها في أمم أخرى … ويلاحظ كذلك أنَّ بلاد الدول الكبار لم تكن بيئات صالحة لنشأة هذه الفلسفة ونبوغ فلاسفتها، وأنَّ الأمر لا يرجع إلى اختلاف درجات الحضارة؛ بل إلى أسباب غير هذا السبب، كما يؤخذ من تواريخ الحضارات الأولى … فالهند ومصر وبلا

من دفتر اليوميات / ألبير كامو

صورة
لسنوات عديدة كنت أعيش حياتي طبقاً للمعايير الأخلاقية الخاصة بالجميع حيث أنني أجبرت نفسي على العيش مثل أي شخص آخر و أن أنظر للأشياء من وجهة نظر أي شخص أخر و كنت أردد مثل ما يقول الجميع لكي يكون هناك نوع ما من الرابطة بيني و بين الأخرين حتى لو كنت أشعر بالإنفصال التام عنهم في داخلي ، و بعد ذلك كله حدثت الكارثة حيث أنني الأن أتجول وسط حطام نفسي بطريقة فوضوية و متمرداً على كل شيء مهشم تماماً من داخلي وحيداً مع تقبلي لكي أكون كذلك و أخيراً تخليت تماماً عن الجميع و إنزويت في وحدتي و يجب علي أن أعيش الحقيقة بعد أن عشت حياتي كلها في كذب .

فن الرسم في الهند

صورة
يشمل التصوير الهندي فنون الهند وبورما وكمبوديا واندونيسيا ونيبال وسريلانكا وتايلاند ، وقد ارتبط الفن الهندي _ الذي ساد في هذه الاماكن كلها _ بالاديان المتعددة الموجودة فيها وهي : البوذية والهندوسية واليانية وغيرها ، ولهذا فقد كانت أغلب الموضوعات التي تناولها الفنانون في الهند تدور حول قصص الآلهة وقصص القديسين ، والصور الجدارية في كهف ( اوجانتا ) تمثل التصوير لعدة قرون ( ٢٠٠ ق.م _ ٦٠٠م ) ، والشخوص المرسومة ذات احجام كبيرة تعطي احساسا بالسيطرة والسيادة كتلك الصور التي توجد في المناظر التي تمثل حياة بوذا عندما كان لا يزال فيلآ ابيض كبيرآ في الهيمالايا .

من كتاب على مقهى الوجودية

صورة
إذا كان هذا هو الحال فمن الممكن إذن إنعاش منظورنا بإعادة النظر في الوجوديين أصحاب الجسارة و الحيوية فهم لم يعكفوا على اللعب بدوالهم بل أثاروا الأسئلة الكبرى عما يعنيه عَيش حياة بشرية أصيلة تماماً قُذِفت إلى عالم فيه بشر آخرون يحاولون العيش أيضاً كما أثاروا أسئلة عن الحرب النووية و كيف نسكن بيئتنا و أسئلة عن العنف و مصاعب إدارة العلاقات الدولية في الأوقات الخطرة و تاق العديد منهم إلى تغيير العالم فتساءلوا عن التضحيات التي قد نبذلها أو لا نبذلها من أجل هدف كهذا ، أما الوجوديون الملحدون فتساءلوا عن كيف نستطيع العيش بطريقة ذات معنى في غياب الله و كتبوا جميعهم عن القلق و تجربة الوجود الذي يفرض الإختيار في كل لحظة و هو إحساس صار أكثف من الماضي في مناطق من عالم القرن الحادي و العشرين تتمتع برفاهية نسبية بل في وقت تعطلت فيه خيارات العالم الحقيقي بشكل يثير قلق البعض منا ، كان الوجوديون قلقين بشأن المعاناة و اللامساواة و الإستغلال فتساءلوا عما إذا كان بالمستطاع عمل أي شيء بإزاء هذه الشرور و من ضمن هذه الأسئلة : تساءلوا عما يستطيع الأفراد عمله و ما يجب عليهم هم أنفسهم أن يقدموه ، تساءلوا أيض

الشارد و إغراءات المتاهة / دولوز و تاريخ الفلسفة

صورة
(كيث أنسيل بيرسون )  ترجمة : ربيع جواد  إن لحرف العطف " و " مهمة الربط التي لا يمكن اعتبارها بريئة أو مجرد توافق رومانسي . إنها علاقة على المحك دوما، هكذا هي الإشارة و اللعبة التي صنعها دولوز في نص " نيتشه و الفلسفة " حيث كل إمكانات فلسفته الحيوية تتجه لممانعة قوى و قيم الارتكاس . إن حديثنا عن دولوز يستلزم الانتباه إلى سؤال ارتباطاته بتاريخ الفلسفة و شكل قراءته لهذا التاريخ، يسعنا القول أنها قراءة فاعلة و قائمة على مهاجمة الهوية التاريخية للفلاسفة و نصوصهم عبر إقحامهم في مغامرات الصيرورة، لذلك تتحرك الفلسفة مع دولوز دوما في اتجاه خارج ما، تتيحه حركةالانفتاح على الكون و على صيرورة الفوضى الخلاقة و الواعدة . إن رشاقة دولوز مرتبطة بفن التفكير القائم على "البينيات" و " التماسات " التي تنسجها الفلسفة مع آخريها (السينما _الأدب_ السياسة_علم النفس..) ليكونَ وجودها المعاصر مقروناً بانمحاءاتها المتكررة. إذا أمكننا الحديث عن هوية دولوزية فإنها لن تكون إلا إرغامية، تنتدبُ المتباينات، ما يختلف و يتنافر بشكل مفارقاتي، يعمل على إنتاج و هندسة الا

فن الرسم الصيني

صورة
يطلق لفظ التصوير الصيني على فنون كل من الصين واليابان وكوريا ، ويرى كثير من المؤرخين أن فترة أسرة سونج ( ٩٦٠ _ ١٢٧٩م ) تعتبر قمة ما وصل اليه التصوير الصيني ، فقد تأثرت بها كل الفترات اللاحقة ، وهذا لا يعني أن التصوير الصيني قد بدأ في هذه الفترة ، فهناك أعمال فنية رائعة تعود الى ما قبل ٢٠٠٠ سنة . والفن الصيني لا يقلد الطبيعة ، وله أسلوب محدد ومبسط اتبعه كل الفنانين التقليديين في تلك البلاد حتى بداية القرن العشرين ، وبما أن كل المعتقدات الدينية الصينية ركزت على حب الطبيعة فإن الفنانين قد اهتموا بتصوير المناظر الطبيعية ، والطيور والزهور والجبال والبحار ، وقد استخدام كثير منهم اللون الاسود من دون غيره بدرجات مختلفة . واهتم المصورون الصينيون بلمسات الفرشاة ووضعها أكثر من اهتمامهم بالموضوع نفسه ، وصوروا لوحاتهم على الحرير ، وعلى المراوح الورقية والجدران ، واللوحة الصينية التقليدية تكون في شكل ملفوفة طويلة ، وعند المشاهدة يبدأ الناظر إليها بفتح الجزء الاول ثم يبدأ في لف الجزء الذي شاهده بيده اليمنى ويفتح الجزء الذي لم يشاهده بيده اليسرى حتى يكمل مشاهدة كل اللوحة . ويستعمل المصور الصيني ا

الوعيُ كمنفى " رؤية : إميل سيوران "

صورة
 - يقول سيوران : " من الأفضل أن أكون حيواناً بدل إنسان ، وحشرةً بدل حيوان ، ونبتةً بدل حشرة ، وهكذا دواليك.. ". إذا كان الإنسان الكائن الوحيد الذي يتميَّز بالعقل ، فإن سيوران يمقُت هذه الميزة ، لأن الوعي الذي يفرزه هذا العقل هو سرُّ الشقاء في هذه الحياة. يقول : "الجهل وطن و الوعيُ منفى". - الوعي لعنة مزمِنة ، كارثةٌ مهولة. الوعي هو الذي يجعلنا نُدرِك خُبثَ هذا العالم ، بمجرِّد أن نعي هذا العالم ، فإنه سرعان مايسبب لنا ذلك الوعي شقاءً مزمِناً. وكما يقول "المتنبي" : "ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقلهِ...وأخو الجهالةِ في الشقاوة ينعمُ " - من على قمم العقل تبدو لنا الحياة كلها كمرضٍ عضالٍ والعالم كلمجأ مجانين. الوعي شرخٌ وخِلاف مع العالم. إنه ليس مجرّد شوكة ، بل خنجر مغروس في عمق الجسد. ألا يتوق الإنسان إلى العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل الوعي ؟ أليس الأطفال أكثر سعادةٍ غالباً من البالغين ؟ لنرفع الكؤوس على نخب الجهل ، لنسكر ، لنفلت من حالة الوعي !. ألا يقول لنا "باسكال" : "إن في قنينة النبيذ من الفلسفة مايفوق كل مافي الكتب&qu

التصوير التشكيلي الاغريقي

صورة
 نشأت مدرسة التصوير الاغريقي موازية للنحت في تطورها مرورآ بالدور الهندسي ثم الاصلاحي التقليدي ثم الطليعي ، والمعلومات عن التصوير الاغريقي مستمدة من الصور المرسومة على الأواني ومن الصور التي نقلها الرومان ، أما الصور الأصيلة فقد ذهبت جميعها بما فيها الصور الجدارية التي كانت تزين المباني العامة . ومن المصورين المشهورين في ذلك العصر ( بوليجنوتس ) في القرن الخامس ق.م الذي حاول أن يعبر عن البعد الثالث ( العمق ) بوضع الاشخاص فوق بعضهم بعضآ ، وكان مجال استعمال الالوان محدودآ ، وكان لهذا المصور رسوم في معبد (البرثنون) ومعبد ( أولمبيا ) . وهناك مصور آخر اسمه ( أبوللو دورس ) ويكنى بصانع الظلال ٤١٥ ق.م، ويبدو أن هذا المصور كان على معرفة بالظل فجسم الاشخاص في لوحاته حسب الاتجاه الطبيعي في ذلك العصر .

يغرنوط "أحد الآلهة الهندية"

صورة
ولقد كان من الممكن أن أجتنب وقوع العين عَليّ لو لم يزلَّ لوحيَ الغادر، من يدي، بطريقة ما، مُحدثاً قرقعة متطفلة لفتت إليّ جميع العيون في الحال. وأدركت الآن أن كل شيء قد انتهى، وبينما انحنيت لالتقاط قطعتيّ اللوح المكسور استجمعت قواي انتظاراً لما هو أسوأ. وكان ما خفتٌ أن يكون، فقال مستر بروكلهورست: «فتاة مهملة»! ثم أضاف بعد ذلك مباشرة: «إنها الطالبة الجديدة في ما أرى». وقبل أن أوفّق إلى أخذ نَفَسٍ، قال: «يجب أن لا أنسى أن لدي كلمة أودّ أن أقولها بشأنها» ثم أردف بصوت عال، وما أشدّ ما بدا لي صوته ذاك عالياً! «إيتي بالطفلة التي كسرت لوحها الحجري إلى هنا»! ولم يكن في وسعي أن أتحرّك من تلقاء نفسي. كنت قد أصبت بالشلل، ولكن الفتاتين الكبيرتين اللتين جلستا إلى جانبي أنهضتاني على قدميّ ودفعتاني نحو القاضي الرهيب، ومن ثم أخذت مس تامبل بيدي في رفق وساعدتني على المثول بين يديه، فسمعتها تهمس في أذني قائلة : ‐ «لا تجزعي يا جين، لقد رأيت أن ذلك كان مجرّد مصادفة. إنكِ لن تعاقبي». ونفذت الهمسة الشفوق إلى فؤادي مثل خنجر. وقلت في ذات نفسي: ‐ « لن تنقضي دقيقة أخرى حتى تعتبرني فتاة مرائية وتنظر إلي

التصوير التشكيلي المصري القديم

صورة
 يعود تاريخ أقدم تصوير تشكيلي الى ما قبل ٥٠٠٠ سنة بقليل ، وقد طور قدماء المصريين أسلوبآ خاصآ بهم ومميزآ لهم زينوا به معابدهم وقصورهم ومقابرهم ، فقد صوروا الاشخاص صورآ جانبية ، ورتبوا الناس حسب وظائفهم ، فكلما علت رتبة الشخص كبر حجمه في الصورة ، وقد زينوا مقابرهم بصور كبيرة ، حيث نرى أمثلة رائعة للتصوير والزخرفة في جميع المقابر وعلى جدران المعابد والوديان ، ومعظم هذه التصاوير تظهر بارزة وملونة ، إذ إنها كانت تعتمد في ذلك العصر على خطوط صريحة قوية قليلة الانحناءات . ولم يظهر التصوير في ذلك العصر مستقلآ عن الحفر البارز أو الغائر إلا في أمثلة قليلة ، منها صورة الإوزات الست ، وكانت الالوان التي يستعملونها الاصفر والاحمر والازرق والاخصر والاسمر والابيض والاسود ، وبعض هذه الالوان نباتي كالنيلي ، وبعضها معدني كاللون الازرق الذي احتفظ برونقه وبهائه طوال هذه القرون .

مُقْتَطَف من رائعة أحدب نوتردام / ڤيكتور هوجو

صورة
 الصُّورة للأحدب كوازيمودو قارع أجراس كنيسة نوتردام في فرنسا-باريس كان القاضي مصاباً بالصَّمم ، وهذا نقصٌ غير خطير ! والثَّابت يوْمذاك أنَّ في إصغاء القاضي ما يكفي للقيام بوظيفته . وقد كان قاضينا المحترم يقوم بهذه الوظيفةِ خيرُ قيام ، فالمهم ألا يُشغَلَ بأيَّة ضجَّةٍ عمَّا ينصرف إليه من محاكمة النَّاس . ــ ( انتبه ، يا روبان ! ما هذا الذي يُدخلونه؟! إنَّه خنزيرٌ برِّي ! إنَّهُ أحدب نوتردام ! إنَّهُ كوازيمودو ! ) صاحَ جوهان الذي كان حاضراً في المحكمة . والحقّ أنَّهُ لم يكُن غير كوازيمودو ، مقيَّداً مجروراً وتحت حراسةٍ جيِّدة ، ولم يكُن فيه شيءٌ يُلفتُ النَّظر غير بشاعته التي وحدها مَنْ يبرِّر جلبهُ إلى المحكمة . كان قاتماً صامتاً مطمئنَّاً ، فلا تكاد عينُه الوحيدة تُلقي نظراتها السَّاخرة الغاضبة فوق الأربطة التي تثبِّته . في هذه الأثناء كان القاضي يتصفَّح ملف الشَّكوى المقدَّمة ضد كوازيمودو الأحدب ، ثم لم يلبث أن بدا في هيئة المتبتّل المستغرِق في تفكيره . وبفضل هذا الإحتياط استطاع دائماً أن يعرف اسم المتَّهم وصفته وعمره ويهيء الأسئلة المنتَظرة والإجابات في حدود ما يتخيَّلها ، وهك

الزلة / الدكتور يوجين ج. ماهون

صورة
زلات اللسان ... أسبقية شكسبير لفرويد يفترض أن يكون هاملت قد عاش قبل 300 سنة من فرويد ـ في مخيلة كاتب المسرحية ـ الا أنه يبدو مرتكبا لما يسمى زلة ، أو خطأ فرويديا ، وهذه الزلة ، كما يقول أحد كبار المحللين النفسيين ، تلقي أضواء على النقطة الاكثر ظلاما في عقله وتبرز عبقرية وليام شكسبير في وصف الحياة الداخلية للمرء. الدكتور يوجين ج. ماهون ، المحلل المدرب في كلية كولومبيا للاطباء والجراحين تحدث عن اكتشافه هذا في إحدى المجلات النفسية المتخصصة السنوية التي تنشر مواضيع حول آخر الافكار والنظريات التحليلية النفسية لمختلف المواضيع. هاملت أحد أشهر الابطال الشكسبيريين، يرتكب الزلة في أول مناجاة لنفسه. ففي تحسره على زواج والدته السريع من عمه بعد شهر واحد من وفاة والده يتمتم أمير الدانمرك ، ولكن مضى شهران على وفاته ! لا ليس هذه المدة ،ليس شهرين. لماذا يقول شهرين ، بدلا من شهر واحد ،ثم يصحح نفسه فورا؟ يرد ماهون أن السبب هو أن هاملت في خياله الاوديبي اللاواعي قتل والده قبل شهر من إقدام عمه على قتله فعلا. و في مسرحية (يوليوس قيصر) على سبيل المثال عثر على ذكرى خاطئة في الفقرة التي يتجادل فيها بر

عالم جديد شجاع / ألدوس هكسلي

صورة
يقولون: إنَّ الخوف من الموت، وما يتبعه هو ما يلجئ الناس إلى الدين، كلما تقدّموا في العمر، ولكن من تجربتي أيقنت أنّه بجانب شعور الرعب، أو التخيلات الميتافيزيقية؛ فإنَّ الشعور الديني ينمو بداخلنا مع تقدمنا في العمر؛ لأنّه مع هدأة العواطف واستقرار الأحاسيس وصعوبة استثارة الهوى والنزوات يصبح العقل أكثر قدرة على إعمال الفكر دون مشاكل، ولا تشوش تسببه الصور والخيالات والرغبات والإلهاءات التي كان مستغرقاً فيها من قبل، وعندئذ يتجلّى له الرب كأنّما يخرج عليه من وراء سحابة، فتشعر به روحه وتراه فتتزكى وتتوجه إلى مصدر كل ضياء، تتوجّه إليه فطرياً لا مندوحة لها عنه الآن، وقد بدأ يتلاشى كل ما كان يعطي الحيوية والسحر لعالم الأحاسيس تاركاً إيّانا في خواء، الآن وقد أصبح الوجود المحسوس لا داعم له من الانطباعات الداخلية أو الخارجية شعرنا بحاجتنا للارتكان إلى ثابت، إلى كيان لا يتلاعب بنا ولا يغشنا، إلى واقع راسخ، إلى حقيقة مطلقة أزلية أبدية. نعم ؛ إِنّنا في النهاية نتجه إلى الرب لا محالة، وتلك العاطفة الدينية شديدة النقاء في طبيعتها شافية ومبهجة للروح التي تذوق حلاوتها، حتى إنّها تعوضها عن كل فقَد . 

الفلسفة البراجماتية

صورة
الفلسفة البراجماتية اسم يطلق على عدد من الفلسفات التي تشترك في مبدأ عام وهو أن صحة الفكرة تعتمد على ماتؤديه هذه الفكرة من نفع، أو على ماتؤدي إليه من نتائج عملية ناجحة في الحياة. وقد ظهرت هذه الفلسفة في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر، وكان أول من أطلق عليها اسم البراجماتية؛ هو الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس. وقد طورها بعد ذلك الفيلسوف وليام جيمس. ثم جاء الفيلسوف جون ديوي محاولا أن يضع منطقا للتفكير البراجماتي، وأن يفتح له مجالات عديدة للتطبيق. ولكن على الرغم من اتفاق الفلاسفة البراجماتيين على مبدأ ارتباط صحة الفكرة بنتائجها العملية، فهم على خلاف فيما بينهم حول النتائج العملية التي تعد مرضية وتكون معيارا للصدق والحقيقة. وهذا الاختلاف هو مايميز الأنماط الرئيسية التالية للبراجماتية : البراجماتية الإنسانية : وترى أن كل مايحقق الأغراض والرغبات الإنسانية فهو حق، وقد أخذ بهذا الموقف كلا من وليام جيمس في أمريكا، وفريدريك شيلر في انجلترا. البراجماتية التجريبية : وترى أن الحق هو مايؤدي إلى عمل، بمعنى مايكون متحققا بصورة تجريبية. البراجماتية الاسمية : ترى أن نتائج الأفكار ه